( بقلم : الدكتورة سناء الحربي )
( الكاتبة أجرأ من أن توقفها أقلام الاستبداد الثقافي ضد المرأة و لن تقبل تهميشها بأسلوب بالٍ لا مكان له في العراق الجديد .. أنصح هذه الأقلام و كتّاب حواشي التعليقات من السذج و المغفلين و رفاق الدرب البعثي منزوعي الرتبة أن يقف بعضهم لبغض ظهيرا عسى أن ينجحوا مجتمعين في تكوين قامة ثقافية لرجل واحد تراها عيني .. )
يعرّف أياد كامل موقعه كتابات أنه موقع ثقافي ، و بلا شك إن كلمة " ثقافي " تحمل مدلولين مختلفين بل متباينين في البيئة الاجتماعية العراقية . للقارئ لكتابات منذ أن ظهرت صفحاتها الصفراء على شبكة الانترنت أن يضع مدلولي كلمة " ثقافي " أمامه محاولا فهم حقيقة هذا الوصف الذي يشبه تورية سخيفة إلى حد كبير .. يذكر الجميع مقاطع غير عرضية أو طارئة في المشهد الكتاباتيّ تحيل إلى فهم حقيقة و دوافع إنشائه من قبل صاحبه . إن أيما عمل لا ينفك بطبيعة الحال عن الاستعداد النفسي و الرغبة الضمنية لإنعاش مستوى معين من الميول التي تتوسل أدواتها موزاية تماما لهدف تقليدي جدا . فصحيح إن ثمة هدفا سياسيا لصاحب كتابات و لكن أسلوب و آلية التعاطي مع هذا الشأن عبر كتابات " ثقافية " بمدلولها العراقي الخاص يؤكد هدفا آخر لأياد الزاملي . فالرجل فيما يبدو ينطوي على رغبة نفسية غاية في الشذوذ حيث يسعى على الدوام إلى تعهير الكتابة و إحالتها إلى كائن فضائحيّ خاص بزمرة من الهاذين و المدلسين و الشواذ .
أربع مقالات دفعة واحدة نشرها الزاملي يمكن اختصارها بمقالة واحدة و هذه المقالة يمكن أن تختصر بدورها بجملة بذيئة يمكن لأي شخص تافه أن يرددها في الشارع و يقذفها بوجه من يريد .. هذا الأمر لم يقتصر على هذه الهجمة ضدي بل سبقتها مناسبات عديدة نهج فيها صاحب تفاهات ذات النهج .. و مع هذا يصر على تسمية تفاهات بموقع ثقافي ..!! المقالات المشار إليها تصدرتها العبارة الآتية من قبل أياد الزاملي : " تعتقد كتابات أن سناء الحربي اسم مستعار لرجل لذا لم تجد حرجا من نشر المقالة أدناه "
هل للمرء أن يتساءل عن المغزى و الدافع لوضع هذه العبارة ؟ بشكل بديهي وضع هذه العبارة هو لنفي الحرج من نشر مقالات مليئة بالسباب و الشتائم الفاضحة التي تلوث الأسماع بقدر ما تلوثت ألسن كاتبيها .. و لإظهار أنه يحترم احتراما كبيرا المرأة العراقية إلى درجة أنه لولا أن ثمة شكا معتدا به في أن سناء الحربي هي امرأة فإن تفاهات ستجد حرجا من نشر تلك المقالات اللاغية بكل الألفاظ النابية التي تميز هذا الموقع و لا يشاركها في هذه الميزة سوى المواقع الفاضحة ( أدعو بعض سخفاء تفاهات لكتابة مقالة حول هاتين الكلمتين الأخيرتين ) .. هل هناك من متلقٍ واحد يمكن أن يطيح بتوقع أن الجميع سيسخر من هذه الحركة البليدة التي يحاول صاحبها التذاكي على القارئ ؟؟ هل يجد معنى لهذا السطر الذي سطره الزاملي و هل مصدر حرجه هو أن يكون المعني بتلك المقالات الإباحية الساقطة هو شخصية سناء الحربي ؟؟
سناء الحربي ليست المرأة الوحيدة التي تطالع الانترنت فماذا عن القارئات الأخريات اللواتي تقودهن أقدار الانترنت للوقوع على جيفة تفاهات بقصد أو بدونه ! ألم يشعر أياد الزمالي بالحرج منهن !! في فترة ما قبل بضعة أشهر راج في كتابات على أثر مقالات موجهة غير وجيه تتحدث عن فيدرالية من نوع خاص ، أقول راج ذكر ألفاظ مباشرة للأعضاء الحيية و لم يصدّق الكتابيون هذا الفتح المغري فراحوا يتسابقون بمناسبة و بدونها للكتابة عن ذلك الموضوع التافه حتى لغدا واضحا لأقل المتلقين فطنة أن الكاتب التفاهيّ يشخبط مقالته لأجل التلذذ بذكر تلك المفردات المباشرة لا غير مع أن في اللغة العربية ثلاث عشرة تورية لها ، كل هذا وسط ترحيب و استلذاذ من السيد الزمالي ..
اعتراض بعض القارئات العراقيات و بعضهن من زبائن مقهى الزاملي ذاته لم يفلح إلا بعد عدة أيام في إيقاف جزء من تلك المهزلة عن طريق تغيير بعض العناوين فقط و ترك المحتوى على ما هو عليه . تساءلت آنذاك عن أمرين .. الأول : ماذا يعني تغيير العنوان و إبقاء نص المقالة بعنوانها الأصلي أغلب الأحيان ؟ لم أصل إلى إجابة شافية سوى أن صاحب الموقع " الثقافي " يرى إلى موقعه أشبه ما يكون بالحانة التي تختفي تفاصيل الداخل خلف واجهة معتمة و من يرغب بالدخول هم الزبائن الذين تمثل تلك " الفدرالية غير الوجيهة " طريقة ترشيح و تصفية لاستخلاص المخلصين منهم و نبذ المتحفظين الذين لا يليقون بتافهات لأنهم يملكون قدرا أقل من التفاهة المطلوبة , الأمر الثاني إن لأياد الزاملي عائلة مكونة يقينا من زوجة و احتمالا كبيرا من فتاة واحدة على الأقل مع إخوانها .. و الانترنت لم تعد مشاهدته و مطالعة مواقعه إلا كما يطالع الناس القنوات الفضائية فتتحلق بعض العوائل في المساء حول جهاز الحاسوب لمطالعة مجموعة من المواقع ، لا شك أن تحلق عائلة أياد أمر مفروغ منه و لا شك كذلك في تحلقهم حول موقع رب الأسرة نفسه و قراءة كل المقالات بشكل يومي .. هذا الأمر لا يشمل عائلة الرجل بل لو لم تكن له عائلة فإن جميع أقربائه من الدرجة الأولى و الثانية و ربما العاشرة مشمولون بذلك ، لطبيعتنا نحن العراقيين الذين نفتخر برؤية وجه شبيه بوجه جارنا يُلمح سريعا على شاشة إحدى القنوات و لهذا السلوك أسباب نفسية و اجتماعية لست بصددها .. كنت أحاول فهم قابلية السيد الزاملي على أن تطالع زوجته أو ابنته أو قريبة من أقربائه صفحات تفاهات المليئة بما ذكرناه ؟؟؟؟؟ تداعى إلى ذهني قول الشيخ الوائلي الخطيب المنبري الفذ الذي قال ذات مرة : إن تصرفات الرجل و أبيك في الشارع مقياس و مرآة لتصرفاته في البيت .. الذي يحترم الناس في الشارع يحترم بيته و يصون شرفه يصون شرف الآخرين ، لأن الأخلاق لا تتجزأ .. و ذكر بيت الشعر المعروف إذا كان رب البيت بالدف ناقرا ... الخ .
حقا إن الحياء نقطة في جبين بني آدم وحين تسقط سقط كل شيء معها . الزاملي فقد الغيرة على أهله فهل تراه سيشعر بالغيرة على القارئات العراقيات ..؟ إنه لا يشعر بالحرج من قراءة تفاهاته بما تتوفر عليه من ألفاظ مخجلة و توصيفات مستهترة و مفردات حيية تذكر بألفاظها المباشرة من قبل أقرب قريباته فهل تراه يتحرج من أن تصطدم القارئات بما تنضح به بركته الآسنة ... سيدافع البعض طبعا بحجة حرية الرأي ., لندعهم و شأنهم هنا فلسنا ضد هذه الحرية و لكن ضد استغلالها البشع لمآرب و غايات خاصة فضلا عن أن يتم تحويل فن المقالة إلى فن الإباحة و ابتداع نوع جديد من الأدب المكشوف يتذرع هذه المرة بالمعارضة السياسية و المقاومة الشريفة التي يحييها بقوة موقع غير شريف بالمرة شخصا و عرضا و غاية ..
مع كل ذلك الذي اشرنا إليه فمن السذاجة أن تُحصر القضية بطبيعة الرحل و قالبه النفسي المخزي ، إنما هي تتعدى تلك الحدود إلى ما يقرب من مشروع تخريبي يتآمر باحتيال على الثقافة العراقية و يشوه صورتها و يبشّعها بكل ما أوتي من قوة . نظن أن ثمة أهدافا من وراء الطابع الفضائحي لتفاهات و اللغة المبتذلة لمقالاتها و الأسلوب الهابط للتعاطي مع المسائل و القضايا المختلفة و من تلك الأهداف :
- تسطيح عقلية المتلقي و الكاتب العراقيين على السواء و رهنه بأسلوب تافه ذي طابع تشهيري محض خال من كل مقومات المقاربة الموضوعية المجدية ,
- خلق جو جديد يراد للثقافة العراقية أن تحيى فيه و سلبها كل أسس الرصانة و الأصالة التي ترتكز عليها .
- تسويق مفهوم الحرية بالشكل الذي يتنافى مع طبيعة و قيم و أعراف المجتمع العراقي و ثقافته . و عرضها كونها محض تهتك و تجاوز على الذوق العام و التسافل نحو سلوك الكائنات العبثية في شوارع الصعلكة و الانفلات و الانحلال ..
- تهميش دور المرأة و محاصرتها ثقافيا بإشاعة محذور الكتابة الذي يدفعها لتقرفص بعيدا بفعل القيم و العادات و الصورة النمطية للمرأة المثقفة التي يصر الكثيرون على إلباسها برقعا متخلفا و لكن على صعيد الإبداع و الثقافة .. المرأة هنا يراد لها أن تكون تابعا مطيعا تردد ما يردده أصحاب الجلالة واجبو الطاعة فلتكن عشتارا عراقية أو ميادة حناوية تغني بموالها الخاص على صفحة التفاهات شرط أن تلوك كلام و قناعات بقية الشلة ..
- تشويه صورة الوطنيين المخلصين سواء كانوا من الإسلاميين أو حتى من بعض العلمانيين .. القسم الأول يتم تشويهه عن طريق النيل و الطعن المستمر في رموزه و قياداته التي لها مئات الآلاف من الأتباع و المريدين ، بل يصل الأمر إلى النيل من العقائد و الطقوس الدينية المذهبية التي يؤديها الناس ، أما القسم الثاني فعن طريق تشويه صورة العلمانيين بطريقة انعكاسية فتفاهات تقدم نفسها و كتّابها كعلمانيين و حين يسلك هؤلاء السلوك المنحرف و المعروف عنهم سنتجر الصورة و يعمم الحكم في ذهن المتلقين على الآخرين دون استثناء .. بالطبع لتفاهات طريقتها الخاصة في استثناء شلل سياسية و دوغمائية من هذا المسعى الواضح .
- تسعى تفاهات في محاولة يائسة إلى التشبث بثقافة البعث و زرع الأمل في نفوس شذاذ الآفاق بعد انهيار صنم العفالقة عسى و لعلها تفلح في إيجاد بؤرة تصمد ولو بطريقة مخاتلة لأطول وقت ممكن يتغذى عن طريقها بقايا المقبور المثبور بما لذ و طاب من مائدة مفقودة نؤمن أنها لن تفرش لهم مرة أخرى إلا في هكذا مواقع شاذة و بائسة .. و لنا عودة جديدة لتقليب أوراق قديمة للزاملي و كتابات ليطلع عليها القراء ...
https://telegram.me/buratha
