( بقلم :فراس غضبان الحمداني )
صحفيون عراقيون محشورون في مبان بائسة كتب على ابوابها (القادسية، الجمهورية، الثورة، العراق، الف باء). وكانوا يسمونهم صحفيين. وفي مبان اخرى نشأت جرايد اسبوعية تضم اصنافاً من الصحفيين، اضافة الى بعض المجلات وواحدة كانت للدعارة اسمها (عشتار) صدرت بغمزة من (عدي صدام حسين) وكان يديرها صحفي يدّعي الحرفية العالية في العمل الصحفي، دخلت هذا الوسط قبيل سقوط النظام، ووجدت ثلاثة ارباع الزملاء والزميلات يذهبون عند العصر الى اماكن خاصة، وانهم (فدائيو صدام) وكان النفاق والكذب والخداع، والتقارير السمة الغالبة في حياتهم، وفي النقابة كانت التقارير ترفع لعدي ضد الصحفيين ليتلقوا دروساً في تحمل الاهانات والضرب وجمع الديدان، ومطاردة الفئران، وواحدة من تلك الحوادث، حين ذهب مسؤول في النقابة ونقل بعض المغضوب عليهم وكانوا في (معسكر البسماية) الى مقر صحيفة الزوراء النقابية، بسبب تقرير رفعه احد المسؤولين، وكان يقصد ان (يتغده بيهم قبل ان يتعشو بيه) وكانوا حفاة، لكن وجود محل لبيع (النعل) البلاستيكية في شارع حيفا، انقذ الموقف، وذهب احد العاملين في الجريدة واشترى، (اربع ازواج) منها، او حين كانت الاخطاء ترتكب في التلفزيون ويذهب جراءها المخرجون والمحررون الى الرضوانية، وربما فقد احد المغضوب عليهم حياته (بشخبطة من قلم عدي). وكلها تقارير يكتبها الزملاء على زملائهم ومنها الاف التقارير الموقعة من زملائنا –حالياً-، ووصل الامر ببعض هؤلاء انه كان يكتب لعدي، او المسؤول في امرته، ويقسم له باغلظ الايمان انه او انها (فدائي او فدائية مخلصة) وانه او انها يتمنى او تتمنى الموت في سبيل الوطن.وكانت احدى الصحفيات الرائدات حالياً تكاد تبوس الاحذية ليصدقوها انها مجاهدة في سبيل الوطن والقائد، مع انها تنكر ذلك الان، والحمد لله انها لا تستطيع جمع استمارات الانتماء المخلص للفدائيين.
وحين سقط النظام، انتقل هؤلاء الى الوسط الصحفي بصفتهم (رواداً) وتحكموا بالاعلام العراقي ومؤسساته الاعلامية، ومنعوا (الزعاطيط) –حسب وصفهم- من الحصول على العضوية الكاملة، خاصة الشبان (المحترفين في الفضائيات والصحف والمجلات والوكالات المحلية والدولية المحترفة، يحاول الرواد نشر مفاهيم الفساد والنفاق في الوسط الاعلامي وتدميره بالكامل، ربما كانت نتائج الانتخابات النقابية الاخيرة دليلاً على منع الصحفيين المهنيين والشبان من ولوج العمل النقابي.
والا مامعنى ان يخسر في انتخابات نقابة الصحفيين العراقيين صحفيون وكتاب كبار من امثال الدكتور هاشم حسن الذي تخرج على يديه مئات الصحفيين والصحفيات الذين ملئوا الوسط الاعلامي ابداعا او هادي جلو مرعي الصحفي والكاتب الصغير بعمره الكبير بعطائه وابداعه او علي عويد الذي اعاد لقمة العيش لافواه جائعة من منتسبي وزارة الاعلام او حسن التميمي الشاب المفعم بالحيوية والشجاعة . وما معنى ان يوصم صحفي مثل زياد العجيلي مدير مرصد الحريات الصحفية الحائز على جائزة افضل منظمة في العالم في مجال الدفاع عن الحريات الصحفية بالوهمية لانه نافس بشرف وانتج لزملائه مالم تستطعه اي نقابه او اتحاد او منظمة ، في حين فتح الباب للحثالات والانتهازيين ليمارسوا دور المهرج يوم السابع عشر من تموز الذي اراده البعثيون يوما لللانتخابات المزورة والمخزية . ياللعار .
https://telegram.me/buratha