( بقلم : د.صباح حسين )
ينطوي القرار الاخير الذي اتخذه مقتدى الصدر بحل جيش المهدي وتحويله الى منظمة ثقافية على عدة امور واحتمالات ابرزها ان صح التعبير اعتراف مقتدى بهزيمته وعدم جدوى الاستمرار بالتمسك بتشكيلات جيش المهدي التي باتت تشكل عبئا كبيرا عليه ,بعد ان تحولت في الاونة الاخيرة الى عصابات للسلب والنهب والسطو المسلح والاعتداء على المواطنين مما جعل شعبية مقتدى والتيار تتاكل الى حد كبير ,فضلا عن الصراع الكبير والحاد والذي نشب بين مجاميعه المسلحة في العديد من احياء العاصمة بغداد التي كانت خاضعة لهيمنة ونفوذ هذه العصابات المسلحة بشان تقاسم اموال الخاوات والاتاوات التي كانت تحصل عليها من المحلات التجارية في هذه المناطق ,
حيث كثيرا ما كانت تندلع اشتباكات عنيفة وعمليات اغتيال متبادلة بين هذه المجاميع بشان الايرادات .ولم تفلح جهود مقتدى في الحد من هذه النزاعات بالرغم من الاوامر العديدة التي اصدرها بشان وضع حد لهذه النزاعات والاشتباكات المسلحة وانهائها .كذلك فان فشل عناصر جيش المهدي في المعارك الاخيرة التي شهدتها مدينة الثورة ومحافظة البصرة على اثر العمليات الامنية التي نفذتها الحكومة في هذه المناطق قد ضعضعت وضع جيش المهدي الذي فقدت عناصره قابلياتها القتالية وبشكل كبير وشعورها بالهزيمة وعدم قدرتها على مواجهة القوات الحكومية مما دعاها الى الانسحاب والتواري عن الانظار .
ناهيك عن ان الكثير من القيادات المهمة في جيش المهدي قد هربت خارج لعراق نمنذ مدة طويلة مما ترك فراغا قياديل كبيرا بالنسبة لجيش المهدي لم يكن تعويضه بالامر السهل ,,خاصة وان قيادات جيش المهدي التي حلت محلها كانت غير قادرة على ملء الفراغ مما جعل جيش المهدي يغرق ويهتهاوى بسهولة على عكس ما كان يتوقعه مقتدى الذي كان يراهن على صمود هذه العناصر وقدرتها على المواجهة من اجل فرض شروطه وهيمنته على الساحة السياسية في البلاد .وهذه الاسباب والدوافع ليست وحدها كافية لتبرير قرار الحل فمن المؤكد ايضا ان مقتدى قد اراد المناورة وابعاد عناصر جيش المهدي عن الانظار والملاحقة على اثر الضغوطات الكبيرة التي تعرضوا لها في الاونة الاخيرة وعدم قدرتهم على الافلات ووقوع اعداد كبيرة منهم في قبضة الاجهزة الامنية .مما جعل مقتدى يفكر بوسيلة لصرف الانظار عنهم وعدم قيام الاجهزة بملاحقتهم فكان قراره هذا بالاعلان عن حل جيش المهدي والقاء السلاح .ومن المؤكد ايضا ان قرار الحل هذا هو مجرد قرار ظاهري وان عناصر وقيادات جيش المهدي ستبقى موجودة وفي ايديها السلاح لحين عودتها لاحقا في الوقت الذي تراه مناسبا وهي خطة اشبه بخطة صدام للتخلص من ضغوط المجتمع الدولي للتخلص من اسلحة الدمار الشامل التي كانت موجودة لديه من خلال اعلانه في وسائل الاعلام عن تخلصه منها في الوقت الذي كان يحتفظ فيه بالمعدات والعلماء لديه .من المؤكد وليس بعيدا عن اذهان مقتدى ومعاونيه تلك الخطة من خلال الاعلان عن تفكيك وحل جيش المهدي في الوقت الذي يتم فيه تشكيل خلايا سرية مسلحة تحتفظ باسلحتها وجاهزة للعمل في وقت من اجل تخفيف الضغط عليها ولاشعال الحرائق والدخان في وجوه الجميع .
ومما لاشك فيه ان قرار الحل هو في الواقع مناورة اكثر منها امرا واقعيا من اجل جس نبض الجميع ومحاولة للعودة الى قلب المسشهد من جديد ,حيث ان مقتدى قد رفض في وقت سابق الاعلان عن حل تشكيلات جيش المهدي بعدما طلب منه المجليس السياسي للامن الوطني كشرط للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات فما الذي تغير الان .
من المؤكد ان شعور مقتدى بالضعف وتاكل رصيده وشعبيته لدى الشارع العراقي عوامل ما زالت تقلق مقتدى ومن هنا اخذ يضع الخطط لترميم هذه الخسائر وتعويضها من جديد ولكن عبثا فالجرائم التي ارتكبها جيش المهدي والتجاوزات السابقة امور قوضت مكانة جيش المهدي وزادت من نقمة وسخط الجماهير وابناء الشعب العراقي عليه وترحيبهم الحار وفرحتهم الكبيرة بزواله وهزيمته .
https://telegram.me/buratha