( بقلم : باسم العوادي )
تابعت يوم أمس من على شاشة احدى القنوات الفضائية لقاءا مطولا مع الجنرال وفيق السامرائي الذي يظهر بفترات متفاوته من على شاشات بعض الفضائيات ويكتب بعض المقالات اجمالا كمحلل استخباري عسكري لكنه مؤخرا ابتعد عن الحديث بلغة الأرقام والوقائع وكل ما يقوم به في السنوات الاخيرة هو نوع من انواع التحليل السياسي الذي يمكن ان يقدمه غيره الكثير بدون صفة المحلل أو الخبير الأمني والعسكري.رغم اني والحق اقول اشهد له خلال السنوات السابقة بلمسة الاعتدال في الطرح والحديث مع نزعة طائفية لا يستطيع هو ان يخفيها لانها تظهر جلية جدا من خلال صياغته للعبارات السياسية فيما يحاول هو دائما ان يردد مقولة اني لا افرق بين سني أو شيعي كعادة اغلب العراقيين عندما يريد ان يدفع تهمة الطائفية عن نفسه بتكرار مثل هذه المقولة هذا وللتدليل على عدم تفريقه بينهم ان الجنرال وفيق السامرائي كان قد عرض خطه على الامريكان قبل اسقاط سلطة صدام والتي عارض هو اسقاطها بشدة وقوه وأرشيف ما كان يكتبه في جريدة الرأي الآخر لصاحبها مشعان الجبوري شاهدا على ذلك ، المهم انه عرض خطة تشكيل مجلس عسكري لقيادة العراق من ثلاث جنرالات اثنان منهم سنة وواحد شيعي بالأسم ولو كان الجنرال وفيق السامرائي فعلا لايفرق بين سني وشيعي في العراق وهو يعلم علم اليقين باعتباره يعمل في سلك الاستخبارات ان الغالبية الشيعية في العراق ليس غالبية فقط ولكنها غالبية كاسحة وماحقة وهو ممن اعترف بذلك احيانا كثيره وبناء على هذه الحقيقة كانت الوطنية تلزم الجنرال وفيق السامرائي ان يكون معتدلا ويكون مجلسه العسكري من عدد متساوي من السنة والشيعة على اقل التقادير لكي نصدق بانه لايفرق ، اما ان يكون مقترح مجلسه العسكري لقيادة العراق من اثنان سنة وشيعي تابع لهم فهذا مما يكشف عكس المدعى أولا ، وكذلك فهو يعلم ان المؤسسة العسكرية العراقية السابقة طائفية بامتياز وهو ممن اعترف بذلك عندما اكد في كتابه الشهير حطام البوابة الشرقية انه بدأ يترقى من رتبة الى اخرى في جهاز الاستخبارات لكونه سني فقط وهذه تحسب له وليس عليه ولكن المهم في المقام هنا كيف يقول مدعي ما انه وطني ولا يفرق فيما يريد لمؤسسة طائفية مناطقية ان تحكم البلد .
ومن قبيل ذلك قوله في اللقاء ان من حارب ايران في حرب السنوات الثمان هم الشيعة ، و هنا وهو يعلم ايضا ان الجيش العراقي السابق ـ الذي خدم فيه هو وخدمت فيه أنا وخدم فيه اغلب العراقيون ـ مبتني على بديهية ان اي جيش في العالم يقوده ضباطه وأركانه وقيادته العسكرية والسياسية وان حصة الشيعة من قيادات الجيش كانت (كجراب النورة) حيث كان الضباط السنة وعلنا يؤكدون بعد كل معركة ـ ذبينه جلابهم عليهم ـ اي القتلى من الطرفين العراق وايران شيعة والناجين هم الضباط السنة وهذه واحدة من القضايا النفسية المهمة التي ادت الى ان يتخلى 90% من الجنود الشيعة عن القتال وكان يسلمون انفسهم كأسرى لايران او ان يقوموا بالرمي إلى اعلى او اسفل او توجيه القذائف الى وراء او امام القوات الأيرانية ، ناهيك عن ظاهرة الهروب من الجبهات التي وصلت الى بعض الفترات نسبة 30% من قوات الجيش العراقي ، لذلك فأن مقولة ان الشيعة قاتلوا ايران في الحرب العراقية الإيرانية كذبة سنتطرق لها انشاء الله تعالى في الأيام القادمة بمقال مستقل لبيان دور شيعة العراق في هزم صدام في حرب ايران وحرب الكويت وحرب أمريكا الاخيرة التي ادت الى إسقاطه واعدمه .
