بقلم: كريم النوري
غياب التوازن الحقيقي في العهد البائد خلق كل هذه الاختلالات في الواقع العراقي واوجد نتوءات مشوهة مازالت تمثل العقدة الكبرى في اغلب الازمات العراقية.كل ما نعانيه ونقاسيه في واقعنا الجديد من مضاعفات جانبية وتداعيات سياسية كان من وراءها غياب هذا التوازن في توزيع السلطة والثروة وبناء المؤسسات الامنية والعسكرية وفق عقلية النظام السابق طائفياً وقومياً ومناطقياً.وقد استطاع قادة العراق الجديد بحذافتهم وحكمتهم العاليتين من تفريغ الشحنات التراكمية للعهد البائد ومنع انزلاق العراق الى ممارسات طائفية مماثلة للحقبة الماضية كردة فعل غير منضبطة للممارسات السابقة.تغييب أي مكون عن العراق الجديد اختلال بالواقع الجديد واستعارة للمنهج السابق وتبرير للظلم والقهر والقمع الذي مارسه النظام البائد في المرحلة الماضية.وعقدة كركوك واحدة من ابرز تراكمات الحقبة الماضية واخطاء الممارسات القاتلة للنظام البائد الذي كرس الظلم والاجرام الانتقام على اهم مكونات العراق كالشيعة والكرد.ولا ينبغي ان تشذ كركوك او تنفرد عن السرب العراقي في حل الازمات العاصفة التي مرت بها البلاد فان الحلول السياسية التوافقية حاضرة وهي الكفيلة بالتغلب على روح التعصب والتحزب والسجال والانفعال الذي تشهده البلاد.ازمة كركوك اثبتت بكل وضوح بان المحاصصة بمعناها التوازني والتوافقي هي الفهم السليم والحل الانسب وهي المعنى الاخر للمشاركة ولا نقصد المحاصصة الحزبية والطائفية وتغليب مصلحة الحزب والطائفة على مصالح الوطن.الحل التوافقي وانصاف بقية المكونات التي ترسم التنوع العراقي في كركوك هي الفرصة الكبيرة لانتزاع فتيل الازمات واطفاء روح العداء القومي والطائفي والديني.ولا ينبغي ان يكون الظلم القومي والطائفي السابق مبرراً لردود فعل مماثلة والتمدد اكثر من اللازم على حساب بقية المكونات كما لا نتمنى ان تكون التراكمات السابقة لتعبئة النظام السابق القومية منطلقاً لتعميق الحس القومي واقصاء بقية المكونات المهمة في كركوك.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha