تمر علينا في هذه الليالي الرحمانية من شهر رجب المعظم ذكرى وفاة سابع الائمة الامام موسى ابن جعفر عليه السلام وتمر معها قصة عنوانها الظلم وبطلها مظلوم سجين حول سجنه ومظلوميته الى فخر ونصر كبير ضد ظالميه .
لقد لوّع امامنا المحن وعلم القيود معنى الحرية وسجن السجن بعمق سجوده واسر معصمه الالم فكان نبراسا للصبر والاباءثم قضى نحبه مسموما غريبا على جسر يلتف حوله الناس سألين الا من اهل لهذا الرجل الذين لم يدركوا ان جده حبيب الله!! لقد حول الامام الكاظم عليه السلام مدينة الكاظمية الى منارا للشموخ وقبلة تشد اليها قلوب المظلومين اصحاب الحوائج.
نحن اصحاب الحوائج في كل زمان ومكان نلملم الهموم والمعاناة من حولنا ونذهب بها اليه ولنفجر الدموع حال رؤيتنا قبته الذهبية ومن ثم نرتمي على الضريح نائحين باكين سجننا وهمومنا ربما قبل البكاء على مظلوميته !! وحالما نخرج نشعر براحة نفسية رغم ان همومنا مازالت موجودة وان كان املنا كبيرة بالفرج القريب من الله لاننا دعوناه في اطهر الاماكن وامام ذرية حبيبه ونجيبه عليه وعليهم السلام.
فمن ماذا نعاني ومن هو الذي سجننا فسجّان الامام عليه السلام معروف وملعون ابد الدهر وهو الطاغية هارون اللارشيد الذي علا علوا كبيرا وعاث في الارض الفساد غير ان علوه تحول الى سقوط في هاوية الخزي لما فعله بائمامنا المظلوم وهذا حال الطغاة الذين كانوا اول من سجنوننا بلا ذنب وكيف اذكر الطغاة ولا اذكر صدام هدام الدين وذباح المؤمنين فبعضنا سجنه السجن ذو الجدران والبعض الاخر سجنه الخوف والبعض سجنه الحرمان والرعب والجوع والظلم والقهر والمرض والعوز وهدر الكرامة وقول الحق وكلمة نعم كلها سجون عشناها معا وتركت في انفسنا مساحات من اليأس والرعب والتقوقع الاما خلا بعض الشجعان ممن انتصر بكسر هذه القوقعة والخروج من جديد بروحية تملئها التفائل لا الشك.
نعم مات سجاننا لكننا مازلنا مسجونيين بذكرياته الاليمة وفروع زرع بذرتها في قلوبنا فترعرعت واثمرت عن خوف وشك وقلق واتهام وشر ولون اسود وعتمة وجحود ونكران والالم وضياع وانعدام الثقة حتى بانفسنا كل هذه قيود بقيت في ايدينا لان سجاننا قد مات وتركها في ايدينا فهل نرضى بذلك ولا نحرك ساكننا الا نحطم تلك القيود بالتوكل على الله ولم لا نستطيع ونحن نوالي من استطاع كسر القيود بقوة ايمانه انه صاحب الفاجعة والمناسبة التي تقطر بالمظلومية .
لابد من رسم بسمة على الشفاه وان امتزجت ببعض القلق من بقايا لشرور نامل ان تختفي ذات يوم ولابد من شهقة ثقة نزفر بعدها ما تلعق في صدورنا من الشك والخوف فلا داعي للخوف وقد انكشفت الغيوم واولها غيمة شرور صدام وبعدها غيوم المنافقين الواحد تلو الاخر واسفرت الساحة عن اناس عاملين يستحقون الثقة فلا داعي لاي تخوف مع وجود عقول نحكمها ونسال الله التوفيق للجميع لما فيه الخير
وما دمنا نتكلم عن المظلومية والسجون فاي سجن تشعر ايها العراقي بانه لازمك منذ ايام الطاغية وحتى يومنا هذا وهل انتصرت عليه وان كان الجواب لا فماذا اعددت له للتخلص منه؟؟
واخيرا وليس اخرا اتقدكم باحر التعازي الى صاحب العصر والزمان الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف بهذا المصاب الجلل كما اعزي مراجعنا العظام ادام الله ظلهم الوارف واعزي المؤمنين في مشارق الارض ومغاربها واسال الله ان يلم شمل العراقيين تحت قبب الرحمة انه سميع مجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد واله الغر الميامين
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)