( بقلم : سليم سوزه )
المُتابع لبركة "كتابات" الآسنة، كما وصفته الدكتورة سناء الحربي، والمُراقب لضفادعها وبعّوضها (الكتّابيون)، سيجد بان هذه البركة قد حوّلت مسار مياهها الاخضر العفن باتجاه جديد يختلف عمّا كان عليه في السابق، لتستهدف هذه المرة دكتورة عوضاً عمّن كانت تستهدفه سابقاً، وهم مواطنو مجموع محافظات الوطن من الشمال الى الجنوب، عدا بعض محافظات (.....) بسبب اعتبارات (وطنية) جداً.بصراحة شديدة تردّدت كثيراً في الكتابة عن هذا الموقع او عن القائمين عليه، لانني كتبت مقالاً في السابق، عرّيت فيه تبجّح مَن يقول بانها صحيفة يُحرّرها كتّابها، والحق هي صحيفة يُحرّرها الحقد وحده فقط ضد ارادة 80% من المجتمع العراقي ان لم نقل اكثر، لكن الذي دعاني للكتابة مجدداً، هي تلك الحملة المسعورة التي قام بها الموقع بكتّابه الاشباح ضد ما كتبته الدكتورة سناء الحربي في مقالة تعرّضت فيها الى (حيادية) الموقع ومقالاته القذرة ضد مكوّنين مهمّين فقط في البلد، فضلا ً عن التجاوز والاعتداء بالفاظ الساقطين على شعب العراق بأكمله وعمليته السياسية وتوجّهاته الفكرية والعقيدية، خصوصاً الشيعية منها ...
الحربي انتقدت بلغة رادعة ورشاقة ادبية كتّاب البعث والارهاب والسقوط الاخلاقي في "كتابات" الزاملي (المُحرّرة) من كتّابها .. لتتعرض الى هجمة مقالات متسلسلة وبالفاظ لا تنتشر، الاّ في اماكن نعلمها واحضان نعرفها اتسعت لعدد غير منتهي من (الروّاد) .. بحيث لم يكن هناك رداً مقنعاً على مقالتها سوى (الفشائر) والتعرّض للقضايا النسوية المخجلة دون حياء او شرف رجولي، بعد ان برّرها الزاملي بعبارة سخيفة، وضعها تحت هذه المقالات، يُشير فيها الى اعتقاد "كتابات" بأن الحربي رجل وليس امرأة، ظناً منه بان ذلك سيُبرّر الغلط والالفاظ الشوارعية المُعتادة في هذا الموقع.
لكن كيف يأتي الشرف ممّن لا شرف له ولا غيرة، ففاقد الشيء لا يعطيه.
بعض مطبّلي "كتابات" من متملقي "الزاملي" صبّوا جام غضبهم على الدكتورة المرأة في الموقع المذكور، كاشفين عن عظم تربيتهم الاخلاقية وبيئتهم (النظيفة) بمقالات تركّزت على خدش الحياء في محاولة للتأثير عليها ومنعها من تعريتهم .. على اعتبار انها امرأة وسوف تنكسر مقابل هكذا الفاظ .. ونسوا بأن الشرف ليست كلمات تُسطّر على "كتابات" الفاقدة للشرف اصلاً، بل هو موقف ومبدأ يترعرع ويكبر مع الانسان منذ نعومة اظفاره، ولنضع خط احمر تحت (نعومة اظفاره)، ونرى اين نعومة هؤلاء عن منابع العهر ودواوين الرذيلة التي كشفت عنهما سقطات اقلامهم وتجاوزات السنتهم المُشبّعة بثقافة (الكاولية) لوناً ولفظا.
احد (كاولية) الموقع ردّ على الحربي بمقالة يقول في احدى عباراتها ما نصّه "فاين الخلل يا دكتورة، هل تريدون من الناس ان تسبح بحمد المالكي وتتشفع باسم الحكيم؟ وهل هذه الديمقراطية التي تعدون بها الشعب المقموع والمفجوع ؟" انتهى الاقتباس. لا احد يطلب منك ان تحمد المالكي وتتشفع باسم الحكيم، فلهم من الحامدين والمتشفعين ما يفوق جماهير القمل المُعشعشة في شعر رأسك، على الاقل هم اكثر بكثير من (قواويد) صدام وايتامه، بل الكلام موجّه لصاحب الموقع المُتبجّح بشعار "الرقيب ضمير الكاتب" وهو يتجاهل ضمير الامة، حينما لا ينشر للرأي الآخر ويكتفي بمقالات الفاشلين والهاربين من عدالة الديمقراطية وتبعاتها ..
لسنا ضد الديمقراطية والرأي الآخر والمعارضة السليمة للسلطة والنظام، بل نحن ضد الدجل والنفاق والتدليس بعينه، حينما يدّعي القائمون على الصحيفة بأنها تُحرّر من كتّابها، وانها صحيفة مستقلة متوازنة، وانها غير مُنحازة، وانها وانها وانها .... الخ، لكن الحقيقة التي يراها الاعمى فضلا ً عن الصحيح، تشير الى غير ذلك، فكل يوم يطلّ فيه الموقع علينا بعشرات المقالات المليئة بالشتم والقذف والتجاوز والافتراء على رموز العراق الوطنية والدينية، بالاضافة الى الاتهامات السخيفة للكتّاب والمثقفين المُخالفين لتوجّهاتهم المريضة، بانهم خونة او صفويون مجوس، الى آخر سخافات وترهات البعث المهزوم .. في حين لا ترى سوى مقالة او مقالتين في ذيل القائمة، تخالفان مزاج الزاملي وشلّته (الوطنية)، من اجل ذر الرماد في العيون واعطاء انطباع الشمولية المستوعبة للآراء المتوازية والمتقاطعة. فلو كان الموقع مستقلاً فعلاً، وكان الزاملي حيادياً كما يدّعي، لكان قد نشر للكل سواسية دون تمييز او تفضيل فئة على فئات اخرى.
وهنا اجد ضرورة لأبيّن فيها بأني قد ارسلت للموقع عدداً من المقالات في السابق، نُشِرت منها ثلاث او اربع مقالات فقط، استقرّت جميعها في الذيل ولله الحمد، لأني لم اشتم عبد العزيز الحكيم او المالكي او الطالباني .. ولو فعلت لكنت قد ارتفعت الى مصاف الكتّاب المعدودين المُبشّرين بأولوية نشر الزاملي وتصدّر قائمته. هذه هي حيادية الموقع، وهذا هو ضمير الزاملي.
الملا الساقط (وهو احد روّاد زريبة الزاملي)، كتب رادّاً على الدكتورة ما قوله "لا أدافع عن اياد الزاملي بصفته الشخصية، لكني أدافع عن الموقع وكتّابه وآرائهم ونزوعهم لتحرير العقل العراقي من التبعية السوداء لمثل هؤلاء الفجرة والمفسدين على الارض" انتهى. ونحن نقول للساقط اعلاه، اي تحرير هذا الذي تتكلم عنه واي تبعية سوداء تعنيها .. هل استخدام الكلمات النابية والالفاظ اللااخلاقية وسيلة للتحرير! وهل من تدرّب على هكذا الفاظ وعاش في كنفها، مؤهل ان يُحرّر الناس! الاولى ان يُحرّر نفسه من عقدة (فراشه) وماضيه الملوّث الذي لا اجده، الاّ سبباً في اتقانه هكذا تعابير واساليب، برع بها ابناء الشوارع ولقطاء قرية صدام، كالشرموط الوضيع الذي وُضِعت مقالته فوق مقالتك مباشرة ً.
اما القرقوز المتدكتر فكتب يقول "الكل حسب وصفها بعثيين صداميين أن كانوا من شيعة الأمام وارهابيين أن كانوا من أهل السنة وهذة الاسطوانة التي أصبحت محط سخرية حتى لمجانين العراق وكأنها مسمار حجا أو قميص عثمان" انتهى.سأتجاوز عبارته اللغوية الفاضحة في عبارته الموتورة اعلاه، واركّز فقط على ما اراد قوله، فالأخ القرقوز يقول بان اسطوانة البعثيين الصداميين محط سخرية، وانها مسمار جحا او قميص عثمان .. في حين ينسى ما يردّده دائماً هو وامثاله اللقطاء، من عبارات كالصفويين والمجوسيين والايرانيين على اغلبية الشعب العراقي دون مراعاة لمشاعرهم. أليسَت هذه اسطوانة مضحكة ايضاً، ام انها حقيقة لكونها نابعة من مستنقع البعث ونجاساته!!
"كتابات" فضحت نفسها بنفسها، وانطوت على فئة واحدة موتورة، لتتخلّى عن مصداقيتها وحياديتها علناً وبصورة لا تُخفى حتى على المجانين .. وجاءت قمة طائفيتها وذروة حقدها على هذا الشعب المسكين، بعد ان انفجرت قنبلة كركوك السياسية، لتلتصق بوجهة نظر واحدة وتتجاوز بقية الآراء .. لا بل بدأ يتحول الموقع الى موقع نكات وطرائف بحق مكوّن ٍ مهم وعلى طريقة مَثله الاعلى صدام في سَوق النكات ضد المُعارضين، سيما الكورد والشروكية منهم .. تعجّبت فعلا ً من نشر النكات المُستهزئة بالاكراد في موقعه الشاذ، هل هذا التجاوز على القوميات الاخرى، ضمن الديمقراطية ايضاً! ام انه حقد شوفيني قديم لم يستطع الزاملي كبته!
في النهاية، اسجل عتبي الشديد على الدكتورة سناء الحربي التي لا اعرفها شخصاً، سوى انها بطلة استطاعت ان تثير غضب "كتابات" وكتّابها، وحوّلت الصراع الكتّابي، ليُختزَل بشخصها بعد ان كان عامّاً وضد الجميع .. وهذا ان دلّ على شيء، انّما يدل على هشاشة الارض التي يقف عليها (الكتّابيون) ومستوى الضعف الذي هُم فيه، بل مستوى الشعور بالنقص الذي اصابهم بعد مقالتها بحقهم، بحيث علّمتهم مَن هي المرأة العراقية، وكيف بمقدورها ان تتحدَّ وتستفز الرجولة المخصية في شخصية هؤلاء المُقنّعين .. واي كاتب مبتدأ يستطيع ان يتحسّس مقدار ما فعلته هذه المرأة الاصيلة بالزاملي وشلّته من خلال الاستنفار العام، والانفعال الشديد والواضح في كتابات (الزامليين) ومقالاتهم ضدها.
عتبي عليها وعلى كتّاب آخرين شرفاء، ينشرون في ذات الموقع وان كانوا قلة (بسبب حيادية الزاملي طبعاً)، ينطلق من انهم ساهموا في اعلاء شأن هذه البركة باقلامهم الشريفة، وكان الاولى بهم ترك النشر هنا والتوجّه لمواقع طاهرة ونظيفة، تستوعب المقالة القيّمة وتقدّر الاختلاف بين الآراء .. وما اكثر هذه المواقع اليوم.
لا نريد من الكتّاب والكاتبات الشريفات ان يكونوا ذباباً يتجمّعون على النَجَس والعسل على حدٍ سواء، بل نريدهم كالنحل الذي لا يكون، الاّ على الازهار، حيث لا يأكل الاّ الطيب ولا يحمل الاّ الطيب ولا يُخرج الاّ الطيب. و"كتابات" نجاسة عينية، يبغيها الذباب فحسب، لذا ينبغي على النحل هجرها والابتعاد عنها، حتى تبقى في عزلتها وانطوائها على ذبابها فقط.
https://telegram.me/buratha