بقلم : سامي جواد كاظم
ونحن على اعتاب ذكرى ولادة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فالمحب يحتفل والكاره يحتقن وهذا يجر معه تجاذبات بين الطرفين ولعل الاشد نقاشا هي الغيبة وقرينتها الولادة ، حيث احدهما يكمل الاخر وفي نفس الوقت الدليل على الاخر فالغيبة تعني الولادة والولادة تعني الغيبة فايهما ثبت ثبت الاخر . والحقيقة لكل امام معصوم عليه السلام له رواية وواقعة تثبت ولادة وغيبة وقيام الامام المهدي عليه السلام وروايتي اليوم هي من صميم معتقدنا بالامام الحجة ومتعلقاته من المواضيع النقاشية ، لاذكر الرواية ومن ثم اعرج على التعقيب .
الرواية تقول : وقد روى أبو الهلقام، وعبد الله بن جعفر الحميريّ، والصقر الجبليّ، وأبو شعيب الحنّاط، وعليّ بن مهزيار، قائلين: (كانت زينب الكذّابة تزعم أنّها بنت عليّ بن أبي طالب، فأحضرها المتوكل وقال: اذكري نسبك.فقالت: أنا زينب بنت عليّ.. وأنّها كانت حملت إلى الشام فوقعت إلى باديةٍ من بني كلبٍ فأقامت بين ظهرانيهم.فقال لها المتوكل: إنّ زينب بنت عليّ قديمة، وأنت شابّة!.فقالت: لحقتني دعوة رسول الله بأن يرد إليّ شبابي في كلّ خمسين سنة.فدعا المتوكل حاشيته من العلماء ( حرافيشه من العلماء الذين باعوا دينهم ودنياهم لدنيا غيرهم )، فقال: كيف نعرف كذبها؟فقال الفتح - بن خاقان -: لا يخبرك بهذا إلاّ ابن الرّضا.فأمر بإحضاره، وسأله، فقال (عليه السلام): إنّ في ولد عليّ علامة.قال: وما هي؟قال: لا تعرض لهم السّباع. فألقها إلى السّباع فإن لم تعرض لها فهي صادقة.فقالت: يا أمير المؤمنين: الله الله فيّ، فإنما أراد قتلي!. وركبت الحمار وجعلت تنادي: إلا إنّني زينب الكذّابة!. ( المصدر بحار الانوار ج50 ص 149 )
قد تكون النقطة البارزة واللافتة للنظر هي طريقة كشف كذب الامام الهادي عليه السلام لكذب هذه المراة ولكن لو ذهبنا الى ابعد من ذلك فاننا سنجد منها مفاهيم رائعة تدعم عقيدتنا بالامام المهدي عليه السلام منها مثلا :اولا : مسالة الغيبة وبالشكل الذي طرحته مدعيتها على المتوكل امر مالوف بدليل ان المتوكل الذكي بالظلم والغبي بالعلم عجز عن ردها فاستنجد بمن حواليه ممن يدعون العلم فعجزوا عن ردها ، تخيلوا خليفة وعلمائه عجزوا عن رد امراة مدعية الغيبة .
ثانيا : كما هو الحال في حال العجز الاستنجاد بحجة الله عز وجل على الارض فكان الامام الهادي عليه السلام ولاحظوا بدقة رد الامام عليه السلام حيث انه لم ينكر الغيبة بدليل ان رد ادعاء المراة جاء وفقا لمعجزة من معاجزهم التي منحهم الله عز وجل اياها فعملية ترويض السباع والحيوانات المفترسة والتي اصبحت امر شائع اليوم تحتاج الى جهود جبارة ولكن هذه الموهبة قد منحها الله عز وجل للمعصومين عليهم السلام كملكة يستعينون بها اذا حكم الظرف وطالما ان الامام طلب من المدعية ان تتعرض للسباع باعتبار انها زينب اذن زينب من المعصومات بامر الله عز وجل بدليل حرمة لحمها على السباع .كما وان هنالك عدة اساليب يمكن اثبات كذبها من قبل الامام عليه السلام كان يسالها عن مولدها ومكان غيبتها وحجم علومها وتفاصيل واقعة الحسين عليه السلام الا ان الامام لم يستخدم هذه الاساليب حتى لا يفهم منها نفي الغيبة ، وفي نفس الوقت هذا الامر له علاقة بالرحعة فان زينب ومن معها من الائمة المعصومين ستكون لهم رجعة مع دولة الامام المهدي عليه السلام .
ثالثا : اهمال علامات الظهور حيث لم يستفسر منها عن سبب ظهورها الان حيث الاهم الغيبة والعمر الطويل فاذا ما اثبت ذلك ترك موضوع علامات الظهور للسنين والاحداث التي تسبق ظهور الغائب .
رابعا : اليوم لدينا مرقدين للحوراء زينب عليها السلام في دمشق والقاهرة وكل لديه الادلة على صدق دعواه حتى ان الدكتور الوائلي كانت له محاضرة ذكر فيها ادعاءات الطرفين ولم يجزم بصحة او خطأ احدهما فان هذا الامر يبدو انه كان موجود في زمن المتوكل وبسبب هذه الملابسات كان ادعاء المراة انها زينب دون غيرها .
خامسا : قول المراة (لحقتني دعوة رسول الله بأن يرد إليّ شبابي في كلّ خمسين سنة ) وعدم تكذيب هذا الحديث من قبل اصحاب العلاقة يؤكد انه لامر ثابت الصحة والاعتقاد بان الله عز وجل ومن خلال نبيه يمكن له ان يطيل عمر الانسان اذا اقتضت الحكمة الالهية لذلك .
بعد كل هذا لماذا العجب والاستغراب والتكهم على الشيعة اذا ما اعتقدوا بولادة امامهم وحتى ان هذه الايام تعرض بضاعة الخراصين الرائجة والفاسدة واحدى هذه البضاعات هو الكاتب احمد الكاتب ( عبد الرسول لاري ) والذي يسبق اسمه عند ذكره من قبل هؤلاء المخالفين عبارة الكاتب الشيعي الكربلائي الدارس في الحوزات والاستاذ فيها ، ولعل عدم الاستجابة لتخبطاته من خلال مراسلاته مع اكثر من ثمانين عالم ومجتهد باستثناء العلامة السيد سامي البدري والشيخ علي الكوراني اللذين القما فم الكاتب بحجر اكبر من فاه ادخلاها بقوة في فيه ، لهو خير دليل على عدم مبالاتهم لتخرصاته التي لا تجدي نفعا وتزيد ضلالة لمن يعتقدها .
واحدى تخبطاته انه يفرق بين الغيبة والانتظار ويعتقد ان الانتظار لدى الشيعة هو الجلوس على باب الدار ووضع الكف على الخد والنظر الى الطريق بانتظار القادم ،يقول (إن عقيدة الانتظار هي عقيدة سلبية عقيمة وقد أضرت بالشيعة عبر التاريخ وأخرجتهم من مسرح التاريخ ) هي سلبية حسب ما يعتقده هو اما حسب ما نعتقده نحن هو الامل بظهور صاحب العصر والزمان في اي لحظة بامر من الله عز وجل ومع ظهوره يكون القصاص من الظلمة وناكري ظهوره .هذا الموضوع سيكون لنا حديث معه في المستقبل ان شاء الله
https://telegram.me/buratha