المقالات

رؤية الهلال ووحدة المسلمين – القسم العاشر

1094 15:27:00 2008-08-18

( بقلم : محمود الربيعي )

ثبوت الهِلالمن كتاب الفتاوى الواضحة ثبوت الهلال الطبعة الاولى للسيد محمد باقر الصدر(ره)مقدمةتتناول هذه الحلقة طبيعة دوران القمر بالنسبة للارض والشمس، وتتابع الليل والنهار، وحالة المحاق، والظروف الخارجية المؤثرة على رؤية الهلال، والراي في استخدام الاجهزة المكبرة، واختلاف خطوط الطول والعرض، والتفسير العلمي لهذه الظواهر، واهمية رؤية الشهود، وتاثير راي الحاكم الشرعي، وبيان تفصيل حرمة صوم يوم العيد على وجه فقهي ومعالجة الحالات الاستثنائية الى غير ذلك من الامور نترك البحث فيها لصاحب الراي المجتهد الفقيه السيد محمد باقر الصدر رحمه الله.ولقد وجدنا ان من الافضل طرح اراء بعض القمم من المجتهدين والرواد وبيان رؤيتهم وان اختلفت بعض الشئ، وبذلك نكون قد وضحنا للمسلم طريقة تفكير عدد من المجتهدين يتبين منها طريقة كل مجتهد في التفكير بحيث يمكن ان ترى في كل الصور المختلفة جامع للحركة العقلية المنطقية التي يؤمن بها المسلم وذلك يعزز الوحدة بين الناس ويبعث على التسامح والاحترام خصوصا ان لكل مجتهد اسلوب وطريقة منطقية يعالج بها المسائل ويحاول ان يتوصل الى حلول مقنعة لمقلديه.ومما تقدم يمكن لنا ان نقول ان التطور الذي طرا على الحياة من توسع البلدان والعمران وتطور المواصلات ووسائل الاتصالات وازياد الاختلاط بين الناس وتعدد ارائهم كل ذلك ساعد على التباين في وجهات النظر واصبحت الحياة واساليبها تختلف تماما عن طبيعة البلدة الصغيرة المعزولة التي يعيش فيها مجموعة صغيرة من الافراد منقطعين عن بقية اجزاء العالم.وادناه مجموعة من الشروحات والبيانات المفصلة واجابات على بعض التساءلات حول موضوع ثبوت الرؤية المستمدة من كتاب الفتاوى الواضحة ثبوت الهلال الطبعة الاولى للسيد محمد باقر الصدر(ره) الصفحات من 708 الى 723 اي 15 صفحة من العلم النافع.

وكما يعلم القارئ والباحث عن الحقيقة ان اطلاعه على اراء متعددة لعلماء كبار ومختصون له الاثر الكبير في جمع معلومات واسعة تساعدة على تكوين فكرة متقدمة عن الموضوع الذي الى ايجاد حلول لمشاكله، وهنا لاباس بالنظر الى مختلف الاراء والاجتهادات فانها لاتتقاطع كثيرا وقد تصب في مصب واحد يجمع الاراء على هدف واحد، ومنه نحصل على حل يشفي الصدور بتفهم بعضنا البعض الاخر وفي ذلك راحة للناس ورضا لله سبحانه وتعالى، ويبقى الامر متلق بالاساسيات من تحقق الرؤية وشهادة الشهود وحصول القناعة بين الناس.

الصفحة 708

( 64 ) شهر رمضان وشعبان من الشهور القمرية ، وهي تتكوّن : تارةً من تسعة وعشرين يوماً ، واُخرى من ثلاثين يوماً حسب طول الدورة الاقترانية للقمر وقصرها ، وهي دورة القمر حول الأرض ، حيث إنّ القمر يتحرّك حول الأرض من المغرب إلى المشرق ، وهو كالأرض نصفه يواجه الشمس فيكون نَيِّراً ، ويكون الوقت في المناطق الواقعة فيه نهاراً ، ونصفه الآخر لا يقابل الشمس فيكون مظلماً ، ويكون الوقت في المناطق الواقعة فيه ليلا ، فإذا ما دار القمر حلّ الليل في المناطق التي كانت في النصف النيّر وطلع النهار في المناطق التي كانت في النصف المظلم .والقمر أثناء دورته هذه حول الأرض : تارةً يصبح في موضع بين الأرض والشمس على صورة يكون مواجهاً بموجبها للأرض بوجهه المظلم ، ومختفياً عنها بوجهه المنير اختفاءً كاملا .واُخرى يُصبح في موضع على نحو تكون بينه وبين الشمس .وثالثةً يكون بين هذين الموضعين .وحينما يكون القمر في الموضع الواقع بين الأرض والشمس ( على النحو الذي وصفناه ) لا يمكن أن يُرى منه شيء ، وهذا هو المَحاق ، ثم يتحرّك عن هذا الموضع فتبدو لنا حافّة النصف أو الوجه المضيء المواجه للشمس ، وهذا هو الهلال ، ويعتبر ذلك بداية الحركة الدورية للقمر حول الأرض ، وتسمّى بالحركة الاقترانية ; لأنّ بدايتها تقدّر من حين اقتران القمر بالأرض والشمس وتوسّطه بينهما ، على النحو الذي وصفناه ، وابتداؤه يتجاوز هذه النقطة .

الصفحة 709وكلّما بعد القمر عن موضع المَحاق زاد الجزء الذي يظهر لنا من وجهه أو نصفه المضاء ، ولا يزال الجزء المنير يزداد حتى يواجهنا النصف المضاء بتمامه في منتصف الشهر ، ويكون القمر إذ ذاك بدراً ، وتكون الأرض بينه وبين الشمس ، ثمّ يعود الجزء المضيء إلى التناقص حتى يدخل في دور المَحاق ، ثمّ يبدأ دورةً اقترانية جديدة ، وهكذا .وعلى هذا الأساس تعتبر بداية الشهر القمريّ الطبيعي عند خروج القمر من المَحاق وابتدائه بالخروج عن حالة التوسّط بين الأرض والشمس ، وابتداؤه بالخروج هذا يعني أنّ جزءً من نصفه المضيء سيواجه الأرض ، وهو الهلال ، وبذلك كان الهلال هو المظهر الكوني لبداية الشهر القمريّ الطبيعي .وظهور الهلال في أول الشهر يكون عند غروب الشمس ، ويرى فوق الاُفق الغربي بقليل ، ولا يلبث غير قليل فوق الاُفق ثمّ يختفي تحت الاُفق الغربي ، ولهذا لا يكون واضح الظهور ، وكثيراً ما تصعب رؤيته ، بل قد لا يمكن أن يُرى بحال من الأحوال لسبب أو لآخر ، كما إذا تمّت مواجهة ذلك الجزء المضيء من القمر للأرض ثمّ غاب واختفى تحت الاُفق قبل غروب الشمس فإنّه لا تتيسّر حينئذ رؤيته ما دامت الشمس موجودة ، أو تَواجَدَ بعد الغروب ولكن كانت مدّة مكثه بعد غروب الشمس قصيرةً جدّاً بحيث يتعذّر تمييزه من بين ضوء الشمس الغاربة القريبة منه ، أو كان هذا الجزء النَيّر المواجه للأرض من القمر ( الهلال ) ضئيلا جدّاً ; لقرب عهده بالمَحاق إلى درجة لا يمكن رؤيته بالعين الاعتيادية للإنسان ، ففي كل هذه الحالات تكون الدورة الطبيعية للشهر القمريّ قد بدأت على الرغم من أنّ الهلال لا يمكن رؤيته .ولكنّ الشهر القمريّ الشرعي في هذه الحالات التي لا يمكن فيها رؤية الهلال لا يبدأ تبعاً للشهر القمريّ الطبيعي ، بل يتوقّف ابتداء الشهر القمريّ الشرعي.

الصفحة 710

على أمرين :أحدهما : خروج القمر من المَحاق وابتداؤه بالتحرّك بعد أن يُصبِح بين الأرض والشمس ، وهذا يعني مواجهة جزء من نصفه المضيء للأرض .والآخر : أن يكون هذا الجزء ممّا يمكن رؤيته بالعين الاعتيادية المجرّدة .وعلى هذا الأساس قد يتأخّر الشهر القمريّ الشرعي عن الشهر القمريّ الطبيعي ، فيبدأ هذا ليلة السبت ـ مثلا ـ ولا يبدأ ذاك إلاّ ليلة الأحد ، وذلك في كلّحالة خرج فيها القمر من المَحاق ، ولكنّ الهلال كان على نحو لا يمكن أن يرى .والشهر القمريّ الطبيعي ـ كما مرّ ـ قد يكون كاملا يتكوّن من ثلاثين يوماً ، وقد يكون ناقصاً يتكوّن من تسعة وعشرين يوماً ، ولا يكون ثمانية وعشرين يوماً ، ولا واحداً وثلاثين يوماً بحال من الأحوال . وأمّا الشهر القمريّ الشرعي فهو أيضاً قد يكون ثلاثين يوماً ، وقد يكون تسعةً وعشرين يوماً ، ولا يكون أقلّ من هذا ولا أكثر من ذاك .وقد تقول : إنّ الشهر القمريّ الشرعي قد يتأخّر ليلةً عن الشهر القمريّ الطبيعي ، كما تقدم ، وإنّ الشهر القمريّ الطبيعي قد يكون تسعةً وعشرين يوماً كمامرّ ، وهذان الافتراضان إذا جمعناهما في حالة واحدة أمكننا أن نفترض شهراً قمرياً طبيعياً ناقصاً بدأ ليلة السبت وتأخّر عنه الشهر القمريّ الشرعي يوماً فبدأ ليلة الأحد ; نظراً إلى أنّ الهلال في ليلة السبت لم يكن بالإمكان رؤيته ، وفي هذه الحالة نلاحظ أنّ الشهر القمريّ الشرعي قد يكون ثمانية وعشرين يوماً ; وذلك لأنّ الشهر القمريّ الطبيعي بحكم افتراضه ناقصاً سينتهي في تسعة وعشرين يوماً ، ويهلّ هلال الشهر التالي في ليلة الأحد بعد مضي تسعة وعشرين يوماً ، وقد يكون هذا الهلال في ليلة الأحد ممكن الرؤية ، فيبدأ الشهر القمريّ التالي طبيعياً وشرعياًالصفحة 711في هذه الليلة ، ونتيجة ذلك أن يكون الشهر القمريّ الشرعي الأول مكوّناً من ثمانية وعشرين يوماً ; لأ نّه تأخّر عن الشهر القمريّ الطبيعي الناقص يوماً وانتهى بنهايته .والجواب : أنّ في حالة من هذا القبيل تعتبر بداية الشهر القمريّ الشرعي الأول من ليلة السبت على الرغم من عدم رؤية الهلال ; لكي لا ينقص الشهر الشرعي عن تسعة وعشرين يوماً .وبهذا أمكن القول : إنّ الشهر القمريّ الشرعي يبدأ في الليلة التي يمكن أن يُرى في غروبها الهلال لأوّل مرّة بعد خروجه من المَحاق ، أو في الليلة التي لم يُرَ فيها الهلال كذلك ولكن رُئي هلال الشهر اللاحق في ليلة الثلاثين من تلك الليلة(1) .( 65 ) وإمكان الرؤية هو المقياس ، لا الرؤية نفسها ، فقد لا تتحقّق الرؤية ; لعدم ممارسة الاستهلال ، أو لوجود غيم ونحو ذلك ، غير أنّ الهلال موجود بنحو يمكن رؤيته لولا هذه الظروف الطارئة ، فيبدأ الشهر الشرعي بذلك .وبكلمة : إنّ وجود حاجب يحول دون الرؤية ـ كالغيم والضباب ـ لا يضرّ بالمقياس ; لأنّ المقياس إمكان الرؤية في حالة عدم وجود حاجب من هذا القبيل .________________________________________(1) وكذلك في الليلة التي لم يُرَ فيها الهلال كذلك ولكن رُئي هلال الشهر الذي بعد اللاحق بعد مضي ( 57 ) يوماً مع افتراض الشهر اللاحق ( 29 ) يوماً ، وهكذا ، فمثلا إذا ثبت أنّ رجب ثلاثون يوماً بموجب إكمال العدّة ، ثمّ ثبت أنّ شعبان ( 29 ) يوماً ، ثمّ رُئي الهلال بعد مضي ( 28 ) يوماً من رمضان فلابدّ أن نأخذ يوماً من شعبان فيقع ( 28 ) يوماً ، فنأخذ له يوماً من رجب فيثبت أ نّه كان ناقصاً .( منه (رحمه الله) ).(2) الصفحة 712

ولا وزن للرؤية المجهرية وبالأدوات والوسائل العلمية المكبّرة ، وإنّما المقياس إمكان الرؤية بالعين الاعتيادية المجرّدة ، وتلك الوسائل العلمية يحسن استخدامها كعامل مساعد على الرؤية المجرّدة وممهّد لتركيزها .( 66 ) وقد تختلف البلاد في رؤية الهلال ، فيرى في بلد ولا يُرى في بلد آخر ، فما هو الحكم الشرعي ؟والجواب : أنّ هذا الاختلاف يشتمل على حالتين :الاُولى : أن يختلف البَلَدانِ لسبب طارئ ، كوجود غيم أو ضباب ونحو ذلك ، وفي هذه الحالة لا شكّ في أنّ الرؤية في أحد البلدين تكفي بالنسبة إلى البلد الآخر ; لأنّ المقياس ـ كما تقدم ـ هو إمكان الرؤية ، لا الرؤية نفسها ، وإمكان الرؤية هكذا ثابت في البلدين معاً ; ولا يضرّ به وجود حاجب في أحد البلدين يمنع عن الرؤية فعلا ، كغيم ونحوه ، كما تقدم .الثانية : أن يختلف البَلَدانِ اختلافاً أساسياً ; لتغايرهما في خطوط الطول ، أو تغايرهما في خطوط العرض على نحو يجعل الرؤية في أحدهما ممكنة ، وفي الآخر غير ممكنة بذاتها ، وحتى بدون غيم وضباب ، وذلك يمكن افتراضه في صورتين :إحداهما : أن يكون هذا التفاوت بسبب اختلاف البلدين في خطوط الطول ; على نحو يكون الغروب في أحد البلدين قبل الغروب في البلد الآخر بمدّة طويلة .وبيان ذلك : أ نّنا عرفنا سابقاً أنّ القمر بعد خروجه من المَحاق ومواجهة جزء من نصفه النَيّر للأرض يظلّ هذا الجزء النيّر يزداد ، وكلّما ابتعد عن المحاق اتّسع وازداد .ونُضيف إلى ذلك : أنّ الليلة ـ أيّ ليلة ـ تسير تدريجياً بحكم كروية الأرض

الصفحة 713

من المشرق إلى الغرب ، فتغرب الشمس في بلد بعد غروبها في بلد آخر بدقائق أوساعات حسب موقع البلدين في خطوط الطول ، والغروب في كلّ خطٍّ يسبق الغروب في الخطّ الواقع في غربه ، ويتأخّر عن الغروب في الخطّ الواقع في شرقه ، فقد تغرب الشمس في بلد ـ كالعراق مثلا ـ ويكون القمر قد خرج من المحاق ، ولكنّ الهلال لا يمكن رؤيته ; لضآلته مثلا ، غير أ نّه يصبح بعد ساعات ممكن الرؤية ; لأنّ الجزء النيّر من القمر يزداد كلّما بعد عن المحاق ، فحين تغرب الشمسفي بلد يقع في غرب العراق بعد ساعات عديدة يكون بالإمكان رؤية الهلال .والصورة الاُخرى التي يكون الهلال بموجبها ممكن الرؤية في أحد البلدين دون الآخر : أن نفترض البلدين واقعين على خطّ طول واحد ، بمعنى أنّ الغروب فيهما يحدث في وقت واحد ولكنّهما مختلفان في خطوط العرض ، فأحدهما أبعد عن الآخر عن خطّ الاستواء ، ونحن نعلم أنّ طول النهار وقصره يتأ ثّر بخطوط العرض ، فالنهار الواحد والليل الواحد يكون في بعض المناطق أطول منه في بعضها تبعاً لما تقع عليه من خطوط العرض ، ويختلف بسبب ذلك أيضاً ـ في الغالب ـ طول مكث الهلال في تلك المناطق ، إذ يمكث في بعضها أطول ممّايمكث في بعضها الآخر ، فإذا افترضنا أنّ مكثه في أحد هذين البلدين كان قصيراً جدّاً على نحو لا يمكن رؤيته ، ومكثه في البلد الآخر كان طويلا نسبيّاً نتج عن ذلك اختلاف البلدين في إمكان الرؤية .وقد يتميّز بلد عن بلد آخر في إمكان الرؤية على أساس كلا الاعتبارين السابقين ، بأن نفترض أ نّه واقع في خط طول غربيّ بالنسبة إلى البلد الآخر ، وواقع أيضاً على خطّ عرض آخر يُتيح للهلال مكثاً أطول .وهكذا نلاحظ أنّ البلاد قد تختلف في إمكان الرؤية وعدم إمكانها ، فهل

الصفحة 714يكون الشهر القمريّ في كلّ منطقة من الأرض مرتبطاً بإمكان الرؤية فيها بالذات ، فيكون لكلّ اُفق شهره القمريّ الخاصّ ، فيبدأ في هذا الاُفق الغربي في ليلة متقدّمة وفي اُفق شرقيّ في ليلة متأخّرة ، أو أنّ الشهر القمريّ له بداية واحدة بالنسبة إلى الجميع ، فاذا رُئي الهلال في جزء من العالم كفى ذلك للآخرين ؟وبكلمة اُخرى : هل حلول الشهر القمريّ الشرعي أمر نسبي يختلف فيه اُفق عن اُفق فيكون من قبيل طلوع الشمس ، فكما أنّ الشمس قد تطلع في سماء بغدادَ ولا تطلع في سماء دمشق ، فيكون الطلوع بالنسبة إلى بغداد ثابتاً والطلوع بالنسبة إلى دمشق غير متحقّق كذلك بداية الشهر القمريّ الشرعي ، أو أنّ حلول الشهر القمريّ الشرعي أمر مطلق وظاهرة كونية مستقلّة لا يمكن أن يختلف باختلاف البلاد ؟وتوجد لدى الجواب على هذا السؤال في مجال البحث الفقهي نظرية تؤكّد على الافتراض الثاني ، وتقول : بأنّ حلول الشهر لا يمكن أن يكون نسبياً وأن يكون لكلّ منطقة شهرها القمري الخاصّ ، وأنّ من الخطأ قياس ذلك على نسبيّة الطلوع التي تجعل لكلّ منطقة طلوعها الخاصّ ; وذلك لأنّ طلوع الشمس عبارة عن مواجهة هذا الجزء من الأرض أو ذلك للشمس ، ولمّا كانت الشمس تواجه أجزاء الأرض بالتدريج بحكم كرويتها وحركتها ـ أي الأرض ـ حول نفسها فمن الطبيعي أن يكون الطلوع نسبياً ، فتطلع الشمس على هذا الجزء من الأرض قبل ذاك .وأمّا بداية الشهر القمريّ فهي بخروج القمر من المحاق ، أي ابتدائه بالتحرّك بعد أن يتوسّط بين الشمس والأرض ، وهذه ظاهرة كونية محدّدة تعبّر عن موقع جرم القمر من جرمَي الشمس والأرض ، ولا تتأ ثّر بهذا الجزء من الأرض أو ذاك ، فلا معنى لافتراض النسبية هنا وللقول بأنّ الشهر يبدأ بالنسبة إلى هذا الجزء من

