ناهدة التميمي
هزني منظر طفل يتميم عمره حوالي ثلاث سنوات مشرد في الشوارع يستجدي المارة ولايجد ماوى آمن له يحميه من عاديات الزمن والمآل الى الانحراف او الاستغلال من قبل ضعاف النفوس ونزلت دموعي وانا اراه يعصب راسه الجميل بخرقة يتقي بها حر الشمس اللاهب في صيف العراق الحار والساخن بكل شي .. حاولت انسى هذا المشهد المؤلم عسى ان يرتاح الضمير من المصير المظلم الذي ينتظر هذا الطفل والصغار ممن في مثل حالته.. ولكن الفضائيات لم تمهلني كثيرا اذ عرضت قناة الحرة مشهدا لكثير من البؤساء يتدافعون على مكاتب الرعاية الاجتماعية للحصول على اعانة وقد بدا عليهم الفقر والبؤس والعوز والمرض وكل ياس الدنيا وهم يقولون انهم لم يحصلوا على اعانة منذ اربع اشهر .. تصوروا عوائل ليس لها دخل وتعيش في العراء وليس لديها مايطعمها او يلبي حاجاتها في الماكل والملبس والسكن ماذا تفعل ..؟؟سالت نفسي وقلت كيف خرج علينا المسؤولون وهم يتبجحون ان ميزانيتنا انفجارية هذا العام وانها بلغت الخمسين مليار دولار او اكثر .. ومافائدة ميزانية انفجارية اذا لم تتصدى لهؤلاء وهم اضعف شرائح المجتمع واكثرهم عرضة للضياع والتشرد والانحراف والاجرام ... طبعا تم احتساب الميزانية الانفجارية ( اللهم تنفجر رؤوس المسؤولين المفسدين الذين ينامون قريري العين وهؤلاء جوعى ) على اساس ان البرميل الواحد ب 45 دولار .. ولكن ماحصل هو ان النفط اصبح ب 120 دولار للبرميل الواحد ,, اي ان ضعف هذ ا المبلغ واكثر دخل ميزانية العراق .. فاين ذهب .. ولماذ يجوع ويتعرى الناس ولماذا يسكنون الخيام والهلاهيل ولماذا مستشفياتنا قفرا صفصفا من اي اجهزة حديثة او ادوية او علاجات ناجعة او اطباء اكفاء ,, اليس هذا العراق العظيم ثم اليس هو الاغنى اسما وليس فعلا بين الدول ..سالت العارفين بامور الفرهود عن الميزانية الانفجارية وكيف وزعت وبقي الفقراء جوعى.. فاخبروني بانها تقسمت كالاتي .. 17 % منها ميزانية للاكراد .. ومثلها للبيشمركة .. علما بان الاكراد لايساهمون باي شيء فعلي للميزانية .. فهم يقولون ان موارد الاقليم ونفطه له .. وموارد بقية العراق لهم وله .. يعني ان مواردهم من المعابر والرسوم والضرائب والجنسية والعقارات والشركات والنفط وغيرها لهم اما موارد العراق الاخرى من نفط وزراعة وصناعة ان وجدت وضرائب ورسوم في لهم وله .. وهذا منطق اعوج واهوج يجب ان يصحح .. ولاادري لماذا يمنحون 17% من ميزانية العراق ومثلها للبيشمركة وهم لايساهمون في هذه الميزانية اصلا ..وعندما سالت عن بقية الميزانية .. اخبرت بان الباقي توزع للمصاريف الحكومية والنثريات الرئاسية ورواتب برلمان وحمايات وشركات امن خاصة ومخصصات سفر وحج لاعضاء الحكومة والرئاسة والبرلمان ونثريات ايفادات ,,, واما ماتبقى فقد خصص لمجالس المحافظات ( لغرض الاعمار والتنمية الوهمية ) وطبعا مباشرة ذهب الى جيوب الفرهوديين والحرامية .. فكيف يبقى منه ماينتشل اليتميم والفقير والمسكين البائس من بؤسه ..عندها سالت وماذا عن فرق السعر في النفط انه اكثر من الميزانية .. فاجابني العارفون بامور الفرهود بانه ذهب بصمت الى جيوب الحرامية واللغافة واللهفوريين عن طريق نشاطات ينفذها لهم ذيولهم ولكنها في النهاية تصب في ارصدة الهررة السمان وكبار الحيتان لتزيد من سحتهم الحرام الذي سيشعلهم دنيا قبل الاخرة ...اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha