بقلم : سامي جواد كاظم
هنالك قوى شغلت الساحة العراقية على المستوى السياسي والميداني بين السلبية والايجابية ولعل الكثير منها نستطيع دراسة ممارساته السياسية والميدانية من اعمال ارهابية تلك التي تمارسها بعض الكتل السياسية بغطاء بات مكشوفا الان بعد ما هبت عاصفة القوات الامنية العراقية فمنهم من هرب ومنهم من وقع بيد العدالة ومنهم من ينتظر ونجدهم يتربصون الفرصة التي تسنح لهم حتى يهربوا .
الاكثر اشكالية في الساحة العراقية هو التيار الصدري ومسلحيه وذلك لاتفاق مذهبه مع الحكومة وصدور افعال تتفق والمسلحين وبغض النظر اذا كان المسلح صدري او مندس فيهم ، ومع هذه الاشكاليات تظهر اشكاليات تصريحات مقتدى . منذ الوهلة الاولى لظهور مقتدى كمؤثر على الساحة العراقية لم يتفق له تصريحان لمسالة واحدة وشاهدنا ما حصلنا عليه لاخر تصريح له والذي يتناقض مع تصريحه قبل ايام وهو استحداث مصطلحي المقاومة المتخصصة والجهاد الثقافي ولا اعلم هل هذه الخطوة تم دراستها قبل التصريح بها ام انها عشوائية ام نسبت اليه ؟!!.
وهنا لست بصدد فرز الاعمال المسلحة التي اقدم عليها التيار الصدري والتي كانت نتائج الاغلب منها سلبي على البقعة الجغرافية التي تحدث فيها ازمة احد اطرافها التيار الصدري . بالامس اعتقد التيار ان الوحدة بين السنة والشيعة تكون بالاتفاق مع الضاري ولكنه متاخرا عرف الخطأ الذي وقع فيه من خلال مطالبة الصدر للضاري ان يصدر فتوى يامر فيها بحرمة الدم العراقي فلم يلتفت اليها الضاري بعد ما كان يتباكى عليه الضاري في ازمة النجف وظهرت الشعارات الجوفاء التي تجعل من الكوفة والفلوجة قلعة ( الجهاد )
اليوم بعد ان اتضحت الصورة اكثر امام العراقيين واعتقد ان بداية المنحدر الذي انحدر منه التيار الصدري ابتدأ من احداثالنصف من شعبان للعام الماضي في كربلاء ، ومع هذه الاحداث اصبحت الحكومة امام حالة جديدة فالتيار الصدري الشيعي يتصرف تصرفات لا تتفق وسياسة الائتلاف السياسية والنتيجة ادت الى انسحاب التيار من الائتلاف وحال الانسحاب هنالك كتل وعلى نفس الشاكلة تحرك احدهم باتجاه الاخر لتشكيل كتلة ودائما هذه المشاورات تبوء بالفشل .
وبعد صولة الفرسان في البصرة واعقبها الديوانية والعمار والناصرية ومكوث مقتدى خارج العراق بدات تظهر عدة تصريحات من الصدر تحمل بين طياتها الاستغراب والشذوذ ، وهنا وسائل الاعلام السيئة الصيت تستغل هكذا تصريحات وتقتطع المفيد منها والمتفق مع نهجها واغلب التصريح هو كذلك .بالامس صرح مقتدى بخصوص حصر السلاح بيد مقاومين متخصصين مع اعلان الجهاد الثقافي مع التنديد بالاتفاقية الامنية المزمع عقدها بين الجانبين العراقي والامريكي ، هنا جريدة الشرق الاوسط والوطن وقناة الرافدين ومن هو على شاكلتهم خصصوا مانشيتات وبالخط العريض تحت عنوان الصدر يدعو الى المقاومة المتخصصة .
وجاء هذا التصريح من غير مناسبة بل الاعتقا د انه بعد غفوة ولكن الاعتقاد الاكثر هو لاثبات الحضور ومع هذا التصريح ظهرت ردود الافعال المستنكرة له . اليوم جاء خبر على النقيض من ذلك التصريح لمقتدى طبعا وتاكيد هذا الخبر ياتي من الناطق باسمه صلاح العبيدي والجهة التي اشارت لهذا التصريح هي صحيفة "وول ستريت جورنال" ولو عمل حقا التيار الصدري بمحتوى الكتيب الموجه اليهم من قبل قائدهم يكون قد صحا وان جاءت متاخرة بل لا زال هنالك مجال للتوبة .
تقول الصحيفة انها حصلت على كتيب خاص بالتيار الصدري يشدد على أن جيش المهدي أخذ يسترشد الآن بالقيم الروحانية الشيعية بدلاً من القتال ضد الأمريكيين، وأن التيار سيركز على التعليم والدين والعدالة الاجتماعية.وكما اسلفت يكون العبيدي هو الموثق لهذا التصريح عندما قال لم يعد مسموحاً لأعضاء التيار استخدام السلاح على الإطلاق ، اذن الغي مصطلح المقاومة المتخصصة . الا ان الطامة الكبرى هنا وفي هذه الفقرة التي جاءت ضمن الكتيب الذي اكد صحته العبيدي حيث جاء فيها (أن جيش المهدي سيتبع منهجاً جديداً يحمل اسم "الممهدون"، أي أولئك الذين يمهدون الطريق لعودة المهدي المنتظر ).
من هذه الفقرة نستشف اعتبار عدم علاقة الزركة واليماني بالتيار الصدري هذا من جانب وهنالك جانب اخر ظهر من بعض المفسدين القائلين هو اكثار الفساد في الارض حتى تزداد جورا وظلما وهذا بالتالي يعجل من ظهور صاحب الزمان واتمنى ان لا تكون هنالك علاقة مع التيار الصدري بهذا المنحى .اذن كيف يكونون ممهدون للمهدي ؟ هنا السؤال الحائر والاجابة التائه ، ومن هذا السؤال تكون هنالك تكهنات تبنى على الماضي والاحداث والازمات التي كان احد اطرافها التيار الصدري ؟ فالعاملون على التمهيد للمهدي لا يعلنون عن عملهم وتكون اثار اعمالهم ايجابية وسط المجتمع العاملين فيه كما وانه لا علامات صحيحة ومعتد بها تؤكد شكل الممهدين واكثر الذين ادعوها هم من الدجلة والتاريخ اثبت ذلك ، وعليه نبقى في ترقب وحذر على كيفية التمهيد للمهدي من قيبل التيار الصدري ؟
https://telegram.me/buratha