الصفحة 715الأرض في ليلة السبت وبالنسبة إلى ذلك الجزء في ليلة الأحد .وهذه النظرية ليست صحيحةً من الناحية المنهجية ; لأ نّها تقوم على أساس عدم التمييز بين الشهر القمريّ الطبيعي والشهر القمريّ الشرعي ، فإنّ الشهر القمريّ الطبيعي يبدأ بخروج القمر من المَحاق ، ولا يتأ ثّر بأيّ عامل آخر ، ولمّاكان خروج القمر من المَحاق قد يؤخذ كظاهرة كونية محدّدة لا تتأ ثّر بهذا الموقع أو ذاك ، فلا معنى حينئذ لافتراض النسبية فيه(1) .وأمّا الشهر القمريّ الشرعي فبدايته تتوقّف على مجموع عاملين : أحدهما كوني ، وهو الخروج من المحاق . والآخر أن يكون الجزء النيّر المواجه للأرض ممكن الرؤية ، وإمكان الرؤية يمكن أن نأخذه كأمر نسبيّ يتأ ثّر باختلاف المواقع في الأرض ، ويمكن أن نأخذه كأمر مطلق محدّد لا يتأ ثّر بذلك ; وذلك لأ نّنا إذا قصدنا بإمكان الرؤية إمكان رؤية الإنسان في هذا الجزء من الأرض ، وفي ذاك كان أمراً نسبياً وترتّب على ذلك أنّ الشهر القمري الشرعي يبدأ بالنسبة إلى كلّ جزء من الأرض إذا كانت رؤية هلاله ممكنةً في ذلك الجزء من الأرض فقد يبدأ بالنسبة إلى جزء دون جزء .________________________________________(1) وذلك إذا فسّرنا المَحاق بأ نّه عبارة عن انطباق مركز القمر على الخطّ الواصل بين مركز الأرض ومركز الشمس على أساس أنّ هذا الانطباق هو الذي يحقّق غيبة القمر عن كلّ أهل الأرض ; نظراً لأنّ حجم الأرض الصغير لا يُتيح في هذه الحالة حتى لمن كان في أقصى الأرض أن يواجه شيئاً من وجهه المضيء ، فإذا كان المَحاق هو الانطباق المذكور صحّ ما يقال من أ نّه ليس نسبياً . وأمّا إذا فسّرنا المَحاق بأ نّه مواجهة الوجه المظلم بتمامه لمنطقة ما على الأرض فهذا أمر نسبي .( منه (رحمه الله) ).

الصفحة 716وإذا قصدنا بإمكان الرؤية إمكان الرؤية ولو في نقطة واحدة من العالم فمهما رُئي في نقطة بدأ الشهر الشرعي بالنسبة إلى كلّ النقاط كان أمراً مطلقاً لا يختلف باختلاف المواقع على الأرض .وهكذا يتّضح أنّ الشهر القمريّ الشرعي لمّا كان مرتبطاً ـ إضافةً إلىالخروج من المحَاق ـ بإمكان الرؤية وكانت الرؤية ممكنةً أحياناً في بعضالمواضع دون بعض كان من المعقول أن تكون بداية الشهر القمريّ الشرعي نسبية .فالمنهج الصحيح للتعرّف على أنّ بداية الشهر القمريّ هل هي نسبية أو لا ؟ الرجوع إلى الشريعة نفسها التي ربطت شهرها الشرعي بإمكان الرؤية ; لنرى أ نّها هل ربطت الشهر في كلّ منطقة بإمكان الرؤية في تلك المنطقة ، أو ربطت الشهر في كلّ المناطق بإمكان الرؤية في أيّ موضع كان ؟والأقرب على أساس ما نفهمه من الأدلّة الشرعية هو الثاني ، وعليه فاذا رُئي الهلال في بلد ثبت الشهر في سائر البلاد(1) .كيف يثبت أوّل الشهر ؟اتّضح أنّ بداية الشهر القمريّ الشرعي تتوقّف على أمرين : خروج القمر من المحاق ، وكون الهلال ممكن الرؤية بالعين الاعتيادية المجرّدة في حالة عدم ________________________________________(1) هذا الكلام صحيح لو كان بمعنى أنّ الليل الذي ظهر فيه الهلال في بلد أينما حلّ ثبت أوّل الشهر في ذاك المحلّ، والنتيجة أنّه متى ما رُئي الهلال في بلد ثبت أوّل الشهر في ذاك البلد وفي كلّ بلد آخر يشترك مع هذا البلد في الليل ولو يسيراً، أمّا البلد الذي لا يصل إليه الليل إلى أن ينتهي ليل البلد الأوّل فيتأخّر أوّل الشهر عندهم لا محالة.

الصفحة 717وجود حاجب ، والآن نريد أن نوضّح كيف يمكن إثبات هذين الأمرين وإحرازهما بطريقة صحيحة شرعاً ؟إنّ إثبات ذلك يتمّ بأحد الطرق التالية :( 67 ) الأول : الرؤية المباشرة بالعين الاعتيادية المجرّدة فعلا ; لأنّ رؤية الهلال فعلا تثبت للرائي أنّ القمر قد خرج من المَحاق وأنّ بالإمكان رؤيته ، وإلاّ لَما رآه فعلا .( 68 ) الثاني : شهادة الآخرين برؤيتهم ، فإذا لم يكن الشخص قد رأى الهلال مباشرةً ولكن شهد الآخرون برؤيتهم له كفاه ذلك إذا توفّرت في هذه الشهادة أحد الأمرين التاليين :أوّلا : كثرة العدد ، وتنوّع الشهود على نحو يحصل التواتر أو الشياع المفيد للعلم أو الاطمئنان ، فإذا كثر العدد ولم يحصل العلم أو الاطمئنان من أجل منشاً معقول لم يثبت الهلال ، فالكثرة العددية عامل مساعد على حصول اليقين ، ولكنّها ليست كلّ شيء في الحساب ، بل ينبغي للفَطِن أن يدخل في الحساب كلّ ما يلقي ضوءً على مدى صدق الشهود أو كذبهم أو خطأهم ، ونذكر الأمثلة التالية على سبيل التوضيح :1 ـ إذا اُحصي أربعون شاهداً بالهلال من بلدة واحدة فقد يكون تواجدهم جميعاً في بلدة واحدة يعزّز شهادتهم ، بينما إذا اُحصي أربعون شاهداً من أربعين بلدة استهلّ أبناؤها فشهد واحد من كلّ بلدة لم يكن لهم نفس تلك الدرجة من الإثبات ، والسبب في ذلك : أنّ تواجد أربعين شخصاً على خطاً في مجموعة المستهلِّين من بلدة واحدة أمر بعيد نسبياً ، بينما تواجد شخص واحد على خطاً في مجموعة المستهلّين من كلّ بلد أقرب احتمالا .2 ـ وفي نفس الحالة السابقة قد يصبح الأمر على العكس ; وذلك فيما إذا

الصفحة 718كانت تلك البلدة التي شهد من أهاليها أربعون شخصاً واقعةً تحت تأثير ظروف عاطفية غير موجودة في المدن الاُخرى .3 ـ وكما ينبغي أن يلحظ الشهود بالإثبات كذلك يلحظ نوع وعدد المستهلّين الذين استهلّوا وعجزوا عن رؤية الهلال ، فكلّما كان عدد هؤلاء الذين عجزوا عن الرؤية كبيراً جدّاً ومتواجداً في آفاق نقية صالحة للرؤية وقريبة من مواضع شهادات الشهود شكّل ذلك عاملا سلبياً يدخل في الحساب .4 ـ ونوعية الشهود لها أثر كبير إيجاباً وسلباً على تقرير النتيجة ، ففرق بين أربعين شاهداً يعرف مسبقاً أ نّهم لا يتورّعون عن الكذب وأربعين شاهداً مجهولي الحال وأربعين شاهداً يعلم بوثاقتهم بدرجة واُخرى .5 ـ قد تتّحد مجموعة من الشهادات في المكان ; بأن يقف عدد المستهلّين في مكان مشرف على الاُفق ، فيرى أحدهم الهلال ، ثمّ يهدي الآخر إلى موضعه فيراه ، ثمّ يهتدي الثالث إليه ، وهكذا ، وفي مثل ذلك تتعزّز هذه الشهادات ; لأنّ وقوعها كلّها فريسةَ خطاً واحد في نقطة معيّنة من الاُفق بعيدٌ جدّاً ، وقدرة المشاهد الأول على إراءة ما رآه تعزّز الثقة بشهادته .6 ـ التطابق العفويّ في النقاط التفصيلية بين الشهود ; بأن يشهد عدد من الأشخاص المتفرّقين من بلدة واحدة ويعطي كلّ منهم نقاطاً تطابق النقاط التي يعطيها الآخر ، من قبيل أن يتّفقوا على زمان رؤية الهلال وزمان غروبه عن أعينهم ، فإنّ ذلك عامل مساعد على حصول اليقين .7 ـ ينبغي أن يلحظ أيضاً مدى ما يمكن استفادته من استخدام الوسائل العلمية الحديثة من الأدوات المقرّبة والرصد المركز ، فإنّ رؤية الهلال بهذه الوسائل وإن لم تكن كافيةً لإثبات الشهر ولكن إذا افترضنا أنّ التطلّع إلى الاُفق رصدياً لم يُتِح رؤية الهلال فهذا عامل سلبّي يزيل من نفس الإنسان الوثوق.

الصفحة 719بالشهادات ولو كثرت ، إذ كيف يرى الناس بعيونهم المجرّدة ما عجز الرصد العلمي عن رؤيته ؟ !8 ـ بل يدخل في الحساب أيضاً التنبّؤ العلمي المسبق بوقت خروج القمر من المحاق ، فإنّه إذا حدّد وقتاً وادّعى الشهود الرؤية قبل ذلك الوقت كان التحديد العلمي المسبق عاملا سلبياً يضعف من تلك الشهادات ، فإنّ احتمال الخطأ في حسابات النبوءة العلمية وإن كان موجوداً ولكنّه قد لا يكون أبعد أحياناً عن احتمال الخطأ في مجموع تلك الشهادات ، أو على الأقلّ لا يسمح بسرعة حصول اليقين بصواب الشهود في شهادتهم .( 69 ) ثانياً : تواجد البينة في الشهود .والبينة على الهلال تكتمل إذا توفّر ما يلي :1 ـ أن يشهد شاهدان رجلان عدلان برؤية الهلال ، فلا تكفي شهادة الرجل الواحد ، ولا النساء وإن كُنّ عادلات .2 ـ أن لا يقع اختلاف بين الشاهدَين في شهادتهما على نحو يعني أنّ مايفترض أحد الشاهدين أ نّه رآه غير ما رآه الآخر .3 ـ أن لا تتجمّع قرائن قوية تدلّ على كذب البينة أو وقوعها في خطأ ، ومنهذه القرائن : أن ينفرد اثنانِ بالشهادة من بين جمع كبير من المستهلّين لميستطيعوا أن يروه مع اتّجاههم جميعاً إلى نفس النقطة التي اتّجه إليها الشاهدان في الاُفق ، وتقاربهم في القدرة البصرية ، ونقاء الاُفق وصلاحيته العامّة للرؤية ، وهذا معنى قولهم « إذا رآه واحد رآه مائة »(1) .( 70 ) الثالث : مضي ثلاثين يوماً من هلال الشهر السابق ; لأنّ الشهر القمريّ ________________________________________(1) وسائل الشيعة 7 : 209 ، الباب 11 من أبواب أحكام شهر رمضان ، الحديث 10 .

الصفحة 720الشرعي لا يكون أكثر من ثلاثين يوماً ، فإذا مضى ثلاثون يوماً ولم يُرَ الهلال الجديد اعتبر الهلال موجوداً ، ويبدأ بذلك شهر قمريّ جديد .( 71 ) الرابع : حكم الحاكم الشرعي فإنّه نافذ وواجب الاتّباع ، حتى على من لم يطّلع بصورة مباشرة على وجاهة الأدلّة التي استند إليها في حكمه ; وذلك ضمن التفصيل التالي :أ ـ أن لا تكون لدى المكلّف أيّ فكرة عن صواب الحكم الذي أصدره الحاكم الشرعي وخطئه ، وفي هذه الحالة يجب عليه الاتّباع .ب ـ أن تكون لدى المكلّف فكرة تبعث في نفسه الظنّ بأنّ الحاكم على خطاً في موقفه على الرغم من اجتهاده وعدالته ، وفي هذه الحالة يجب عليه الاتّباع أيضاً .ج ـ أن تكون لدى المكلّف فكرة تأكّد على أساسها من عدم كفاية الأدلّة التي استند إليها الحاكم الشرعي ، كما إذا كان قد استند إلى شهود وثق بعدالتهم ، ولكنّ المكلّف يعرف أ نّهم ليسوا عدولا ، فهو يرى أن شهادتهم غير كافية ما داموا غير عدول ، ولكنّه لا يعلم بأ نّهم قد كذبوا في شهادتهم هذه بالذات ، وفي هذه الحالة يجب عليه الاتّباع(1) أيضاً ما دام لا يعلم بأنّ الشهر لم يبدأ فعلا على الرغم من علمه بفسق الشهود .د ـ أن يعلم المكلّف بأنّ الشهر لم يبدأ فعلا ، وأنّ الحاكم الشرعي وقع فريسةَ خطاً فأثبت الشهر قبل وقته المحدود ، وفي هذه الحالة لا يجب الاتّباع ، بل يعمل المكلّف على أساس علمه .________________________________________(1) وجوب الاتّباع في هذا الفرض لا يخلو من إشكال.

