بقلم: كامل محمد الاحمد (23-رجب-1429)
بالرغم من تحسن الاوضاع الامنية وانخفاض معدلات العمليات الارهابية بعد عمليات صولة الفرسان في البصرة وبشائر السلام في العمارة، وكذلك عمليات مدينة الصدر، الا ان الكثير من الناس مازالوا يتناقلون قصصا وروايات مرعبة ومفزعة لجرائم ترتكبها مجاميع مسلحة، بصرف النظر عن تسميتها، سواء "جيش المهدي" او المجاميع الخاصة او المجموعات الخارجة عن القانون ، فوسائل الاعلام لم تعد تستخدم توصيفا او اسما واحدا لها.في مدينة الصدر، واحياء اخرى من بغداد، وفي البصرة والعمارة وغيرها، لم تغب ولم تختفي مظاهر ارهابية دموية بالكامل، بعدما تنفس الناس الصعداء وتصوروا انهم ودعوا تلك الايام السوداء القاتمة التي ما كان بأمكان احد فيها ان يتكلم بشيء يشم منه رائحة انتقاد لسلوك او ممارسة ما.ومن بين القصص والروايات المفجعة التي سمعتها من بعض الناس، وقسم منهم كانوا شهود عيان، واقعة هجوم مجاميع مسلحة يقال انها مرتبطة بالمجاميع الخاصة لجيش المهدي، على منزل احد الاشخاص العاملين في المجلس الاعلى ويدعى ابو سجاد الماجدي، في منطقة البلديات.وقع الهجوم على منزل الشخص المذكور الذي لم يمر سوى شهور قلائل على الاقامة فيه بعد تركه لمدينة الصدر بفعل التهديدات المتواصلة له، وقع الهجوم وفق رواية شهود العيان حوالي الساعة الثانية وخمس واربعين دقيقية ليلة الاربعاء الماضي، وكان واضحا ان المهاجمين كانوا يريدون قتل من كان في المنزل من نساء واطفال اضافة الى قتل الماجدي، وقد استخدموا اسلحة خفيفة ومتوسطة، وبعد ان فشلوا في تحقيق هدفهم في وقت قصير، وبعدما ادركوا ان قوات من الحرس الوطني وطائرات اميركية ستهاجمهم قاموا بأطلاق النيران بشكل عشوائي قبل ان يتركوا المكان، الامر الذي دفع الطائرات الاميركية الى قصف مواقع النيران وتدمير المنزل المستهدف ومنازل اخرى، وخلق حالة من الرعب والفزع لدى ابناء المنطقة الذين تحولت منطقتهم الى ميدان معركة حقيقي، وكانت الحصيلة تعرضت عشرة بيوت الى التدمير بدرجات متفاوتة. ان هذه الواقعة لاتختلف عن عشرات ان لم يكن مئات الوقائع في مدينة الصدر والشعلة ووووو .. التي كانت نتائجها ازهاق ارواح اناس ابرياء، بينهم اطفال ونساء وشيوخ عزل، وتدمير بيوت على رؤوس اصحابها، وكل ما يمكن ان يتصوره او لايتصوره المرء.وفي البصرة التي دبت فيها الحياة من جديد بعد عمليات صولة الفرسان اخذت تعود مظاهر الارهاب والعنف، عن طريق عمليات الاختطاف والقتل والاغتيالات بأساليب مختلفة لتشمل رجال دين واساتذة جامعيين ونساء.وهنا فأن المواطن العادي المغلوب على امره الذي لايتملك وسيلة للدفاع عن نفسه امام عصابات الجريمة المنظمة، لابد ان يقف محبطا وبائسا ومنهارا بعد ان لاح بريق الامل والتفاؤل في نفسه.وهو لايجد الا ان يستنجد بالدولة لتحميه من تلك العصابات، ولابد ان يستنجد بالدولة لتطهر مؤسساتها ودوائرها من ما يسمى بالعلاسة، علما ان العلاسة قد يكونوا وزراء وقد يكونوا وكلاء وزارات ومستشارين ومدراء عامين، انتهاء الى الموظف العادي والشرطي والجندي المرابط في نقاط التفتيش بالشوارع..انها كارثة حينما لايعرف المواطن من هو حاميه ومن هو حراميه!.
https://telegram.me/buratha