اسامة النجفي
بسم الله الرحمن الرحيمارتفعت حصيلة التفجيرات الارهابية الثلاثة التي نفذها تكفيريون وسط بغداد صباح اليوم ضد زوار الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام الى 26شهيدا واكثر من 90 جريحا. و الحقيقة واضحة . ان الذي قام بهذا العمل الاجرامي المشين الذي لم يفعله حتى المغول والتتار هم سلفيون وهابيون بتمويل سعودي وتحت غطاء الفتاوى الوهابية التي يطلقها كل يوم ابن جبرين وناصر العمر والبراك والعودة واللحيدان وغيرهم من شلة الارهاب الوهابي. فهذه ليست اول مرة تحدث وانما تقريبا كل يوم واغلب الانتحاريين اعترفوا بذلك وتشهد على ذلك بيانات الوهابية في المنتديات السلفية والمنشورات الي توزع بعد هذه الحوادث الاجرامية .اذ ينظر هؤلاء الإرهابيين السلفيين إلى الشيعة كلهم بلا استثناء وكل من يختلف عنهم من بقية المسلمين بأنهم من أصحاب النار، تارةً كمشركين وتارةً ككافرين، أو منافقين وقتلهم من اعظم المستحبات ! وشيوخ السلفية وقادتهم في السعودية يجمعون (كما اظهر بيانهم التكفيري الاخير) على ان الشيعة مرتدون مشركون وانهم اشد كفرا من اليهود والنصارى والواجب اولا قتال الشيعة (يسمونه جهاد الرافضة!) قبل جهاد اليهود والنصارى.
اني اتساءل ماذا عملت مؤتمرات التقريب بين المذاهب؟ الجواب ان هذه المؤتمرات لم تقطع راس الافعى الوهابية (المدعومة امريكيا) ولم تتخذ موقفا حازما ضد السلفيين ولذلك لم تؤدي نتائجها الى وقف المذابح بحق الشيعة . وتعتمد هذه المؤتمرات مبدا المداراة والرفق مع مصاصي الدماء والسلفيين الوهابيين القتلة وهو مبدا مضحك وغير منطقي لانه يعنى لاحساب عليك ايها القاتل المجرم لاننا ندعو الى الوحدة الاسلامية و لانريد ان نكون طائفيين و نجرح شعور ال سعود! اسالوا اي واحد من الوهابيين او علماء السلفية في السعودية وغيرها من الذين قد يحضرون هذه المؤتمرات (فهم عادة لايحضرون!) وقولوا لهم هل تعتبرون الشيعة مسلمون؟ هل تاكلون ذبيحة الشيعي؟ وانظروا الرد. هؤلاء يعتبرون الشيعة كفار يجب قتالهم. اما السنة الغير سلفيين من اشاعرة وصوفيه وهم اغلب الامة الاسلامية فيعتبرون في نظر الوهابية او السلفية ضالين مضلين واصحاب بدع!اما كان الافضل ان تصرف نفقات هذه المؤتمرات على الفقراء والايتام والارامل بدلا من ملء كروش الطائفيين. قرات مرة ان احد الطائفيين تم دعوته الى ايران لحضور مؤتمر الوحدة الاسلامية وماان غادر ايران حتى بدء بسبها وسب الشيعة ولكنه كان سعيدا بالهدايا التي اعطيت له ولباقي الوفود واعتبرها غنيمة من الكفار! نعم هذه هي الحقيقة المرة!.ونفس الكلام ينطبق على مؤتمر حوار الاديان الفاشل الذي نظمته السعودية! هؤلاء لم يصلحوا امر المسلمين فيما بينهم فكيف يريدون الحوار مع باقي الاديان؟ مؤتمر لذر الرماد في العيون و للضحك على الذقون!
لم يؤثر عن ائمة المذاهب السنية الاربعة انهم افتوا بكفر المسلمين الشيعة بل ان الامام ابوحنيفة والامام مالك كانا تلميذين عند امام الشيعة جعفر الصادق (ع) ومدحوه واجلوه واحترموا اتباعه. كل التهم التي ترمى بها الشيعة هي خرافات ماانزل الله بها من سلطان وليس لها من تطبيق عملي مثل تحريف القران وسب الصحابة وغيرها والاولى ان تلقى هذه التهم على من يطلقها . المسلمون الشيعة لايقرؤون الا في نفس القران الذي يقرءه باقي المسلمين ولايسبون امهات المؤمنين و يحترمون الصحابة ويقتدون بهم ولكن ليس كل الصحابة. فمعاوية الذي خرج على الخليفة الشرعي علي بن ابي طالب (ع) وسبه على المنابر وتسبب بقتل الاف المسلمين في صفين وبالفتنة لايمكننا ان نقتدي به وكذلك يزيد الذي هدم الكعبة بالمنجنيق وقتل عشرة الاف صحابي في وقعة الحرة واغتصب نساءهم وقتل سيد شباب اهل الجنة ابن رسول الله الحسين (ع).
اني ارى اما ان يتحد الشيعة والسنة الغير سلفيين (او وهابيين) ويتخذوا لهجة حاسمة ضد السلفيين وبقرارات نافذة موجهه لهم بالخصوص واما ان تتخذ الحكومة السعودية لهجة حاسمة تجاه شيوخ السلفية الذين تصرف رواتبهم وتفتح لهم كل الامكانيات الاعلامية لبث الفتنة الطائفية. والحل الممكن الحالي الذي لاثاني بعده هو ان يعلن شيوخ السلفية انفسهم (لاغير) ان الشيعة مسلمين ويحرم قتلهم وسفك دماءهم ولهم كل حقوق المسلمين. وبتوقيع الذين كتبوا البيان التكفيري الاخير وعلى راسهم الشيخ الوهابي السلفي ابن جبرين ذاته الذي يستلم راتبه من الحكومة السعودية!
ختاما اسال الله العلى الاعلى ان يتقبل كل شهيد مظلوم في واسع رحمته وخصوصا الذين سقطوا وكل ذنبهم محبة محمدا (ص) واهل بيته (ع) ومواساة لهم وان يخلف على اهليهم وان يؤجرنا على هذه المصائب الجليلة التي تحل بالانسانية عموما و بالمسلمين خصوصا وان يفرج لعراقنا الجريح وان يقطع دابر الذين ظلموا. والحمد لله رب العالمين.
https://telegram.me/buratha