بقلم:كامل محمد الاحمد
كشفت ازمة كركوك الاخيرة عن حقائق مؤلمة، لم تكن في اوقات سابقة ظاهرة لعموم الناس. وكان يوم الثاني والعشرين من شهر تموز الماضي يوما تاريخيا في المفهوم السلبي وليس الايجابي لانه شهد التقاء مكونات وعناوين سياسية لاتجمعها الشعارات ولكن تجمعها السلوكيات والممارسات السلبية والخاطئة.
وقد يكون امرا طبيعيا بالنسبة لمعظم العراقيين حينما يرون ان ازلام البعث البائد الذين اتاحت لهم الظروف ان يشغلوا مواقع في الحكومة او البرلمان او المؤسسات الامنية والعسكرية وغيرها ان يتصرفوا بنفس العقليات القديمة ويحاولوا دائما وضع العصي في الدواليب لاعادة عجلة التأريخ الى الوراء، فهم لم يسعوا لتبوأ المواقع في العراق الجديد لكي يخدموا بصدق واخلاص ابناء هذا البلد، وانما لاجل تنفيذ وتمرير مشاريع وخطط سيئة تحاك من قبل دوائر خارجية.
وطيلة السنوات الخمس الماضية ما فتأ ايتام النظام البعثي الصدامي المقبور يجربون كل الاساليب والوسائل لتخريب كل شيء، فلم يتركوا بابا من ابواب السوء والتامر الا وطرقوه، ولم يتركوا طرفا لايريد الخير للعراق الا ومدوا ايديهم اليه، فهم مع منظمة خلق الايرانية مادامت تعمل ضد العراقيين، وهم مع المخابرات السعودية والسورية والاسرائيلية والاردنية والليبية وغيرها مادامت تضخ الاموال والاسلحة وترسل الارهابيين الى العراق ليقتلوا العراقيين ويكملوا مسيرة صدام الدموية الاجرامية، وهم مع مافيات الفساد الاداري والمالي وسرقة النفط وتدمير البنى التحتية.
وصالح المطلك وخلف العليان وظافر العاني ومحمد الدايني وقبل ذلك مشعان الجبوري وعبد الناصر الجنابي وايهم السامرائي وامثالهم نماذج صارخة لايتام النظام البعثي المقبور، وهم لايمكنهم ان يغطوا على حقيقتهم مهما رفعوا من شعارات جذابة، ومهما تشدقوا بمفاهيم الديمقراطية. وليست قليلة الوثائق التي تثبت ان كل مواقفهم التخريبية وتوجهاتهم السلبية مدفوعة الثمن من الدوائر الخارجية، وسوف نعرض مستقبلا بعضا من تلك الوثائق ليعرف من لايعرف حتى الان حقيقة هؤلاء.
من اين يأتوا بالاموال ليقيموا اسابيع واشهرا في فنادق الخمس نجوم بعمان والقاهرة وعواصم عربية واوربية مختلفة، وينظموا المؤتمرات ويتبجحوا بدعمهم ومساندتهم لما يسمى بالمقاومة التي تقتل وتفتك بالعراقيين الابرياء سنة كانوا ام شيعة، عربا كانوا ام كردا ام تركمانا ام اشورييين، مسلمين كانوا ام مسيحيين. والمواقف التي اتخذوها من قانون انتخابات مجالس المحافظات وقضية كركوك كانت هي الاخرى مدفوعة الثمن، ولكن هل الذين تحالفوا مع البعثيين وساندوهم مثل التيار الصدري وحزب الفضيلة وحزب الدعوة /تنظيم العراق، وجماعة ابراهيم الجعفري زعيم تيار الاصلاح الوطني الذي انقلب على حزب الدعوة، واستولى على معظم مقراته ومكاتبه في مختلف مناطق العراق، قبضوا ثمن مواقفهم تلك ام انهم ركبوا الموجة وقدموا خدمات مجانية لايتام النظام البعثي المقبور دون ان يدركوا خطورة ما اقدموا عليه.ويقول الشاعر اذا كنت لاتدري فتلك مصيبة واذا كنت تدري فالمصيبة اعظموهذا ما ينطبق على من وقفوا بصف البعثيين وساندوهم.والمفارقة انهم يعتبرون انفسهم من ضحايا البعث البائد!.
https://telegram.me/buratha