بقلم : سامي جواد كاظم
دائما ما تلفت انتباهي الاعمال الارهابية التي تحدث في الكرادة وكلما اريد الكتابة اقول انها جذوة تطفأ ، الى ان وصلت الى حال احدث في داخلي التشاؤوم مما يحصل في الكرادة ولكنني كنت خجلا من ذكر هذا التشاؤوم على الاقل في الاشهر القليلة الماضية لما خطت القوات الامنية من مراحل عملاقة باتجاه تحقيق الامان والوضع الافضل خلال السنوات الخمس الماضية في العراق .وبالامس فجعنا بحادثة ارهابية في الكرادة وما حولها كان ضحيتها زوار الامام الكاظم عليه السلام ، ولست بصدد الاستنكار ولوم من اعتقده هو السبب ولكن يجب الوقوف حتى لو اضطررنا طويلا امام هذا الكم الهائل من الاعمال الارهابية التي تعرضت لها الكرداة دون سائر مناطق بغداد كلها .قد يقال ان السبب لاغلبيتها الشيعية او لان تواجد اكثر كوادر المجلس الاعلى بما فيهم رئيسهم فيها والاهم المنطقة الخضراء التي هي من صميم الكرادة .ولكن نظرة موضوعية للاجراءات التي اتخذت مؤخرا للحد من هذه الاعمال الارهابية يتضح لنا ان صعوبة التنقل بين مناطق بغداد بسيارة مفخخة او نقل متفجرات ، بل الاعتقاد المؤكد ان اي عمل ارهابي تفجيري يحدث في اي منطقة يكون تصنيعه في نفس المنطقة وليس خارجها بحكم نقاط التفتيش والكتل الخراسانية العازلة لهذه المنطقة عن تلك .بالامس صرح احد المسؤولين في القوات الامنية ان النساء الانتحاريات اللواتي نفذن هذه العملية هن من داخل منطقة التفجير ، السؤال المهم هنا هل هذا اكتشاف ام استنباط ؟ ان اغلب التفجيرات التي حدثت في الكرادة لها علاقة بمن هيأ لهذا الانتحاري او الانتحارية الدخول الى المكان المخصص له لتنفيذ عمليته الدنيئة ، وبحكم ما مر في العراق من خيانة فانا لا استبعد تواطؤ احد افراد القوات الامنية او الامريكية مع هؤلاء الحثالة .اضف الى ذلك ان عملية تصنيع الحزام الناسف والانطلاق منه الى الهدف المرسوم له من المؤكد ان هذا المكان لايقع تحت اشراف القوات الامنية العراقية .فالتفجيرات الثلاثة الارهابية الاخيرة التي طالت زوار الامام الكاظم عليه السلام لها مداليل صدق على خيانة من له اليد الطولى في مسالك الامن الكرادية ، كما انه في اكثر من مكان هنالك زائرين وباتجاه الكاظمية وبشكل اكثر كثافة من المنطقة التي حدث فيها الانفجار ، لماذا اذن الكرادة دون غيرها .هنالك جهة ثالثة في الكرادة تعمل ضمن الجهات المسؤولة عن الامن هي الشركات الامنية المتعاقدة مع القوات الامريكية والتي ليس لها سمعة جيدة وسط العراقيين ، فاثارة الشكوك حولها امر ليس بالمستبعد .ان ما تتعرض له الكرادة ليس مسالة طائفية وليسوا الذين ينفذون هذه الاعمال الخسيسة هم من العراقيين الشرفاء وان الادوات التي تستخدمها هذه العصابات الاجرامية من اطفال ونساء ومجانين تنبئ بضيق الحيز الذي تعمل به اضافة الى انكشاف اوراقهم امام الكثير من المغرر بهم سابقا وكم من ارهابي قادم من خارج الحدود يحاول العودة الى وطنه بعد ماراى خسة ودناءة هذه الشلة المجرمة التي تصور لهم ان ساحات الجهاد احداها العراق ، فمنهم من عاد ومنهم ومن اعتقل .وكم ذكرى ستمر في العام الواحد على الكرادة تتذكر ماسيها التي حدثت وعددها بالعشرات ومخلفاتها مئات الشهداء والجرحى ومن الجرحى تظهر لنا شريحة المعوقين .يقولون عثرنا على كدس عتاد او مخبأ اسلحة ولا اعلم كم اصبح عدد المكتشف منها وكم هو المتبقي ؟ ولي مأخذ على وسائل الاعلام وخصوصا الناطق باسم الخطة الامنية عندما يصرح عن اكتشاف مخبا او كدس عتاد فان العدد الهائل الذي يذكره من هذه المخابئ تجعل العراقي امام تساؤل مذهل ما امكانية الارهابيين الذين لديهم هذا الكم الهائل من المخابئ وكم جهة تعمل معهم من اجل الارهاب ؟اعتقد ان هذا التهويل لا يستحق التساؤل فان اغلب المخابئ والاكداس التي يذكرها الناطق الاعلامي هي ليست بذلك الحجم التي تستحق ان يقال عنها مخبا .انا من ضمن الذين خدم في القوات المسلحة في عهد النظام السابق واحدى وسائل هذا النظام كانت توزيع القطاعات العسكرية عند الحروب بين المنازل والبساتين والصحراء وفي كل مكان ففي المكان الواحد وبمساحة لا تتجاوز الالف مترمربع كان ينتشر عليها فصيل من ستة مدافع وللمدفع الواحد اكثر من خمسة الاف قذيفة عيار 57 ملم او 23 ملم مثلا ففي المكان الواحد يوجد ضمن المدافع المنتشرة فيها ثلاثين الف قذيفة ناهيك عن المخزون في المشجب ، في حين عندما يصرح الناطق الاعلامي انه عثر على مخبا للاسلحة يحوي مئة قذيفة مدفع وعشرة بنادق وقاذفة فهذه اقل من ملاك حضيرة واحدة لمدفع من ستة مدافع لفصيل واحد ولكم ان تتخيلوا عدد الفصائل والمدافع المنتشرة في العراق الذي خصص الطاغية المقبور 95% من ميزانية العراق للاسلحة .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha