المقالات

الثقافة العراقية دراسة نقدية من اجل الاصلاح ؟؟

1035 00:40:00 2008-07-31

بقلم: أمجد الحسيني

الثقافة نتاج انثروبولوجي متعدد الاطياف يختلف باختلاف الامم والشعوب باعتباره نتاجهم الخاص يتصل في الماضي بالحاضر وان هذا النتاج عرضة للتغير والتقارب او التباعد بين القوميات والاطياف الانسانية المختلفة مع ان هذا الاختلاف الذي يأخذ فترات جيلية كاملة عند تغييره لايكون ملموسا محسوسا لان اي طفرة او قفزة في هذا النتاج تؤدي الى انهيار التغييرات الانزياحية للثقافة بل قد تؤدي بالمجتمع الى الانتحار السلوكي والانكفائي الرجعي فيصير المجتمع عبارة عن مقلد كسيح تضيع فيه القيم الانسانية بل يحدث شرخا غير متجانس في تاريخ الشعوب وهو حقل معرفي خاص فالثقافة نظريا تنتمي الى العلوم المتعددة لكنها في الحقيقة تشبه التاريخ النظري والتاريخ الفعلي للشعوب فالشعوب تدون تاريخها نظريا لكن بالمقابل فان لهذا التاريخ وجود على ارض الواقع مرتبط بالزمكان الحقيقي ونظريا فان الثقافة تخضع كما هو حال العلوم الاخرى الى جدلية الواقع والخيال التاريخي لكنها بالنتيجة تخضع للواقع فقط على ارض الواقع وان كان للتاريخ ان يُزور الشخصيات التاريخية ليرفعها او يخفضها على ذمة الكاتب فليس في الثقافة تزوير او تدليس لان الثقافة منتج ومجموعة من الظواهر الانسانية التي يعيشها ولا يخضع ابدا للجدلية نعم قد تتعرض ثقافة شعوب معينة لنقد ما بل كل الشعوب تخضع لجدلية الرفض والقبول من الاخر لكن الشعب نفسه لايمكن ان يستهجن ثقافته وليس من حق شعب من الشعوب ان يستهجن ثقافة شعب على مبدأ الحرية المتفشي الان ولكن من حق شعب من الشعوب ان ينقد ثقافته ولكن ليس لشعب ما ان ينفصل عن تاريخه ابدا عند اعادة النظر في ثقافته لسبب واحد ان اصلاح الثقافة في مجتمع ما هو عمل جمعي يتساوى فيه المثقف الرشيد او المثقف العادي رغم ان المصلح المرشد هو ذلك المثقف الرشيد وحده لانه عمل ذلك المصلح الرشيد عبارة عن تنظير لاواقع له او عبارة عن كتابات تنويرية مالم يساعده المثقف العادي وحتى غير المثقف فثقافة ارتداء حزام الامن عند القيادة ابتدعها المثقفون في علم المرور والسير لكن ليس لهذا الحزام المنظر له والمنتج من قبل شركات السيارات اي فائدة مالم يستخدمه سائق السيارة المثقف وغير المثقف وهنا علينا العودة للتاريخ الحديث لنعطي مثالا عن تغيير الثقافة ونأخذ مثلا الدولة العثمانية التي لم تكن تنتمي الى الفكر الاسلامي وتاريخها يمثل قمة الكنيسة ولعل اكبر كنيسة في العالم هي الكنيسة التركية (افراسياب ) فعندما حاول حكامها فرض الثقافة الاسلامية عن طريق الطفرة غير المهتمة بالامتداد التاريخ دفع هذه الدولة الى الانفلات من الثقافة الاسلامية مع اول تغيير قادم لان روح الثقافة التركية كانت تختلف عن روح وكيان الثقافة الاسلامية وان الطفرات وعدم مراعاة تدريجية الزمان والمكان في الثقافة الانثروبولوجية الانسانية لايولد الا تطور سلبي سيؤدي الى انتحار المجتمع ونزوحه الى ثقافات متعددة كما نشهده اليوم في تركيا فالثقافة العلمانية ثقافة غربية ارتداها الاتراك بالكامل مما ادى الى عدم التزام الاتراك بالثقافة الاسلامية ورفضهم جوهرا للثقافة العلمانية ذات الاصل الاوربي وهي حالة شبيه بالتجربة اللبنانية فاختلاف الاطياف الثقافية في لبنان ادى الى حرب اهلية وضياع للهوية فليس في لبنان ولحد الان ثقافة معينة وان اختلاف الاطياف الثقافية ليس عامل اثراء في بلد لايؤمن بهوية واحدة لان الثقافة اللبنانية اللبنانية تتنازع مع مجموعة من الاطياف الثقافية لان الثقافة هي العامل المهم في استقرار الشعوب فالباكستان كانت جزءا من الهند الدولة الكبرى لكن التنازع الثقافي بين الثقافات الهندوسية والاسلامية دفع الهند الى الانفصال وتقسيم الهند الى الدولة الام والباكستان لان من المستحيل انسجام ثقافات معينة ان لم تتعايش وهذا التعايش لايأتي جزافا ولاياتي دفعة واحدة فاننا نرى ان العرب خلال ظهور الاسلام انقسموا على انفسهم في قرية صغيرة تدعى مكة لم يكن يتجاوز عدد سكانها الالاف لان الثقافة الاسلامية الوليدة تختلف عن الثقافة العربية رغم ان الثقافة الاسلامية جاءت بنفس اللغة ونفس المفاهيم مع اختلاف ضئيل في المصلحات لكن جوهر الثقافة الاسلامية كان يختلف عن جوهر الثقافة العربية واختلاف الجوهر يؤدي الى صراع الثقافة مما يؤدي الى صراع المجتمعات وان الوسيلة الصحيحة لتعايش المجتمعات الثقافية المختلفة تنبع من الفهم المتبادل للثقافتين السائرتين نحو التعايش بمعرفة الاطياف الثقافية المختلفة للشعوب المختلفة ويرى علماء الإنسانيات ان دورهم يكمن في محاولتهم لفهم الأطياف الثقافية المختلفة، وترجمة روح هذه الثقافات عن طريق دراستها، وإعادة رسم سمات ثقافة وحياة الشعوب بحسب اتساق، أو تشابك، أو تصادم هذه السمات مع الخلفية والخصوصية الثقافية للعلماء والباحثين أنفسهم. وعلينا ان اردنا ان نرمم ثقافتنا العراقية التي اعتورتها الكثير من الازمات القلبية في فترة المئة عام الماضية والتي كان اخطرها تاثير البعثيين وثقافة البعث الصدامي التي حاولت ان تطفر بالثقافة العراقية طفرة سلبية كادت ان تودي بها ان ندرس ثقافتنا العراقية ونخرجها اولا من عالم التنظير والتسجيل التاريخي الى ان نعود بها الى مئة عام فائته وهذه العودة ليست بان نعود بالثقافة العراقية الى الوراء بل بالعودة الى الثقافة عن طريق دراستها لاكتشاف الفترة التي انحرفت فيها الثقافة العراقية عن مسارها وهل ان الانحراف دخل الثقافة العراقية مع الاحتلال العثماني او بعده اي عند الاحتلال البريطاني للعراق عام 1916 وهي االفترة التي دخلت فيها القوات الغازية مدينة الكوت باعتبارها وسط العراق لاني مؤمن ان القوات العثمانية والبريطانية لم يكن لها تاثير انحرافي بارز في الثقافة العراقية في منطقة الفرات الاوسط باعتبار ان هذه المنطقة كانت تحتفظ بعامل جعلها لاتتاثر بالثقافات الوافدة عن طريق الحوزة العلمية في النجف الاشرف التي حافظت على ثقافة مناطق الفرات الاوسط فكريا ، وهنا تجب الاشارة الى ان الثقافة العراقية حافظت على كيانها بفضل المكتبات التي نشرتها مرجعية السيد محسن الحكيم التي حددت منذ البداية مقاصد الاحتلالين العثماني والبريطاني للعراق فواجهت هذه المقصد الانحرافية بالمكتبات والوكلاء والمبلغين الذين انتشروا في مناطق العراق المختلفة وان وقوف الامام الحكيم بوجه السلطة البعثية عندما رفض المرجع الحكيم قتال الاكراد ليقف بوجه تقسيم العراق لان البعث كان يحاول تقسيم العراق قوميا وطائفيا وعرقيا لان مشروع البعث كان استكمالا لمشروع بريطانيا القديم في الشرق الاوسط فحاولت المرجعية الدينية ان تقف بوجه ذلك الانحراف الثقافي التقسيمي فافلحت في ان تحافظ على البقية الباقية من الثقافة العراقية وعندما اقول الثقافة اعني بها مجموعة الظواهر والقيم والتقاليد العراقية التي تمزج بين العربية والكردية والتركمانية والاشورية دونما تنازع بين هذه الاطياف وبين الاطار العام المتمثل بالثقافة الاسلامية على الطريقة العراقية التي تختلف عن طرائق الاسلام في العالم الاسلامي كله لانها بنكة عراقية ترتبط ارتباطا وثيقا بعدد المراقد المقدسة التي ادامت للعراق بقائه .هل تعاني الثقافة العراقية من ازمة الهوية ؟ان هذا السؤال يمس جوهر عقدة الثقافة العراقية في تزاحم ثقافات فرعية هذه الثقافات دينية وقومية وعرقية وثقافوية وفنية ادبية بالاضافة الى تقوقع المثقف بين ماهو نظري وبين ماهو تطبيقي فصار علم الثقافة درس من دروس علم الاجتماع يلقيه الاستاذ في كليته درسا اكاديميا يعتمد حتى في امثلته على تجارب بعيدة عن التجارب العراقية لان مساس الامثلة بالواقع العراقي صارت تدخل ضمن تداخل السياسي بالاكاديمي فصار للرسائل الجامعية في العراق مقوم فكري هذا المقوم الفكري يمنع دراسة اي تجربة عراقية سيئة او جيدة لانه صار للسلطة ايام البعث رأي يدخل في سياق الحرب النفسية حتى صارت كتابات علي الوردي شبه محرمة لانها تمس الواقع العراقي وتسعى الى تشريح التصرف الانساني العراقي فقيد الاساتذة في سياق التاريخي النظري دون الخوض بما هو عملي وهنا بدأت الهوية الواحدة تضيع على حساب الهوية القومية والطائفية والعرقية اي تزاحم الهويات الاخرى مع الهوية العراقية الام وصارت السلطة البعثية تحاول محو الهوية الوطنية الام التي تتخذ من الهويات العراقية المختلفة تمازجا تعايشيا نحو الانحياز الواضح لهوية معينة حتى صار النظام يحاول نزع الهوية الاسلامية والقومية والمذهبية ودفعها باتجاه هوية واحدة هذه الهوية لاتمثل المزيج التعايشي العراقي مما تولد داخل الهوية الاسلامية هويات متعددة ( هوية مذهبية ) و (هوية قومية ) وهنا صار افراغ للهوية الاسلامية نحو هوية تغريبية كان القصد منها ليس الدفع باتجاه هوية ليبرالية بل هو دفع باتجاه اللاهوية الذي يعد اسلوبا من اساليب الحرب النفسية لغسيل الدماغ واستبدال الفكر الاسلامي بفكر اقل منه هينمة ليصار بعدها الى دفع النظام الثقافة العراقية لنكران الهوية الام بل سعى النظام الى صناعة الفرقة بين الهوية الواحدة فاصطنع صراعا خفيا بين العربي والكردي بالاضافة الى اصطناعه صراعا عشائريا كرديا كرديا واصطنع صراعا مذهبيا اخر بين متبعي المذهب الحنفي والحنبلي عن طريق استيراد السلفية التي تقف بالضد من كل المذاهب الاسلامية كما استحدث داخل الطائفة الشيعية صراعا بين المرجعيات الدينية استتبعه حركات فاسدة تصطلح على نفسها وتتستر باسماء مقدسة فانتج الفكر البعثي مثلا مجموعة من الحركات المهدوية واليمانية كما انتج مجموعة من الحركات الردكالية التي تؤمن بالقتل وسعى الى عسكرة المجتمع من اجل خلق هوية عدوانية من اجل زرع عدم الثقة بين الاطياف المتفقة فضلا عن الاطياف المختلفة وان الحرب الاهلية كانت نتيجة حتمية من نتائج فكر تغذى لاكثر من مئة عام زاد تغذية في السنوات الاربعين الاخيرة مستفيدا من الجدل النظري ليتطور الى جدل يأخذ اشكال الاعتداء على الاخر ومحاولة استنفار الاخر والتقليل من شئنيت صنف على صنف ومذهب على مذهب بالاضافة الى قمع صنف بيد صنف بصورة منهجية فالعرب يقاتلون الكرد والسنة يعدمون الشيعة وهذا كله دفع باتجاه عدم الثقة بالاخر مما ولد عقدة نكران الاخر والالتزام بالذات وتشجيع الذاتية الفوقية عن طريق النظر للاخر بدونية عالية من خلال الحرب النفسية والاشاعة .الحرب النفسية وغسل الادمغة :حاول النظام البعثي جاهدا ودفع باتجاه نشر الذعر والخوف ونشر الاشاعة لفصل النسيج العراقي المتجانس بعضه عن بعض فقد حاول النظام البعثي ان يستعدي الكرد من خلال التركيز على القومية العربية ودفعه باتجاه الحرب التقسيمية بين العرب والكرد استمرت لسنوات طويلة اريقت خلالها الدماء حتى راح العراقي العربي يسمي ولده المقتول شهيدا فيما يعتبر الكردي ولده المقتول شهيدا والمقتولان عراقيان ثم انتقل الى مرحلة اخرى هي مرحلة التخويف فقام البعث الصدامي بجريمته الكبرى عندما ادعى المؤامرة على سلطانه فقتل اهالي مدينة الدجيل وبلد وجرف بساتينهم وقتل الالاف من الكرد الفيلية وهجر العرب الى كركوك فيما هجر الكرد الى نقرة السلمان وتغيير الطبيعة الديمغرافية للعراق لخلق حالة من الهلع عن طريق ايصال رسالة للناس مفادها ان الوقوف بوجه السلطة يعني القمع ثم بعدها دفع باتجاه تسمية اهالي الناصرية بالشجرة والشيعة بال(شروكية ) وابتدعت مخابراته نوعا من انواع الاشاعة عن طريق صناعة النكات التي تصور ان (الكردي) لايفهم بسرعة و(الدليمي) ابله واي حزب معارضة مرتبط بدولة اجنبية وهنا تولدت ظاهرت خوف الجميع من الجميع وتولدت عقد النقص والاقصاء والدونية واصطف الجميع نحو نكران الاخر وتولدت المناطقية والمذهبية وتعمق الشرخ بين الاطياف فنمت ثقافة الكذب والنفاق وترعرعت نظرية المؤامرة فصار كل شيء يفسر تفسيرات كثيرة حتى صار وثوق الوالد بولده من النوادر ونشئت الشوزفرينيا او انفصام الشخصية باعقد اشكالها فصار على المرأ ان يقول ما لايؤمن به وان يصدق الكذب رغم علمه به وان يتخذ من ثقافة المخالفة منهجا حتى صار للانسان في ابسط معاملاته منزوع الثقة فان اردت ان تشتري سلعة بسيطة فعليك ان تجادل لتخصم من سعرها لانه صار على البائع ان يزيد من ثمنها لانه موقن ان المشتري سيخصم من سعرها ويفاصل كثيرا قبل شراءها وصار على الشاري ان يستبطن كل الاحتمالات قبل ان يشتري ومن هذه المعاملات التافهة الصغيرة نشئت ثقافة انعدام الثقة .صناعة الرمزحاول النظام ترويج ثقافة الرمز والانسان الكامل الصفات وشخصية القائد الاوحد وروج لمفهوم الكارزما وراح يفصل الكارزما على مقاسات لاتنطبق الا على شخصيته فولد ثقافة التبعية وان وجود المجتمع مرتبط بوجود انسان حتى ربط شبكة كبيرة من البعثيين والمستفيدين من البعثين به فصار دفاعهم مبنيا على مدى ارتباطهم به واستشعارهم ان ذهابهم مرتبط حتما بذهابه وان بقائهم يتوقف على بقائه فنشئت ثقافة التمثال والصورة فصارت ثقافة الشعارات هي الثقافة السائدة وتلميع الصورة هي المثل الاعلى في الثقافة العراقية فالكارزما هو المثقف والاكاديمي والعادل وان افعاله تنطلق من قداسة غير موجودة قداسة وهمية حتى صار الاعتداء على تمثال الرمز اعتداءا على شخص التمثال وتولدت ثقافة الخوف من الصورة والتمثال ونشئت قداسة مزعومة الغرض منه الدفع باتجاه الطاعة المطلقة والتمسك بالشعارات فصار مصطلحات ( القيم والاخلاق والثورة والقومية ) من المصطلحات المقدسة ولحد الان اجد الكثير من المثقفين عندما يعتلون منصة الكلام يلتزمون ويهتمون بالشعارات اكثر من اهتمامهم بما تعنيه الشعارات وهنا تولدت جدلية ارتباط مؤسسات الدولة بالرمز او الكاريزما وقد شاهدنا مثلا حيا على ذلك ان العراقيين ما ان سقط النظام حتى سارعو الى سرقة مؤسسات الدولة بل احراقها وكانوا يحاولون افراغ مخزوناتهم من الحقد على رئس هرم السلطة المجرمة فراحوا يحرقون مباني الدولة وعندما تسال عن السبب يقول لك وبكل بساطة ( انها بناية صدام وكرسي عزة الدوري ) اي انهم كانوا يعتقدون بان البناية تمثل المجرم صدام وجهاز الحاسوب يمثل صدام وان الاموال المسروقة من بنايات الدولة هي اموال صدام يسرقها الناس حقدا وحنقا منه ولم يكونوا يؤمنون بان املاك الدولة هي املاكهم بل هي املاك السلطة فقط كما ان نظام البعث نجح في خلق صورة الرمز او الكارزما فما ان سقط النظام حتى ذهب الكثيرون الى تمزيق الملصقات الانتخابية لبعض المرشحين في الانتخابات وكأنهم يعتبرون تمزيق الملصق هو صورة من صور استهانة الشخص وصار الحقد على الاشخاص هو الدافع الوحيد وتمزيق الصور او تعليقها رمز من الرموز الثقافية الوهمية ومن هنا نشئت جدلية تغيير العلم العراقي والنشيد الوطني فصار تغيير العلم عند المضطهدين رمزا من رموز تغيير النظام مما دفع اتباع النظام للالتزام به واعتباره هوية رغم ان الجميع لايؤمن برمزية العلم العراقي القديم ويريد تغييره لكن الاتجاهات السياسية المتباينة دفعت الى ثقافة رفض مايريده الاخر لمجرد انها ارادة الاخر او لمجرد ان الاخر طالب بها قبل ان يطالب الاخر .هل ستسصلح الليبرالية الثقافة العراقيةاعتقد ان الليبرالية لن تصلح الثقافة العراقية لان الليبرالية لازالت نظرية يتطلب الايمان بنجاحها فترة كبيرة وهذه الفترة ليست بالقصيرة على اعتبار ان الثقافة منتج انثروبولوجي لايمكن الوثوق به بفترات زمنية صغيرة بل يجب الوثوق به بعد مرور اكثر من جيلين وبعد الوثوق به والتأكد من نجاحه علينا ان نقيم ثقافتنا وان ندرس الليبرالية دراسة عربية لان استنساخ نظرية نجحت في مجتمع خاص بظروف خاصة من المستحيل ان يكون ناجح في ثقافة اخرى وبظروف مختلفة وان الثقافة العراقية التي تعاني من الكثير من الامراض والتي تؤمن لحد الان بمبدأ التنظير لايمكنها استنساخ تجربة في مجتمعات تختلف قيميا وظرفيا من حيث انها دول توسم بالكبرى والعظمى والصناعية مع نسيج مجتمعي يختلف جذريا عن مجتمعنا المتلون باطياف مختلفة لذا اعتقد انه من المستحيل حرق المراحل التاريخية والزمنية والمجيء بثقافة تختلف عن ثقافتنا وقد تكون دخلت على مجتمع بعد وصوله الى مراحل تطورية لم نصل لها بعد وليس لنا ان نصلها في المنظور القديم كما اننا لازلنا ننظر بعين الانبهار بما هو قادم من خلف الحدود وكأن ثقافتنا الاسلامية قاصرة مع اننا نملك ثقافة يمكنها ان تصنع مجتمعات باوقات قصيرة ففي اقل من عشرين عاما حولت الثقافة الاسلامية مجتمعا قبليا الى دولة اسلامية دان لها العالم باسره من خلال منهج القران الكريم الذي خلق من ثقافة القتل والنهب والسلب ثقافة الرأفة والمودة والعمل من اجل الغير حتى ذابت الاقوام المتناحرات والديانات المختلفة في بوتقة الاسلام الحنيف لتصنع تاريخا جديدا كتب له رغم جدلية اخلاص العاملين فيه ثقافة حية كتب لها ان تصل لاجيال ما كان لهم ان يعرفوها لولا قوة ورصانة تلك الثقافة الانسانية الاجتماعية الثقافية الروحانية والقيادية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك