( بقلم:محمد التميمي )
ربما كان اصعب شيء على المرء في معظم الاحيان هو الرد على الادعاءات والاكاذيب والتخرصات والشتائم والسباب.. وتمكن الصعوبة هنا، هو انه ينبغي عليك ان تنحدر الى مستوى ضحل وسيء يوازي مستوى اصحاب الادعاءات والاكاذيب والتخرصات ومطلقي الشتائم والسباب، فلا منطق لهؤلاء ولاحجج ولا ادلة ولا براهين على ما يسوقونه من اقوال.
والحملة الاخيرة على ال الحكيم ، وخصوصا السيد عبد العزيز الحكيم، والسيد عمار الحكيم لاتخرج من هذا السياق، وهي جزء من حملة جند لها الانتهازيين والوصوليين والموتورين تستهدف المرجعيات الدينية، والشخصيات الوطنية والدينية المخلصة والشريفة. ويدرك اللبيب مغزى توقيت مثل تلك الحملات. فحينما تبرز على سطح الاحداث ازمة سياسية ما، مثل ازمة كركوك، تبرز اهمية ومحورية السيد عبد العزيز الحكيم، وهذا ما حصل بالضبط، فليس غريبا ان يكون مكتبه نقطة تجمع والتقاء للفرقاء السياسيين ويكون هو حلقة الربط والتواصل فيما بينهم، وليس من وراء ذلك هدف سوى تجنيب البلاد مزيدا من المشاكل والازمات، وعدم اتاحة الفرصة لبقايا العهد المباد ان يركبوا موجات الازمات السياسية، ويعيدوا عجلة التأريخ الى الوراء.
هل كان امرا اعتباطا وعفويا وتلقائيا ان تتزامن الحملة على السيد عبد العزيز الحكيم مع الدور الايجابي الذي لعبه لاحتواء ازمة كركوك وردم الهوة بين العرب والاكراد والتركمان من ابناء الوطن الواحد، الذين لم يجتمعوا ويلتقوا جميعهم الا في مكتب الحكيم؟. وحينما يكون هناك تحرك سياسي ايجابي خارجي، مثل الجولة العربية للسيد عمار الحكيم التي شملت مصر وسوريا، تنطلق الاصوات النشار، والاقلام المأجورة، لتنفث سمومها وتنفس عن بعض من حقدها.
ما انجزه السيد عمار الحكيم اهم واكبر بكثير مما انجزه سياسيون اخرون، الا يساهم فتح ابواب ومنافذ مع الاشقاء العرب في تحقيق ومكاسب سياسية واقتصادية وامنية للعراق والعراقيين؟. والا يساهم توضيح الواقع العراقي للاشقاء العرب بطريقة شفافة وصريحة وواضحة وهادئة، في اعادة حساباتهم واعادة النظر في مواقفهم، ومن ثم مراجعة مسيرة تعاملهم مع العراق.
لو كان السيد عمار الحكيم في بغداد او النجف، وانتقد العرب وتحدث عن اخطائهم وسلبياتهم حيال العراق، لقال هؤلاء النكرات والادعياء، انه يريد عزل العراق وابعاده عن محيطه العربي. وحينما ذهب الى القاهرة ودمشق وشرح ووضح لكبار السياسيين ورجال الدين الكثير من الحقائق وغير قناعاتهم وتصوراتهم لم يجد هؤلاء الموتورين مثل ايليا الربيعي وصباح البغدادي وجاسم الاسدي وخضير طارق وعقيل الازرق، ومن على شاكلتهم من وجدوا في موقع كتابات فضاءا يستوعب اكاذيبهم وتخرصاتهم وما تلفضه نفوسهم الضعيفة وتخطه اقلامهم الموتورة. لم يجد هؤلاء الا الحديث البائس والعقيم عن الانتماء الفارسي والصفوي وما الى ذلك من المصطلحات والمفردات والعبارات التي تعب اصحابها من ترديدها، واثروا الانزواء والصمت.
وفي محاولة لاعطاء اهمية، واظفاء جاذبية واثارة على اكاذيبهم وتخرصاتهم راحوا يتحدثون عن ارتباطات بالموساد واتجار بالمخدرات واستثمارات باهضة، من دون عرض دليل واحد على ذلك، مفترضين انهم يخاطبون اناس جهلة، غير مدركين ان محاولة استغلال الناس والضحك على الذقون بهذه الطريقة لم تعد مجدية، وترتد نتائجها على اصحابها.
من يجهل دور الامام محسن الحكيم في الدفاع عن المسلمين عموما والدفاع عن العراقيين، وفتواه حول دعم الشعب الفلسطيني، وحول حرمة مقاتلة الاكراد مصاديق حية على ذلك، لايمكن تجاهلها؟. ومن يجهل الدور التأريخي للسيد محمد باقر الحكيم في مقارعة نظام الظلم والاستبداد البعثي الصدامي، ولو لم يكن لباقر الحكيم دورا فاعلا ومؤثرا لما استهدفته عصابات البعث القاعدة؟.
ومن يجهل ما قام وما يقوم به السيد عبد العزيز الحكيم من دور في معالجة وحل ازمات سياسية عديدة على امتداد السنوات الخمس الماضية والعمل على التقريب بين المكونات السياسية المتنوعة؟. وكذلك السيد عمار الحكيم، فهو وبالرغم من الفترة الزمنية غير الطويلة التي قضاها في العمل السياسي الفعلي، فقد ترك اثارا وبصمات ايجابية واضحة على الوضع السياسي، ولم يكن دوره قليلا في دفع الامور بأتجاهات صحيحة.
وواضح جدا لماذا يريد البعض ان يصور تحركه السياسي الخارجي على اطراف عربية بطريقة سلبية؟. وواضح جدا ايضا لماذا هذه الحملة السيئة عليه في هذا الوقت بالذات، ومثلما يقال ان الشجر المثمر هو الذي يرمى بالحجر.
6/اب/2008م4/شعبان/1429هـ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)