بقلم : سامي جواد كاظم
لماذا ننظر الى كثير من الامور المتشابه بازدواجية الراي ورد الفعل واذا قلنا لماذا هذا ؟ سيقولون ان هذا يختلف عن ذاك .المعاهدة العراقية الامريكية وما اثارته من ردود افعال متشنجة وغير مدروسة نظرت الى السلبي فيها دون الايجابي ، ولست هنا بصدد الدفاع عن هذه المعاهدة بفدر ما يكون اهتمامي النظر اليها بموضوعية نستطيع من خلالها ناخذ ونعطي وان كنا اعطينا الكثير من غير حساب وبدون ثمن ولكن لنترك الماضي ونلتفت للقادم .كل الفقهاء اجمعوا واكدوا على ان الامور الضرورية للانسان والتي لايملكها المسلم يجوز التعامل مع غير المسلم في سبيل الحصول عليها ، اي يجوز التعامل مع المسيحي واليهودي والبوذي ان كان ما بحوزته يؤدي الى فائدتي .اما النظر الى نقاط سلبية موجودة في الاتفاقية وتعميمها على كل بنودها واعتبار الاتفاقية سلبية جملة وتفصيلا فهذا التهور بحد ذاته واخشى لان نكون مثل الفلسطينين الذين رفضوا قراري الامم المتحدة الخاص بالانسحاب الاسرائلي عام 1967 والذي يتيح لان يتسلط الفلسطينيون على اكثر من نصف الاراضي الفلسطينية ، واليوم نراهم وافقوا على استملاك 13 % من الاراضي الفلسطينية فقط الا ان اسرائيل ترفض ذلك .
هذه الاتفاقية خطرت في بالي وانا اتابع المشاورات مع المدرب البرازيلي فيرا لتدريب المنتخب العراقي وهذه ايضا اتفاقية حيث الاستعانة بالاجنبي وجعل اسم العراق تحت اسمه في المحافل الدولية والتي نظرت اليه باهتمام اعلامي كبير اثر فوز المنتخب العراقي بكاس اسيا ونقارنها مع الذين يدعون الوطنية وينبذون الاحتلال ماذا قدموا للفريق العراقي غير الفشل والتشبث بالاعتراض على الفريق القطري .
فيرا وضع علم العراق على صدره وخدم العراق ورفع اسم العراق لماذا لا يقال عليه انه مساس بالسيادة العراقية ؟ وهذه الخدمات الكروية التي منحها فيرا للفريق العراقي طبعا ليست مجانا بل بثمن والثمن مدفوع من النفط العراقي . اذن لماذا نقف بتشنج امام الاتفاقية الامريكية لماذا لا نجعلها مكسب لنا من خلال ما يستطيع المفاوضون من تحقيقه للشعب العراقي ؟ الا نريد رحيل الاحتلال ؟ الا نريد ان نعيش بسلام من غير حركات ارهابية وطائفية ؟ الا نريد ان نكون مثل اليابان والمانيا ؟ الاستثمارات النفطية نحن عاجزون من استثمارها صناعيا بالشكل الصحيح من غير مساعدة خارجية ، الحماية العسكرية من اي قوة معتدية لا يمكننا مجابهتها اليوم وبالله عليكم دعكم من الشعارات التي تتحدث عن الدفاع مع اخر قطرة دم في حياتنا .
عن الحسين بن ابي العلاء سالت ابا عبد الله عليه السلام عن الرجل يقاتل دون ماله فقال قال رسول الله (ص) : من قتل دون ماله فهو بمنزلة الشهيد قلت ايقاتل افضل ام لم يقاتل قال : اما انا لو كنت لم اقاتل وتركته ( الكافي ج5 ص 52 ) .
الم يكن لكل الدول عقود مع اجانب ومن غير قومياتهم لاستثمار خدماتهم مقابل تنازلات في بلدانهم من اجل اسعاد ورفاهية شعوبهم ؟ فماذا لو تعاقدنا مع وزير لادارة وزارة خدماتها تهم العراقيين ام ان هذا يمس السيادة فماذا افعل بالسيادة اذا كان الجياع كثر في العراق ؟
بالمناسبة لا تتاملون المستحيل من فيرا فان هذا الشخص اصبح حالة نفسية للعراق والعراقيين اكثر من تحقيق الانتصارات الكروية حيث ذكراه ستبقى تدور في الخلد مع كل بطولة يشارك فيها العراق كما كان الحال مع مدربين عراقيين اكفاء سابقا . انا اتمنى ان لا ارى الهمرات والمدرعات والدبابات الامريكية تصول وتجول في شوارع العراق وتجاوزها على الارصفة التي تعمر مع كل مرور لقافلة امريكية عليها، اتمنى ان اراها بعيدا حتى لو كانت في قاعدة خارج المدينة
https://telegram.me/buratha