( بقلم : الدكتور عبد الامير حسن )
في محاضرة القيتها في الجامعة المستنصرية حول الطبيعية الفاشية لنظام البعث وحول السياسات الاقتصادية التي ادت الى كوارث سياسية فيما بعد منها المنهج الحربي الذي اتخذه النظام البعثي ومن ثم غزو الكويت وبعد ذلك الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب العراقي.
ان الطبيعة الفاشية للنظام البعثي كانت ملازمة لبنية حزب البعث . وفي معرض ردي لاحد الاسئلة التي وجهها الدكتورحكمت العزاوي حول طبيعة العداء الذي يكنه البعثيون للمعارضة الاسلامية العراقية وخاصة المجلس الاعلى وما هي امكانية المصالحة مع هذا الحزب من قبل المجلس الاعلى ، ونظرا لاهمية المداخلات والنقاش الذي حدث اود هنا ان استعرض طبيعة تلك العلاقة.
في عام 1980 اعلن حزب البعث المقبور في تقريريه السياسي للمؤتمر القطري انذاك موقفه من الاحزاب الاسلامية وكان يعني بها الحركات الشيعية ووصفها كما هو معروف بالحركات الرجعية، استمر نضال شعبنا وقواه الاسلامية والوطنية في النضال ضد هذا النظام ومع شراسة النظام وتشتت المعارضة الاسلامية واعدام زعيمها الخالد اية الله العظمى الامام محمد باقر الصدر رضوان الله عليه اتجهت المعارضة الاسلامية العراقية بكل ثقلها لتلتف حول راية شهيد المحراب الذي اسس عام 1982 المجلس الاعلى واشرف عليه ليكون راس الحربة في مواجهة النظام ، ومع استمرار وحشية النظام كان المجلس الاعلى يتخذ عدة وسائل لمقارعة هذا النظام منها السياسية والعسكرية ومنها تلك العلاقات الواسعة التي امتلكها شهيد المحراب مع دول العالم لتوظيفها في صالح القضية العراقية. واستطاع المجلس الاعلى بما يملكه من خبرات من التصدي لهذا النظام في منطقة الاهوار التي اصبحت تؤرق النظام كثيرا حتى انه شن حملة قاسية ضد الاهوار واهلها وقام بتشريدهم. ومن هناك ادرك البعثيون ان المجلس الاعلى بقيادته الحكيمة هو العدو الاول لهم خاصة بعد انكفا ء المعارضة وانطوائها على نفسها باستثناء المجلس الاعلى .
اذن اصبحت القضية هي بين البعثيين وبين الشعب العراقي الذي اصبح ممثلا لكل فئات الشعب العراقي من خلال هذا المجلس. ثم ان المجلس الاعلى عقد عدة مؤتمرات دولية واقليمية للتعريف بالقضية العراقية وفضح السياسات القمعية لهذا النظام الوحشي. ثم جاءت مرحلة سقوط الفاشية والتي كان للمجلس الاعلى دورا بارزا في اسقاط هذا النظام من خلال ادراكه ووعيه بان النظام اصبح خارج المنظومة السياسية وكان له الدور الريادي في اسقاط الفاشية. وبعد تاريخ 942003 ادرك البعثيون ان المجلس الاعلى هو من اسقط نظامهم وليس امريكا وقد ذكر هذه الحقيقية اكثر من قيادي بعثي في الداخل والخارج "انظر حديث ابو محمد الناطق باسم حزب البعث للجزيرة وكذلك مقالات صلاح المختار وعبدر الكريم تايه" كل هولاء قالوا بصراحة ان لولا المجلس الاعلى ما كان نظامهم ليسقط ولكان استمر الى عشر سنوات اخرى. هذه الحقيقية ادركها فيما بعد كل كتاب البعث المنهار وادركوا حقيقية اخرى هي ان بقاء المجلس الاعلى هو ضمانة لاستمرار العملية السياسية وبالتالي ابتعادهم عن العودة لحكم العراق. اصبحت المعادلة كالاتي بقاء المجلس الاعلى يعني عدم عودة البعث للحكم في العراق؟
لذا اوعز البعث في كل مؤتمراته التي عقدت خارج العراق بعد سقوط صدام بتوجيه الكتاب لشن حملة ضد المجلس الاعلى وضد سماحة السيد القائد عبد العزيز الحكيم ونائب رئيس المجلس الاعلى سماحة السيد عمار الحكيم. باعتبارهما صمام الامان للعراق والسد المنيع بوجه البعثيين وحلم العودة. المجلس الاعلى بدوره يرى ان عدو العراق الاول هم البعثيون والعدو الذي يجب لا اجتثاثه فحسب بل اجتثاث كل ما يمت له بصلة واجتثاث انصاره وكتابه وكل اثاره في العراق ، لذا يرى المجلس الاعلى ان لا مصالحة اطلاقا مع البعثين ولا يمكن التفكير بهذا المنطق ابدا .ان التفكير السليم والشرعي هو العمل وبلا هوادة لاجتثاث البعث وفكر البعث وهذه هي نقطة الارتكاز التي نستند اليها
https://telegram.me/buratha