الصفحة 721

ونريد بحكم الحاكم الشرعي : اتّخاذه قراراً بثبوت الشهر ، أو أمره للمسلمين بالعمل على هذا الأساس . وأمّا إذا حصلت لديه قناعة بثبوت الشهر ولكن لم يتّخذ قراراً بذلك ولم يصدر أمراً للمسلمين بتحديد موقفهم العملي على هذا الأساس فلا تكون هذه القناعة ملزمةً إلاّ لمن اقتنع على أساسها وحصل لديه الاطمئنان الشخصي بسببها .وفي حالة إصدار الحاكم الشرعي للحكم يجب اتّباعه حتى على غير مقلّديه ممّن يؤمن بتوفّر شروط الحاكم الشرعي فيه .( 72 ) الخامس : كلّ جهد علميّ يؤديّ إلى اليقين أو الاطمئنان بأنّ القمر قد خرج من المَحاق ; وأنّ الجزء النيّر منه الذي يواجه الأرض ( الهلال ) موجود في الاُفق بصورة يمكن رؤيته فلا يكفي لإثبات الشهر القمريّ الشرعي أن يؤكّد العلم بوسائله الحديثة خروج القمر من المَحاق ما لم يؤكّد إلى جانب ذلك إمكان رؤية الهلال وتحصل للإنسان القناعة بذلك على مستوى اليقين أو الأطمئنان .( 73 ) وهناك حالات تلاحظ في الهلال عندما يُرى لأوّل مرّة كثيراً مايتّخذها الناس قرينةً لإثبات أ نّه في ليلته الثانية ، وأنّ الشهر القمريّ كان قد بدأ في الليلة السابقة على الرغم من عدم رؤيته ، من قبيل أن يكون الهلال على شكل دائرة ، وهو ما يسمّى بتطوّق الهلال ، أو سمك الجزء المنير منه وسعته ، أو استمرار ظهوره قرابة ساعة من الزمان وعدم غيابه إلاّ بعد الشفق مثلا ، إذ يقال حينئذ عادةً : إنّ الهلال لو كان جديد الولادة ولم يكن ابن ليلة سابقة لَما كان بهذه الكيفية أو بهذه المدّة .ولكنّ الصحيح : أنّ هذه الحالات لا يمكن اتّخاذها دليلا لإثبات بداية الشهر القمريّ الشرعي في الليلة السابقة ; لأنّ أقصى ما يمكن أن تثبته هو أنّ القمر

الصفحة 722

كان قد خرج من المَحاق قبل فترة طويلة ; ولهذا أصبح بهذه الكيفية أو بهذه المدة ، لكنّه لا يدلّل على أ نّه كان بالإمكان رؤيته في غروب الليلة السابقة ، فلو كان القمر ـ مثلا ـ قد خرج من المَحاق قبل اثنتي عشرة ساعةً من الغروب الذي رُئي فيه لأول مرّة فسوف يبدو أوضح وأشمل نوراً وأطول مدّة ممّا لو كان قد خرج من المَحاق قبل دقائق من الغروب ، على الرغم من أ نّه ليس ابن الليلة السابقة في كلتا الحالتين .وعلى العموم لا يجوز الاعتماد على الظنّ في إثبات هلال شهر رمضان وإثبات هلال شوّال ، ولا على حسابات المنجّمين الذين لا يعوَّل على أقوالهم في هذا المجال عادةً .أحكام مترتّبة :( 74 ) فإذا ثبت هلال شهر رمضان بصورة شرعية وجب الصيام ، وإذا ثبت هلال شوّال كذلك وجب الإفطار ، وإذا لم يثبت هلال شهر رمضان بأحد الطرق التالية ـ كما إذا حلّت ليلة الثلاثين من شعبان ولم يمكن إثبات هلال شهر رمضان ـ لم يجب صيام النهار التالي ، بل لا يسوغ صيامه بنية أ نّه من رمضان مادام رمضان غير ثابت شرعاً ، فله أن يفطر في ذلك النهار ، وله أن يصومه بنية أ نّه من شعبان استحباباً ، أو قضاءً لصيام واجب في عهدته ، وله أن يصومه قائلا في نفسه : إن كان من شعبان فأصومه على هذا الأساس وإن كان من رمضان فأصومه على أ نّه من رمضان ، فيعقد النية على هذا النحو من التأرجح فيصحّ منه الصيام . ومتى صام على هذه الأوجه التي ذكرناها ثمّ انكشف له بعد ذلك أنّ اليوم الذي صامه كان من رمضان أجزأه وكفاه .

الصفحة 723

( 75 ) وإذا حلّت ليلة الثلاثين من شهر رمضان ولم يثبت هلال شوّال بطريقة شرعية وجب صيام النهار التالي ، وإذا صامه وانكشف له بعد ذلك أ نّه كان من شوّال ، وأ نّه يوم العيد الذي يحرم صيامه فلا حرج عليه في صيامه ما دام قد صامه وهو لا يعلم بدخول شهر شوّال .وإذا حصل لدى المكلّف ما يشبه القناعة بأنّ غداً أول شوّال ، ولكنه لا يسمح لنفسه بأن يفطره ; لعدم وجود طريق شرعيّ واضح ، كما يعزّ عليه أن يصومه خوفاً من أن يكون يوم العيد فبإمكانه أن يحتاط بالسفر الشرعي ، فإن سافر ليلا فقد تخلّص ، وإن أجّل سفره إلى النهار وجب عليه أن ينوي الصيام ويمسك إلى حين خروجه من بلده وتجاوزه لحدّ الترخّص بالمعنى المتقدم في الفقرة ( 20 ) .وقد تقول : إذن قد وقع في ما كان يخشاه وهو صيام ذلك اليوم الذي يظنّ بأ نّه يوم العيد ، وصيام يوم العيد حرام .والجواب : أنّ الحرام هو صيام نهار يوم العيد بكامله ، وأمّا صيام جزء منه فلا يحرم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك