بقلم:(علي الملا).
الكل يعرف ان جميع المقاتلات الحربية تكون مقاعد الطيارين فيها قابلة للقذف في الهواء من خلال حشوة صاروخية مثبتة في اسفلها اضافة الى المظلة حيث تكون وسيلة النجاة للطيار في حالة تعرض طائرته للسقوط مما يضمن سلامته وهبوطه بشكل آمن على الارض اضافة الى بعض التجهيزات الاخرى التي تؤمن له الاتصال بالقاعدة وانتشاله من خلف خطوط العدو لان الطيار اهم وأغلى من الطائرة ، ولكن هذه التقنية لم يشأ صانعوا الطائرات المدنية التي تنقل الركاب ان يوفروها للطيارين المدنيين فلا تجد اي طائرة لنقل الركاب مهما كان حجمها او طرازها تحتوي قمرة القيادة فيها على تجهيزات الهبوط المظلي للطيارين وليس ذلك عجزا من الشركات المصنعة أو تخفيضا لتكاليف التصنيع وانما هو قرار متخذ سلفا من قبل هيئات النقل الجوي العالمية والسبب في اتخاذ هكذا قرار هو ربط مصير الطيار بمصير الركاب وعدم اعطاء فرصة له للتفكير بالهروب من الطائرة في الحالات التي تتعرض فيها الى اي عطل او خلل , ولكي يبقى الطيار يناضل من اجل ايصالها الى أقرب مطار سالمة بجميع من على متنها فاذا نجو نجا واذا ماتوا مات معهم ‘ وهنا ( بيت القصيد ) فالعراق في الوقت الراهن يحلق بأهله على ارتفاع شاهق والقادة فيه هم الطيارون الذين يقودونه فوق سحب المؤامرت الكثيفة وعواصف الخيانات الرعدية المتلاحقة والكثير منهم يرتدون المظلات تحسبا لأي طاريء حتى يهبطوا بسلام ويتركون العراق وشعبه ينحدر الى مصير مجهول بل ان البعض منهم يحملون مظلات احتياطية اضافة الى المظلة الاصلية زيادة في الامان وقد رأينا عدد منهم قد استخدموها عندما اختلسوا الاموال او سفكوا الدماء وفي اللحظة المناسبة هبطوا بسلام على الاراضي الامريكية او البريطانية او السورية او غيرها امثال حازم الشعلان وايهم السامرائي والقائمة تطول (والحمد لله على سلامتهم جميعا) .
ان هذه المظلات التي يجب سحبها من كل انسان يتولى منصب مدير عام فما فوق هي الجنسية الاخرى التي يحملها الى جانب جنسيته العراقية ومنهم من يحمل اكثر من واحدة مطمأنين على مصيرهم ومصير اولادهم اذا ما سقط العراق من علو شاهق وسيقفزون من قمرة القيادة بمجرد الشعور باي خطر حتى ولو كان الخطر غير قاتل , فاذا اردنا ان نربط مصير رجل الدولة بمصير العراق وجعله يناضل حتى الرمق الأخير من اجل انقاذ البلد فعلينا ان نشترط عليه التنازل عن اي جنسية اخرى غير الجنسية العراقية وعندها يتسلم مهام عمله واذا رفض التنازل فهذا أول مؤشر واضح على انه أول المنهزمين عند الازمات الصعبة والمنعطفات الحرجة (يعني حاسب حسابه)، فلو كان مخلصا لوطنه ومستعدا للتضحية من اجله لتنازل عن جنسيته الاخرى (مظلة الهبوط ) . واذا لم يضحي بتلك الجنسية من اجل بلده ( معقولة يضحي بحايته) ؟!!!.
ان العراق في الظرف الراهن يحتاج الى قادة فدائيين ليس في حسابهم الا النصر او الشهادة ولن يعبر الى شاطيء الامان ولن يعرف شعبه الاستقرار مادام فيه ( ساسة مظليون) .
https://telegram.me/buratha