بقلم: بديع السعيدي
المتتبع للامور التي تحدث هنا وهناك في العالم كله لوجدنا معظم الكوارث والحروب تقع على رؤوس الابرياء والفاعل يتلذذ بمشاهدة شلالات الدم الذي تنزفها الطبقات المعدومة والفقراء يظن بذلك بانه قام بفعل عظيم وهذه الامور كلها نابعة من الاحقاد الطائفية او احقاد قبلية او مذهبية بحيث يتربى الفاعل من الصغر عليها حتى اذا كبر كبرت معه هذه التصورات حتى وان ازدادت ثقافته او درجته العلمية فيما بعد –وهنالك امثلة عديدة الحروبات القبلية التي تحدث بين الحين والاخر ومن هم المسؤولون عليها انهم اناس ذو مكانة مرموقة بين الاوساط وبعضهم يمتلك ثقافة علمية ولكنه حاقد على طبقة معينة دون اخرى وهذا الحقد منبعه التغذية المستمرة منذ الصغر على كراهية هذه الفئة وغيرها –مثال اخر مسالة دارفور كل المتواجدين في دارفور هم من المسلمين فلماذا هذا الصراع الدموي الذي تشهده المنطقة ومن هو المسؤول على ذلك الجوب سيكون حتما انه الحقد المكتسب والمتوارث من جيل الى جيل ظهرت نوازعه الان وارشح انا مسالة التربية في البيت او في المدرسة لها الدور الاساسي بلعب هذه الادوارلان الاطفال عندما يتم تربيتهم على الكره لفئة معينة او قبيلة او طائفة سوف تبقى هذه الامور عالقة وراسخة في ذهنة ويعتبرها موروث تراثي وقيم لايمكن ان الاستغناء عنها وعندما ياتي اليوم الذي يسمح له بالانتقام والامور تكون مواتيه فانه يفعل المجازر ويقتل كل شئ تلوحه الايادي وبدون تردد وبذلك سيكون الضحية الاولى من قبل هذا الانتقام الاهوج هم الفقراء والبسطاء من الناس والذي لايملكون الوسائل المادية وغيرها للرحيل وترك المنطقة وبذلك يكونوا هم المنتقم منهم –فالذي يحدث بالعراق الان وجود موروث من الاحقاد ولو اننا نحاول ان نتكتم عليها ولكن العاطفة شئ والواقع شيئ اخرنعم هنالك حقد دفين تم توريثه من الاجداد الى الاحفاد فكلنا يعلم كلمة اشروكي انها كلمة عادية ولكن بها احقاد دفينه وتحمل بطياتها الانتقاص من ذلك الشخص او المجموعة او كلمة روافض تطلق دائما على اغلبية ابناء الشعب العراقي ولكن الذي يطلقها يطلقها وهو حامل غل وحقد استورثه من الاجداد على هذه الطائفة اوعلى غيرها –اتذكر مدرس التاريخ عند دراستي المتوسطية قال لنا كطلبة بانه كان مدرس في احد الثانويات بتكريت انذاك اي قبل ان ياتي البعث للحكم وانه قد شاهد الطلبة كلما يمر ينظرون اليه وبتعجب وبدهشة –يقول فقلت لهم مالحدث انني كلما امر عيونكم لاترفعونها عني فاجابني احدهم استاذ ما تزعل اذا قلت لك فقلت لا –فاجابني اننا نسمع من اهلنا ان الشيعي عنده ذيل واننا نحاول ان نكتشف الذيل الذي تملكه فقلت لهم لاحول ا لله ولا قوة الا بالله وفهمتهم الامر وضحكنا جميعا –تصوروا هذه الاحقاد من المسؤول عليها والتي تغذي العقول الم يكن البيت والمجتمع هما السبب بذلك –فاننا اليوم وفي هذه المرحلة بالذات نتطلع الى عراق موحد يسوده القانون ونبذ الاحقاد ولكن نشاهد بين الحين والاخر ياتي الينا من يريد ان يوصلنا الى نقطة الصفر من جديد وهو من الذين اشتركوا بالعملية السياسية لماذا لانه يستخدم الموروث الذي عنده ضد الطائفة المعينة بحيث انه لايستطيع ان يتخلى عنه فالتهجير والقتل الجماعي الذي يحدث اليوم هل هو وليدة الساعة ام انه له جذور راسخة في المجتمع وجدت لها ارض خصبة لتنمو وتظهر على الساحة –ولو دققنا في الامر وبالذي يحدث من ردات فعل حول هذه الاموروالقتل المستمروالذي يروح ضحيته الابرياء لا لشئ فعلوه سوى انهم ابرياء بينما نشاهد الفاعل والمحرض على ذلك لم يمسسه اي مكروه واذا استفحل الامر عليه مستقبلا سنراه يتخذ طريق اللجوء الى الخارج وسيلة للهروب بينما البسطاء وحدهم من يتلظى بالنار التي اوقدها وهرب وللاسف يعتبر نفسه قياديا ايضا وتستقبله الدول على اساس انه قيادي مخضرم كالذي نشاهده الان كيف يتم استقبال الضاري ومشعان الجبوري وغيرهم على اساس انهم سياسيون وقادة .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha