بقلم : سامي جواد كاظم
الايام والشهور والسنين قد يكون لها اسم ثان ولو سالت ما السبب سيقال لك ان هذا لحدث تاريخي حدث في هذا اليوم او الشهر او السنة وعندها اما ستتيقن او تتعجب وتستفهم ما حجم هذا الحدث الذي استطاع ان يغير اسم يوم او شهر او سنة ؟ من المؤكد حجم الحدث اكبر من التاريخ ولهذا سيكون التاريخ برغم ثقل الحدث يكون الامين في ايصال هذا الحدث للاجيال القادمة على مر الايام ومع تكرار المناسبة يصبح هو الاسم الحقيقي واسم اليوم والشهر والسنة الاصلي يصبح مجازي .
الحسين (ع) بدمائه ودماء عياله وصحبه جعل محرم احمر اللون وعلى مر التاريخ اصبح اذا ما ذكر محرم انقاد العقل الى الحسين وكربلاء . وهنا لايحق لنا ان نغمط حق من له الحصة الكبرى من ديمومة ذكرى الحسين عليه السلام من خلال احياء الشعائر الحسينية بكل اشكالها مع المجالس الحسينية التي تثني وتظهر حجم التضحية الحسينية من جهة ومن جهة اخرى حجم الطغيان الاموي اليزيدي .
وان العاشر من محرم اصبح علامة بارزة في تاريخ الشيعة فان هذا اليوم هو الباب الذي من خلاله يدخل الى عالم الشيعة ( هنا استبعد بعض القليلي ادراك ممن هم محسوبين على الشيعة الذين يتصرفون تصرفات لا علاقة لها بالتاريخ الحسيني ) ، والاهم الواضح في هذا اليوم ان كل الخراصين والمرجفين والمدلسين فشلوا في تشويه هذا الحدث الجلل الذي اصاب عترة محمد عليهم افضل الصلاة والسلام ، فما كان منهم الا تغير سهامهم من الحدث الى من يحي الحدث لغرض تشويه هذه الشعائر ومن المؤكد انهم فشلوا لان الحضور الالهي في تسديد خطى القائمين والعاملين على احياء الشعائر الحسينية كان دائما موجود.
واليوم لدينا مناسبة هي الاهم بعد عاشوراء بل قد توازي عاشوراء بالاهمية لما لها من ابعاد عقائدية تكون نصب اعين الحاقدين في نفث سمومهم على الشيعة انه الخامس عشر من شعبان الوضاء بضياء الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف . فلو اردنا الكتابة والدراسة حول هذا اليوم فصدقوني اكبر موسوعة لا تستوفيه ، هذا اليوم هو مفترق طرق بين الشيعة الامامية الاثني عشرية وبقية طوائف العالم قاطبة حيث الكل تؤمن بضرورة المنتظر الا انها لا تؤمن بولادته وهذا هو الذي يفرق الشيعة عن غيرهم بحكم يقينهم وعقيدتهم بوجود مهديهم ابن الامام العسكري المولود في الخامس عشر من شعبان عام 255 للهجرة .
هذا اليوم يجب تغيير معالمه طبقا للمناسبة التي حدثت فيه وتغيير المعالم من خلال شعائر الفرح والتي يجب ان تكون بمستوى شعائر الحسين الاليمة ليكن علامة بارزة في تاريخ العالم بحيث انه اذا ما ذكر اليوم ذكر الامام الحجة عليه السلام ، وعليه يكون افجع يوم هو العاشر من محرم واسعد يوم هو الخامس عشر من شعبان .وهنا يحتم على كل من له ادنى علم عن هذا اليوم شرح ابعاد اليوم واثبات الولادة وبكل الادلة العقلية والنقلية وان لا يعيرون اهتماما لعلامات الظهور ووقت الظهور فان الذي يجهلها لا يضر بذلك والعالم بها لايزداد علما بها المهم ان المولود هو الامام الغائب الذي نحن بامله ليملأ الارض احسانا وعدلا بعد ما تملأ ظلما وجورا .
لرب قائل يقول ان هنالك الكثير من المناسبات التي لها بعد تاريخي يهم العقائد الشيعية منها مثلا الغدير اقول نعم ولكن هنا لنتامل بـ ( ولكن ) نحن نفرح في الغدير لاثبات حدث تاريخي غدره الغادرون في وقته يعتبر احد الاصول الخمسة المعتمدة لدينا الشيعة ، فلو اكدنا على النصف من شعبان فانه سيكون الدليل الناصع على الثامن عشر من ذي الحجة ، كيف اثبت الغدير اذا لم اثبت وجود الامام المهدي ( عج) ؟ فلو اثبت الغدير فانهم سيشككون بالحجة ولكن لو اثبت الحجة فان الغدير سيثبت بالفطرة .
ولعلكم تقرأون المرواغة والتسويف الذي يعتمده المخالف بشان الغدير من خلال ايجاد تفسيرات للحدث وللعبارات التي قالها النبي محمد (ص) في تثبيت ولاية علي (ع) تخيلوا ان كلمة مولى التي قالها النبي محمد (ص) بحق الامام علي (ع) وجد لها 29 معنى ولكن نفس الكلمة التي قالها ابو بكر عندما استلم الخلافة عندما قال ( لقد وليت عليكم ...الى اخر الكلام ) هنا ولاية ابي بكر معناها الخلافة وولاية علي بقية التسعة وعشرين معنى .اما ميلاد الحجة (عج ) فان انكارهم فقط بالغاء الحدث من غير مرواغة وتسويف اي انهم ينكرون فقط واذا جئتهم بالاحاديث قالوا غير صحيحة .
فاذا ما اكد المؤمنون من شيعة امير المؤمنين على الخامس عشر من شعبان بالاحتفالات وشعائر البهجة مع تقديم الدراسات والبحوث العقلية والنقلية في اثبات الولادة فانهم سيلزمون المخالف بالاقرار للغدير ، وعليه يجب بذل اقصى الجهود وعدم البخل بالطاقات في يوم الخامس عشر من شعبان لاظهاره باروع ما يمكن لاسيما وان لكربلاء الحضور الاول في هذه الاحتفالات ومنها يكون الالم والفرح
https://telegram.me/buratha