بقلم :(علي الملا)
في كل مرحلة من مراحل التاريخ تتصارع المتناقضات وفي كل أزمة تمر بها أمة , يكون هناك منقذ يدخل من خارج الحسابات الى ارض الصراع .
وفي المرحلة السابقة من عهد ( اللانظام ) البائد كان صراعنا مع مفردات اللغة اكثر دموية من صراعنا مع السلطة . ونحات الكلام كانوا اكثر دهاءا من نحات الأصنام فعندما أطبق الحصار انيابه على لحومنا نحتوا كلمة ( روح النصر ) فخرّ السامري صاحب العجل ساجدا لهم , ورحنا ندفع للصنم الجديد (روح النصر) كل ما يريد , فيشحذ الجندي اجرة نقله (حفاظا على روح النصر) ! , ويبيع الرجل أثاث بيته (حفاظا على روح النصر) ! ويبيع ماء وجهه (حفاظا على روح النصر ) ! ، وتمنح المرأة شرفها لمن يعطيها رغيف خبز (حفاظا على روح النصر) !!! .
وفجأة ومن خارج حسابات السلطة ومخططات المعارضة يظهر (الباذنجان) البطل المنقذ الذي انتشل هذا الشعب من فم المجاعة وحطم اسطورة (روح النصر) التي لا يعرف معناها حتى نحاتها ويحصل بكل جدارة على لقب (وحش الطاوة) . وجاء العهد الجديد بثيابه المزركشة وتحت ابطه نحات الكلام مرة أخرى لينحتوا لنا الها ً جديدا من صنع ايديهم اسمه ( الشفافية ) وبدأنا نلملم أشلاءنا المبعثرة في الشوارع بالشفافية , ونحارب العصابات الظلامية بالشفافية , وندافع عن امن وطننا بالشفافية , (ونمسح احذية السعوديين بالشفافية )؟! .
فهل يظهر بطل منقذ آخر يكفر بهذا الصنم المتربع على منصات الخطابة أم سنظطر الى تكرار حادثة المرأة التي نادت (وامعتصماه) فنخرج الى الشوارع ونصرخ صرخة رجل واحد ( واباذنجناااااااه ) .
https://telegram.me/buratha