بقلم: سليم الجصاني
لقد بات مصطلح العولمة من المصطلحات القديمة لإستبداله بثقافة القطب المنفرد فعوضاً عن عولمة المعالم صير إلى أمركته، ولا سيما بعد انفراد الولايات المتحدة بالقرار العالمي على أثر تغلبها على ندها الإتحاد السوفيتي المتأكل، ونظراً لما تملكه الولايات المتحدة من قوة عسكرية عظمى وماكنة إعلامية عمالقة تنتجها معامل هوليود (hollywood) صرنا أمام لون ثقافي جديد لا تاريخ له ولا تحكمه تراكمات حضارية، فثقافة المجتمع الأمريكي هي مزيج من تنوع بشري انسلخ من مجتمعاته ليتجمع بنَفَس ثقافي متحرر لا تحكمه ضوابط محددة، ثم تأتى لهذا المجتمع أن يمسك بكثير من مجسات الإنتاج الثقافي والتسويق الإعلامي لهذا الإنتاج ليعقب ذلك إرغام ثقافي يجيء تارةً عن طريق تعدد وتنوع الفضائيات والمقرؤات التي تصدر عن هذا البلد وتارة أخرى عن طريق القوة؛ لذا فالعالم اليوم هو اقرب منه إلى الأمركة منه إلى العولمة، وتعيش ثقافات الآخر حالة السقم وربما الاحتضار إذا ما نسيت هذا الأمر وإذا ما اتكأت على ضعف الأساسات المعرفية وهشاشة مقومات الديمومة، ولا غرابة في ذلك فالتأريخ يحدثنا عن هذه المسألة،وتدخل اللغة كمقومٍ رئيس وأساس متين في تشكيل الهوية الثقافية يجب مراعاتها والحفاظ عليها حتى لا تنسلخ في دواخل اللغات الأخرى فتضيع معالم الهوية وتتشوه وقتها صورة المشهد الثقافي، وتجارب الشعوب تشهد بما نذهب إليه، وليس ببعيد فقد فقدت بلدان افريقية كثيرة لغاتها وتبنت اللغة الفرنسية فضلاً عن بلدان كثير أخرى تلاشت لغاتها لتنمو بدلاً عنها اللغة الإنكليزية وغيرها من الشواهد كثير وغياب اللغة هنا يعني فقدان كثيرٍ من مقومات الهوية الثقافية للبلد فضلاً عن قبر التاريخ في مجازر الإنسلاخ. ومن هنا كان لنا أن ننتبه إلى اللغة العربية للدفاع عنها وعدم تركها تدافع عن نفسها بمقوماتها لوحدها في ظل معترك التجاذبات الإصطلاحية الناتج عن منافذ الإحتكاك الثقافي التي تكمن في: 1ـ شبكة الانترنت (internet): وما تزج به من مصطلحات مستوردة تعج بها أقلام المثقفين العرب وغيرهم والذي استبعدوا كثيراً من المفردات العربية بمفردات من غير العربية سيرًا على مواكبة الآخر ومن هذه المصطلحات السيسولوجيا والبستمولوجي والمرفولوجي والفنولوجي والثيمات والفونيم والمروفيم... وغيرها. 2ـ المحادثة عن طريق (chat): وهذا الجانب احسبه الأخطر على اللغة وذلك لأنه يستهوي نحوه عدداً كبيراً من الناس ولا سيما الشباب الذين يحاكون الآخرين في فعالهم السلوكية واللفظية وغيرها مما يحفل به هذا المنفذ: 3ـ القنوات الفضائية 4ـ الدراسات الجامعية 5ـ الاستيراد التجاري 6ـ التزاور السياحي وإن العناية بهذه الامور فحواها الوصول إلى :1ـ عدم الإبتعاد عن فهم النص القرآني . 2ـ التواصل مع التأريخ العلمي والثقافي. 3ـ عدم نسيان الهوية والإنجرار خلق الآخر.
وهذا الأمور يجب مراعاتها على الرغم من أن النص القرآني يعمل كمدافع ضد كل هجين يحاول الولوج إلى اللغة وكذلك وجود مفهوم دائرة الإحتجاج اللغوي التي تحفظ اللغة من أن تصاب بعلل صوتية وصرفية ونحوية واسلوبية ، فضوابط العربية الفصحى تعتمد على النطاق الزماني والمكاني الأمر الذي يحفظ للغة بقاءها دون اختراق، وهي تنفرد عن بقية اللغات بهذا الأمر فكل اللغات من شأنها ان تنشطر إلى لهجات تؤسس إلى لغات جديدة مستقلة ومن ذلك اللغة الانكليزية English langgug التي تعتمد على الضابط المكاني (south west of London) حسب، فهي بذلك تعد كباقي اللغات من الممكن ان تتطور لهجاتها (slangs) لتتحول إلى لغات (Languages) بمرور الوقت وهذا هو شأن الانقسام العائلي الحاصل في المجاميع اللغوية، لكن الأمر لا يبعث على الإطمئنان الذي يلوح به الدعم القرآني فضلاً عن قيد دائرة الاحتجاج اللغوي، ويعنينا أن ننشط جاهدين من اجل وضع نظام لغوي مبرمج يقف متبنياً مع القائمين عليه كل تداعيات التداخل اللغوي الحاصل نتيجة تقارب الثقافات.
https://telegram.me/buratha