بقلم: باسم العوادي
آخر ما تفتقت عنه العقليات الاجرامية لشراذم البعث وعصابات التكفير والجماعات المسلحة الطائفية في المنطقة الغربية هو امتهان كرامة المرأة العراقية هناك وتحويلها من مصدر عطاء للحياة الى مصدر تدمير وتفجير بعدما تراجعت تجاربهم السابقة في تحويل احبتنا من ابناء المنطقة الغربية الى دروع بشرية يتترسون بها بدعوى القومية والجهاد ومقاومة المحتل لينكشف الامر المرعب بعدئذ فما قتلته الجماعات البعثية والتكفيرية من شباب السنة ورجالهم يفوق مرتين ممن قتولهم من الشيعة بدعوى التكفير والعمالة للمحتل.
المصادر الغربية والعراقية حول التفجيرات الانتحارية التي نفذتها نساء في العراق كانت كالتالي :
عام 2003 = 3 انتحاريات عام 2004 = 0عام 2005 = 7 انتحارياتعام 2006 = 4 انتحارياتعام 2007 = 8 انتحاريات عام 2008 = 24 انتحارية ، ولا زال أمامنا أربعة اشهر اخرى لانقضاء هذه السنة ، ويستثنى أمرأة واحده تحمل الجنسية البلجيكية فجرت نفسها في العراق وامكن التعرف على هويتها .( المصدر صحيفة ذا تايمز / الأربعاء 30/07 ، صفحة رقم 32 ، بقلم ديبورا هاينز )
وبهذا يكون المجموع 46 عملية انتحارية بواسطة نساء لا يعلم فيما اذا كن فعلن هن من ضغطن على زر التفجير وبقناعة أم العمل كان يتم بواسطة التفجير عن بعد مما يعني بأنهن كن عبارة عن ادواة تفجير يستخدمها شراذم البعث والتكفير والأرهاب والطائفة.
وعلى المحصنات جر الذيول:
من المسؤول عن هذه الحوادث التي تسود وجه التاريخ ، قديما وحديثا كان للمسلمين وللعرب ضوابط شديدة جدا في جر المرأة للقتال العام ناهيك عن التمترس بها بل الأعجب والأغرب تحويلها الى اداة قتل وهي أداة رحمه وحب وعطف وهي من المصادر الواهبة للحياة بعد الباري عزوجل. إسلاميا ولكم في رسول الله أسوة حسنة لم ينقل لنا التاريخ ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم نساء الى القتال الهجمومي او الدفاعي باستثناء حادثة أم عمارة رضي الله عنها في معركة أحد ولهذه الحادثة خصوصيتها باعتبارها كانت متعلقة بحياة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلى هذا النهج سار آئمة أهل البيت عليهم السلام والصحابة المتجبيين هذا ما هو معلوم وما شذ عن ذلك فهو خروج عن المألوف من قبيل قيادة عائشة زوج الرسول رضي الله عتها بقيادة جيوش الجمل وهي بالمحصلة حادثة انتقدها الشيعة وغض السنة الطرف عن ذكرها والحديث عنها ، ولذلك ما زال المسلمون والعرب يريددون البيت الشعري الشهير :
كتب القتل والقتال علينا ........ وعلى المحصنات جر الذيول
ثم ما هو معنى تسخير النساء للموت والقتل والأرهاب ، هل المعنى ان الرجل العراقي جبان فيجب على المرأة العراقية ان تمارس دوره الرجولي والذكوري ؟؟؟أم المعنى ان المرأة العراقية أمية وجاهلة فيمكن استغلالها بهذه السهولة التي بدأت تجلب انتباه العالم بأجمعة ؟؟؟!!!أم المعنى ان عصابات العبث وغلمان التكفير وشراذم الطائفية لايقيمون وزنا لا للرجل العراقي ولا للمرأة العراقية والأثنين عندهم عبارة عن مشاريع للموت والدمار والخراب ؟؟؟؟
من هو المسؤول:
وأمام هذه الحقيقية التأريخية البديهية من هو المسؤول بالفعل او بالقوة عن تحويل المرأة العراقية الى تكوين يعاكس تماما ما اراده الله سبحانه وتعالى من خلقها كوعاء لايجاد الممكن الوجود ؟؟؟ من هو المسؤول عن تحويل المرأة العراقية من كيان لعطاء الحياة الى كيان لقتل الحياة ؟؟؟كلنا مسؤولون فيما اذا لم نتخذ موقفا حاسما أمام هذا الاستهتار الذي وصل في العراق حد لايمكن السكوت عنه ، ويبقى المسؤول الأول هو بقايا البعث ، نعم ، ومن غير البعث وشراذمه وذؤبانه والكل يعلم وبالبداهة عندما يسمع عن مثل هكذا أمور انه لايقدم على مثل هذه الأفعال النكراء غير البعثيين الصداميين الذي زجوا بالمرأة العراقية في صلب الحروب الدمومية التي خاضوها ، ومعهم صعاليك التكفير وغلمان الطائفية وما يفعله هولاء بالمرأة العربية عامة والخليجية خاصة حاليا آمر واضح كرابعة الشمس في النهار.
