بقلم : سامي جواد كاظم
لا اقصد برنامجه صحوة ولكن انتظروا حتى اكمل المقال فيصل القاسم هل هنالك عراقي يجهل هذا الرجل وما اقدم عليه من انتهاكات بحق العراقيين من خلال برنامجه الاتجاه المعاكس والذي احدث ردود افعال سلبية ليس في العراق فحسب بل حتى في كثير من البلدان العرابية .
ولا اريد ان اتطرق الى الملف المعنون فيصل 5 وما يترتب عليه من علاقات حميمة بازلام النظام السابق وتبادل الهدايا والاكراميات على ما يبثه من برا مج تخدم الزمرة البعثية ، بل وحتى تجاوز على المفاهيم الاسلامية من خلال وفاء سلطان التي تهجمت على الاسلام بفضله . طالما ان برنامجه هو الاتجاه المعاكس في في اخلاقيات هذا الرجل بطل الجزيرة اتجاهات معاكسة خلقية هي الشذوذ بعينها ولكنا كالما انتقدنا برامجه وتهجمه على العراق وعلى رموز العراق فلابد لنا ان ننصفه اذا ما قال كلمة حق ولنعتبرها بحسن نية وليست زلة يبغي من ورائها ابعاد اخرى فعلينا بالظاهر وانا امتدحه كثيرا على مثل هكذا اتجاه معاكي .
فقد كتب فيصل قاسم مقال استطيع ان اصفه بالرائع في احدى المواقع الاخبارية تحت عنوان ( الجهاد في المزاد ) وحقا جاءت الافكار المتسلسة لهذا المقال في الصميم وهنا ساورد بعض الفقرات المهمة مع التعقيب .يقول القاسم (الكثيرون مثلاً لاموا زعماء الدول الأعضاء في "منظمة المؤتمر الإسلامي" على إلغائهم رسمياً فريضة الجهاد من العمل الإسلامي في مؤتمر داكار بالسنغال. لا بل اعتبرهم البعض وقتها "منبطحين ومستسلمين". لكن لو نظرنا إلى قضية إلغاء مفهوم الجهاد من زاوية أخرى، لوجدنا أن الزعماء المسلمين أحسنوا صنعاً. كيف لا وقد غدا الجهاد في الربع الأخير من القرن العشرين ألعوبة في أيدي بعض القوى التي سخرته لأغراض سياسية دنيئة لا علاقة لها أبداً بتلك الفريضة الإسلامية السامية ). اعتقد ان هذه العبارة الرائعة التي تستحق وقفة فقهية من خلال الجدل حول الجهاد بين الشيعة وبقية الطوائف واقرار الدول الاسلامية التي هي باجماعها باستثناء ايران هي ليست على الفقه الشيعي فجاء الاقرار منهم وليس بتاثير شيعي .
ثم عرج القاسم على توصيف مهزلة الجهاد اليوم فاحسن توصيفه الا انه يؤاخذ عليه انه لم يسمي الاشياء بمسمياتها ولكن هذا القدر الذي صدر منه وهو المعروف بالاتجاه المعاكس يعد قفزة توعية في مسيرة هذا الرجل ، فقد وصف الجهاد في افغانستان بصيغة سؤال هو الاجابة عنه ( هل يستطيع أحد أن ينكر أن الجهاد أصبح منذ الغزو السوفياتي لأفغانستان أشبه بحروب المرتزقة؟ ) والامر المهم فيما يخص الجهاد هو التمويل من اين وما هي دوافع التمويل وهل يعلم المجاهد عن ماذا يجاهد هذه الامور وضع القاسم النقاط على الحروف من خلال سرده لهذه الحقائق في مقاله فقد قال (المعلوم أن "المجاهدين" الأفغان لم يجاهدوا بأي حال من الأحوال لتحرير بلدهم من ربقة المحتل السوفياتي بقدر ما كانوا ينفذون مهمة عسكرية (دون أن يدروا) نيابة عن الذين كانوا يمولونهم، ويزودونهم بالعتاد، وعلى رأس هؤلاء كانت تقف وكالة الاستخبارات الأمريكية وبعض الدول العربية التي دفعت أكثر من اثنين وعشرين مليار دولار كأتعاب لـ"المجاهدين"، لا لتحرير أفغانستان طبعاً، بل لدحر السوفيات ) .هنا اسال القاسم لماذا لم تسمي الدول العربية التي دفعت هذه المبالغ الطائلة ؟
فجاء وصف الحرب الافغانية ضد السوفيت وصف دقيق حيث قال ( وبما أن العملية بأكملها لم تكن جهاداً، بل مجرد حرب مدفوعة الثمن، أو بالأحرى حرب بالوكالة “war by proxy” لصالح جهات خارجية، انتهى الجهاد الأفغاني إلى حرب عصابات بين "المجاهدين" الذين حولوا البلاد إلى مسرح للاقتتال الداخلي على الغنائم. وقد عانت أفغانستان بعد خروج الغازي السوفياتي على أيدي "المجاهدين" أكثر مما عانت أيام الاحتلال. فلو كان "المجاهدون" يجاهدون فعلاً من أجل بلدهم لنهضت أفغانستان بعد التحرير. غير أن العكس قد حصل) هنا استخلص القاسم نتيجة منطقية جدا وبدورنا نوجهها الى دعاة المقاومة في العراق حيث يقول ( واتحدى أي حركة مقاومة استطاعت أن تحرر بلدها منذ حرب فيتنام من دون أن تكون مدعومة من جهات لها مصلحة في مساندتها ).
يقول القاسم العربية ولايسميها بمسمياتها وهذا مقبول كما اسلفت لشخص مثل الفاسم وما له من مكانة في الجزيرة فقد اطنب في وصف حركات المقاومة وهذا الاطناب هو ( لنكن صريحين: ألا تخدم الكثير من الحركات "الجهادية" العربية أجندات خارجية لا تخفى على أحد؟ هل كان لتلك الحركات أن تزدهر وتتصاعد لولا أن أن هناك أيد خارجية تمدها بالدعم المالي والإعلامي والمعنوي؟ هل أخطأ أحد الساخرين عندما قال إن العرب نوعان، الأول "يناضل" نيابة عن المشروع الأمريكي، والثاني نيابة عن القوى الأجنبية المعادية للمشروع الأمريكي؟ أي أننا مجرد أدوات لا أكثر ولا أقل، حتى لو صدم هذا الكلام بعض المكابرين ) ، اقول للقاسم من هم المكابرين ؟هنا جاءت الصراحة التي لطالما كنا ندعيها عن المقومة في العراق وكان للجزيرة وهو منهم راي مخالف لنا اما في هذا المقال فقد جاء الاقرار بالرغم من انه متاخرا الا انه افضل من الاصرار على الخطأ فقد قال ( إن هناك حركات "جهادية" في العراق مثلاً، ثم تبين لنا أن معظمها مخترقة من العديد من أجهزة المخابرات العربية والدولية. وكل واحدة منها تعمل بمقدار. ولعل أكثر ما يثير السخرية وربما الضحك أن بعض تلك الحركات تعمل بتوجيهات مباشرة أو غير مباشرة من أنظمة لا تطيق سماع كلمة "إسلاميين"، مع ذلك فقد اقتضت الضرورات إباحة المحظورات لغايات لا علاقة لها أبداً بـ"الجهاد". ما حدا أحسن من حدا، فقد استوت الأنظمة الإسلاماوية مع الأنظمة العلمانية في المتاجرة بـ"الجهاديين". فبما أن "الجهاد" أصبح سلعة فلا بأس أن يشتريها ويبيعها الجميع على مختلف مشاربهم. ربما استفاد المتاجرون الجدد من أولئك الذين تاجروا بـ"المجاهدين" في أفغانستان) ، واكرر مقبولة منه بالرغم من عدم ذكر الاسماء صريحة .
واخر الامر تطرق الى المتاجرة بالمجاهدين وان هنالك البعض منهم ينقلبون على تجارهم وهذا ما يحصل الان في السعودية بعد ما شعروا هؤلاء المجاهدون ان تجارهم بدأوا يتجارون بهم كما فعلت امريكا فقد ختم القاسم مقاله بالعبارة التالية ( وما ينطبق على أمريكا ينسحب على الجهات الأخرى التي تاجرت بـ"المجاهدين" في العراق وغيره. لا بل إن بعض العرب تفوقوا على الأمريكيين في التخلص من قادة "مجاهديهم" بعد أن تكون قد انتهت مهمتهم ). في هذا المقال ارجو من القراء والمعقبين انصاف فيصل القاسم في هذا المقال فقط
https://telegram.me/buratha