ومن خلال قراءة سريعة لكتابة القيم ـ حطام البوابة الشرقية ـ الذي احتوى على الكثير من المعلومات والحقائق التي تحسب له بانه واحد من قلة من الضباط السنة العراقيين الذين كتبوا وتحدثوا وبنوع من الصدق والحرية سابقا في الوقت الذي لا يتحدث هو عن كتابه الآن ولا يشير اليه من بعيد او قريب ، علما ان اول من نشر له وأهله وقدمه للناس كضابط وطني بعد هروبه من العراق هي ـ جريدة الرافدين ـ الواسعة الانتشار التي يرأس تحريرها آنذاك الوزير باقر جبر الزبيدي ممثل المجلس الأعلى في سوريا ولبنان ونشرت المقالات الأولى من كتابه قبل الصدور تحت عنوان فصول من كتاب ـ هزيمة صدام حسين ـ ثم غير عنوان الكتاب وصدر باسم حطام البوابة الشرقية ولعل هذا الأسم دال على معنى الكتابة ومضامينه بدون مؤنة ، وعليه فانا اعتقد بانه لايمكن لاي كاتب أو باحث يريد ان يكتب حول الحرب العراقية الإيرانية ان يقوم بشيء بدون ان يطلع على حطام البوابة الشرقية او دون يضمن كتابه بضع أراء وأرقام السامرائي.
وما دفعني للكتابة هو لتذكر جناب الجنرال ان المعلومات التي ساقها في لقاءه الأخير والمعلومات التي قالها كذلك على بعض الفضائيات خلال الأسابيع الماضية كانت مغايرة تماما لكل ما ذكره في كتابة الذي ضمنه معلومات عكسرية مهمة جدا عن قدرات صدام البرية والجوية والمدرعة والصاروخية بالاسماء والأرقام المذهلة وكذلك القدرات الايرانية المماثلة ناهيك عن خطط صدام الاستباقية ، وتحدث باسهات في كتابه عن التفوق العسكري الصاروخي الصدامي آنذاك وكيف ان صدام قد استخدم سلاح الصواريخ لدك المدن الأيرانية وقتل الأبرياء كسياسة غيرت الكثير من الموازين العسكرية لصالح جيش صدام وقتها ، وكان واضحا ان السامرائي في كتابه قد اوضح بلا لبس ان المعتدي كان صدام وان المعتدى عليه كانت ايران ولا يستوي عند الله المعتدي الظالم والمعتدى عليه المظلوم لذلك لم تقف السماء على الحياد بل كان موقفها واضحا لكل مؤمن وعاقل حيث ومنذ عام 1982 والى اليوم تحقق ايران الانتصار تلو الآخر في المنطقة وهي اليوم على اعتاب الدخول الى النادي النووي كتاسع قوة نووية عالمية ، فيما انهارت سلطة صدام واحتل العراق وتمزق الجيش والامن والمخابرات وشرد وقتل وهجر وهتك عرض كل من وقف مع صدام في الحرب الظالمة واعدم صدام ورفاقه وحوكم ضباطه الكبار وأذل البعثيون وسحقوا ، ذلك كرسالة من السماء لأولي الالباب ، والاعظم ان قبر السيد الخميني قد تحول الى منارة يضع عليها الملوك والزعماء والرؤساء والشخصيات الكبرى والوفود الزائرة لايران باقات الورد وأكاليه ، فيما دفن صدام بحفره بتكريت نبشتها الكلاب عدة مرات ، وأنا اشهد أمام الله باني لم اشارك في تلك الحرب ولم أؤؤيدها وأني مع المظلوم مهما يكن وعلى الظالم مهما كان.
الآن بدأ الجنرال السامرائي يتحدث بصورة مغلوطة ومشوشة وبعيده عن الحقيقة وهي بالنقيض تماما مما كتبه في كتابه الشهير ، وقد اوقعنا حقيقية في حيرة من أمرنا أيهما نصدق الجنرال وفيق السامرائي الهارب من جحيم صدام والذي كان يتحدث مطولا عن جرائم الاستخبارات والاجهزة الأمنية لسلطة صدام والداعي للعدل والانصاف !!!! ام نصدق الجنرال وفيق السامرائي الحالي الذي يتحدث بطريقة يمكن لاي مدقق ان يقرأها من خلال عيونه وحركات رأسه وتلعثمه وتوقفاته وابتساماته المتكرره الخجولة التي توحي عن شيء ما في الأكمة والنتيجة فانه لا يستطيع اي انسان مدقق ان يقتع نفسه بان الجنرال وفيق السامرائي الحالي صادق ومحق ومحياد.
قد استيطع حقيقة ان اجد له في نفسي مبرر فأنا اعلم كصاحب عائلة كبيرة ان للعيشة متطلباتها ، وهو يعلم جيدا انه اذا اراد ان يخترق ساحة العمل العربي وباختصاصه العسكري فعليه ان يسب ايران والشيعة فهذا الطريق اليوم ليس للسنة فقط بل حتى للشيعة الذين بدأ بعضهم يسب ويشتم لكي يحصل على وظيفة او إقامة في بعض البلدان العربية او ان يستدعية مدير جهاز مخابرات خليجي معين ليقول له ـ والله انت شريف ـ كما حصل لبعض شيعة لندن السبابيين للشيعة ، او ان بعضهم هذه الأيام لم يكتفي بذلك بل بدأ يظهر تسننه وبدأ يكتب ويقرأ مطولات شعرية في حب الخلفاء ومناقبهم وأنا أعلم انه مسكين يريد من ذلك ان يحصل على عمل في صحيفة او فضائية او مؤسسة عربية ما ولايجد طريقا لبلوغ مناه إلا سب الشيعة والمرجيعة وكل ما له صلة أو علاقة باتشيع ، وأوكد أني اتعاطف مع الكثير منهم لاسباب إنسانية ومادية بحته .
أقول اذا كان هذا هو واقع الشيعة فسوف سيكون واقع السنة الذين يسبون بايران من الصباح حتى المساء بحجة التدخل في الشأن العراقي والوطنية وكل من في الارض يعلم ان سبهم لايران هو ليس لاسباب وطنية وانما لانهم يعتقدون بان ايران هي من ساعدت شيعة العراق على الثبات والصمود ولولاها لما استطاع الشيعة تحقيق شيء معين في العراق ، اذا فالسبب طائفي بحت لايخفى حتى على الحمار ، وهم لازالوا الى اليوم يعتقدون ان زوال الحكومة الايرانية الحالية او ضربها من قبل امريكا قد يساعدهم على استعادة السلطة في العراق بطريقة ما ، فيا لهم من مساكين !!!!
يقول الجنرال ان ايران هي سب كل مصائب العراق فهي تدعم القاعدة و تدعم المجاميع الخاصة وفرق الموت وحتى جيش محمد الذي أسسه صدام وبعض قياداته البعثية ، وهنا فهذا ربع الكأس الفارغ واليك ياجنرال ثلاثة أرباع الكاس الاخرى المملوءة :
من دعم القاعدة بالرجال سابقا وبالنساء حاليا ومن فتح الحدود لها ومن احتضنها وقدم لها آلاف الشباب وسهل مأكلهم ومشربهم ونومهم وتزويجهم وتزويدهم بالأسلحة والدعم اللوجستي ومن سهل طيرانهم من بلدانهم ووصولهم الى العراق ومن يدعم جيش عمر وجيش الراشدين والجيش الإسلامي والكتائب ودولة العراق الإسلامية مكانها معروف ليس في الشمال او الجنوب ومن يدعم هيئة علماء السنة ومؤتمر عدنان الدليمي ومن أمر المجاميع المسلحة ان تتحول من مقاومة الى صحوة وجماعة العليان والمطلك ومجاهدي خلق وقيادات حزب البعث بكافة انواعها ومستوياتها ومن احتضن ضباط الجيش والأمن والمخابرات السنة وفي اي بلدان هم الآن وماذا يعملون وانت تعلم وغيرك يعلم ايضا وبالأرقام التي لايسمح بنشرها الآن ومن يضغط على العراق سياسيا ولا يعترف بالحكومة العراقية ولا يسقط ديونه ولا يفتح سفارته ويسخر وسائل اعلامه تصرخ ومنذ خمس سنوات بسب الحكومة والشيعة ومن استخدم النفط وعائداته لتغيير التغيير والعودة الى المربع الأول... وووووو الخ .
هل كل هذا من صنع ايران ياجنرال ؟؟؟
وحتى قبل اسقاط سلطة صدام من حاصر العراق ومن جوع العراقيين من 90 ـ 2003 ومن فتح ارضه للقوات الأمريكية ومن كان يدعم المعارضة بالملايين والجوازات والجرائد والمجلات ، هل هي ايران وحدها ياجنرال ؟؟؟
اما قضية صدام فلو تذكر الجنرال السامرائي القصص التي كان يتحدث بها حول اعدام الشيعة والاكراد وتعذيبهم وقتلهم وتمزيقهم في الحفلات وليس المعتقلات مما شاهده بعينة وقصه هو بلسانه على مختلف الشخصيات من الشيعة والسنة في المهجر ، اقول لو تذكرها الجنرال جيدا لما حاول ابدا ان يتأفف على اعدام صدام ، فحسنة عند الله في مواجهة ظالم عزيزي الجنرال افضل من الف كلمة ـ عفيه ـ من اي بعثي او عسكري يقولوها لك.
نصيحتي يا جنرال سامرائي ان لاينظم مثلك حاصب رتبة رفيعة وموقف وطني سابق الى جوقة من الامعات والطائفيين الذين لايفهمون اتجاهات الساسية الماضية والحالية والمستقبلية في المنطقة ولايجيدون سوى مقالات السب و الشتم وتسطير الكلمات التي تدل على غباءهم وتخلفهم الساسي والفكري.
رغم ذلك اني أقول وبصراحة ان الجنرال وفيق كان يستحق المنصب في العراق الحالي اكثر من اي سني آخر قد شغل منصبا في الدولة العراقية الحالية فقد عارض صدام وترك منصبا رفيعا ودافع عن السنة ، فجاء من السنة من لم يقدم اي شيء بينما تأخر هو من قدم اشياء ، وهذا ليس سببه ايران طبعا أو فيلق القدس والجنرال يعرف ذلك جيدا.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)