المسؤول كذلك عن ذلك هم أولئك الذين فتلوا شواربهم وأعقفوا عِقالهم واصحاب اللحى والأربطة الحريرية حول قضية صابرين الجنابي المفبركه وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها وهم يتحدثون عن الشرف والغيرة والرجولة الإسلامية والعربية التي انتهكت فيما يلوذون اليوم بالصمت ، وحرمة وكرامة المرأة العراقية وبالخصوص في المنطقة الغربية تنتهك بأبشع صورها من قبل من يعلمونهم جيدا ، المسؤولية الكبرى ملقاة على عاتق جبهة التوافق باعتبارها الممثل السياسي للطائفية السنية الكريمة في العراق و هي المسؤولة عن الحكومات المحلية ومجالس المحافظات في المنطقة الغربية التي يتوجب عليها ان تبذل المزيد من الجهود من اجل ايقاف ماكينة أرعاب العراقيين والعالم بالمرأة العراقية السنية ، بل أمتد الأمر الى اكثر من ذلك حيث تحدثت اليوم صحيفة ذا كارديان البريطانية 03/08 عن تهديدات جدية رصدتها اجهزة المخابرات الأوربية عن مجاميع نسائية مسلمة يعد الآن لاستخدامها في تفجيرات كبرى في بعض العواصم الأوربية ، فلم يكفي أن يتحول المسلم والعربي الى وحش كاسر عندما يحل باي مكان خاص ، الآن ستتحول المرأة المسلمة كذلك لكي تكتمل فصول المسرحية الخوارجية ا لتكفيرية.
الحكومة العراقية تتحمل جزءا من المسؤولية كذلك حيث يتوجب عليها ان تبارد و فورا الى حملة وطنية لتوعية المرأة العراقية والتركيز على الموضوع اعلاميا و التنسيق مع الكتل البرلمانية المؤثرة في مناطقها لبدء برنامج شامل لابعاد المرأة العراقية عامة والسنية خاصة عن مصادر التهديد .
والأسوأ والأنكل:
هي اساليب تجنيد تلك النسوة فالتقارير الخاصة تتحدث عن اساليب شيطانية قذرة لايمكن ان يتفتق عنها اي عقل انساني يمتلك ذرة من إحساس أو ضمير ناهيك عن كونه مسلما او عربيا يدعي الشهامة والرجولة ، تقول التقارير ان جزء ممن قمن بعمليات انتحارية تعرضن للتهديد بقتل الابناء او الازواج وقد قتل لبعضهم بعض افراد الأسرة ويهددن فيما اذا لم يقمن بالتفجيرات الانتحارية سيقتل باقي افراد الاسرة مما يعني انهم يضربون على وتر العاطفة الحساسة للمرأة واستعدادها للتضحية من اجل اسرتها وأولادها ، والبعض تحدث عن قيام بعض العصابات ا لمسلحة بتزويج افرادهم من بنات يسعون بعد فترة الى دفع فرد آخر للاعتداء عليها من نفس العصابة ويفبركون مسرحية معرفة الزوج بقصة الخيانة الزوجية ثم يخيرونها بين القتل شرفا وتلويث سمعة عائلتها وعشيرتها أو التوبة الى الباري من الزنا بالقيام ـ بعملية استشهادية ضد المحتل او اعوانه ـ حيث سيغفر الله لها ذنبها وسيدخلها الجنة وستحافظ من خلال ذلك على سمعتها وسمعة اهلها وعشيرتها ، وهو لعمري فخ محكم لايصدر إلا عن عقليات بعثية يعلم كل العراقيون انهم استخدموا مثلها خلال سنوات حكمهم العجاف ، وفيما اذا اضيف للعقليات البعثية عقليات التكفير والطائفية فستكون النتيجة التي هي امامكم اعلاه .
البصرةعلى الخط :
وقبل الختام لابد ان نمر على افعال المتأسلمين ادعياء التدين وما فعلوه بالمرأة الشيعية في مدينة البصرة من قتل وذبح وحرق بدعوى الزنا بدون شهود وقضاة ومحاكمات ، وكل مسلم بسيط الثقافة يعلم ان الشارع المقدس قد وضع للزنا عقوبات قاسية وضوابط اقسى ، فأما العقوبة فهي الرجم ، ولكن الشرط وهو اربعة شهود عدول يشهدون بأنهم رأوا ان الميل قد دخل بالمكحل ، وهذا ما لا يتأتى لاي احد ، حتى قال بعض الفقهاء انها اشبة بعقوبة موقوفة ، والفتاوى الفقهية تقول لو شهد ثلاثة بانهم رأوا الميل بالمكحل وقال الرابع شاهدت الزنا ولم اشاهد ذلك ، لحكم على الأربعة بالتعزير جلدا بدعوى شهادة الزور ضد المرأة !!!!
فكيف تسنى لجماعات التخلف بان تقتل امراة مسلمة بدعوة قال فلان ، وشاهد فلان ، وزنة فلانة ، لقد قتل المئات من النساء في البصرة خلال السنوات الماضية بمثل هذه الدعاوى التي لايمكن ان تنطلى على اي مسلم ، لكن الفارق بين الأثنين ان المرأة في البصرة كانت تقتل كالعادة ، أما في المنطقة الغربية فأنهم يقتلون بها ويقتلوها.
هكذا يمتهن ادعياء المقاومة وهي منهم براء كرامة المرأة المسلمة العراقية وقد حان الوقت للوقوف بوجه حملة تجنيد المرأة العراقية للقتل والأرهاب ، والمسؤولية مسؤولية الجميع بدون استثناء .
Basim_alawadi@yahoo.co.uk
https://telegram.me/buratha