(بقلم : علي الملا ).
مروان بن الحكم ليس رجلا مات من قرون خلت وانما هو شيطان يعيش في مختلف العصور والبلدان والملفت للنظر هو حضوره المميز والمؤثر في الساحة العراقية بعد سقوط النظام اضافة الى تعدد الصور التي ظهر بها وتنوع الشخصيات التي جسدها في السنوات الخمس الأخيرة وكان (وبلا حسد) لولباً للفتن الطائفية ومركزا للدوامات والزوابع السياسية وهذا ليس بالغريب عن مروان بن الحكم ولكن الغريب هو تعلقه اللافت باللون الأسود الذي طغى على زي الشخصيات التي تقمصها في هذه الفترة القياسية من الزمن .
فعماته كانت سوداء كسواد قلبه قتل بسسبها الرجال وترملت النساء ويتم الأطفال وهدمت مدن وهجرت مئات العوائل من الشيعة قبل السنة , والعجيب انه يظهر في ذات الوقت مرتديا سدارة سوداء وهو يرتعد فرقا على (دينه !؟!؟) مخلفا نارا لايعلم مخاطرها وآثارها الا الله وعندما سالت الدماء وتناثرت الأشلاء هدأت رعشة الغيرة على (دينه !؟!؟) ولا ادري اذا كان قد قرا قصيدة احمد شوقي حيث يقول في آخرها ( مخطيء من ظن يوما ... أن للثعلب دينا ). وعلى كل حال فما بين عمامة مروان وسدارته حصل العجب العجاب ورغم اختلاف زيه في كلا الشخصيتين الا ان أتباع العمامة واتباع السدارة كانوا يرتدون زيا موحدا ( اسود في اسود ) ويحملون ذات السلاح ويسيرون على نفس المبدأ ( اين ما أصابت فتح ) وبرغم كل الفشل الذي باء به واتباعه المروانيون في ساحات المواجهة الا انهم لم ييئسوا ولم تفتر عزيمتهم فاصبح مروان ممثلا للشعب في البرلمان بزيه الأول والثاني لانه عرف اللعبة جيدا عندما كان في الجاهلية واراد ان يهدم صرح الاسلام مع اقرانه الامويين ووجدوا سيف علي لهم بالمرصاد ولما يئسوا من النصر قبلوا بالهزيمة ودخلوا الاسلام لا ليؤمنوا وانما لينخروا في جسد الدين الحنيف كالأرضة التي عيرهم بها حمزة بن عبد المطلب يوم أكلت صحيفتهم المعلقة على الكعبة فاستوعب مرون الدرس وجلس تحت قبة البرلمان لينخر في جسد السياسة العراقية الجديدة المبنية على الحق ويفعل كما فعل في الاسلام فجعله مذاهب وفرق والدليل على هذا القول أفعاله الشاذة وعرقلته لكل قرار يدفع بالعراق الى الأمام فيضع العصا في عجلة العملية السياسية فمرة ينسحب ومرة يعارض ولا اريد استعراض كل المواقف والشواهد على تصرفاته ولكنني ساكتفي بآخر موقف له والذي تمثل بعرقلته التصويت على قانون انتخاب مجالس المحافظات فهو لم يعارض من باب الحرص او المصلحة للاكراد اوللشيعة اوللسنة أولاي طرف من الأطراف في العراق وانما هي فرصة يجب ان يستغلها لزعزعة البناء السياسي العراقي واحداث الصدوع فيه لايجاد الثغرات التي يمكن فيها وضع اصابع الديناميت (المروانية) ونسف كل شيء اسمه عملية سياسية وديمقراطية في العراق لأن صناديق الأقتراع لا يمكن ان تسمح في الانتخابات القادمة لمروان بن الحكم ان يكون جزءا من الخريطة السياسية في العراق فلا الشيعة تنتخب مروان ذو العمامة ولا السنة ستنتخب مروان ذو السدارة ولكي لا اكون مجحفا فاقول ان معه الحق ان يحاول مرات ومرات لانه يصارع من اجل البقاء فنهايته السياسية هي لفٌ لحبل المشنقة على رقبته التي أثقلت بالخطايا وهنا اصبح لديه دافعان لهذا السلوك الشاذ , الدافع الأول هو سبب وجوده تحت قبة البرلمان والمتمثل باجهاض العراق الجديد بكل تحولاته وتفاصيله والدافع الثاني هو الحفاظ على حياته ودفاعا عن نفسه التي ستزهقها يد العدالة قصاصا لكل قطرة دم سالت على ارض العراق وكان هو من يقف وراء سافكيها وهذا ما سيحصل في المستقبل القريب وسنسمع عمامته وسدارته تندبانه بدمع غزير وصوت حزين ( واضيعتنا بعدك ).
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)