نمير كركوكلو
قرأت مقالة الأخ كريم النوري ورأيت فيها نوعا من الواقعية وخروجا عنها أيضا إذ الأمور إختلطت للأخ الكاتب وحسب قوله _ بأن الثقافة الصدامية المنظمة طيلة حكم البعث المنحل فد أثرت كثيرا في مرتكزات الوعي العراقي _ وهذا واقع حيث ترى وبوضوح تربية البعض على سياسة العنف والتمييز العنصري القومي والطائفي والمذهبي ثم يعرج على طرح بعض الأمثلة حيث يقول _ الفهم الخاطىء للمعارضين العراقيين في الخارج او الحقد البعثي على الجمهورية الاسلامية او التثقيف الخاطىء ضد الاخوة الكرد او الحقد التراكمي ضد الاخوة الكويتيين _ ومن ثم يسرد بعض الوقائع حيث يقول _ من تلك القضايا التي تجذرت في الواقع العراقي ومنشاؤها صدامي هو طبيعة الشعارات ضد المعارضين كحزب الدعوة (العميل) وما يقال ضد السيد الحكيم والمجلس الاعلى ومنظمة بدر في جدران مدينة الصدر ومنها تفوح رائحة البعث النتنة _ .
هنا يقحم الأخ الكاتب عدة أمور في غاية التعقيد والتشابك وله الحق في بعضها ولكن يعلم بالتأكيد بأنه لا يمكن لنا أن نلقي تبعات كل ما يجري على عهدة النظام البعثي الجائر , فعلينا قراءة الواقع بكل دقة والتمييز بين هذه الأحداث المذكورة ودراسة أسبابها الواقعية التي أدت إلى بعض هذه الأمور
والأمر المهم الذي يتطرق إليه الكاتب هو مسألة كركوك وأظن أن الكاتب كان صائبا في آرائه السابقة نوعا ما رغم معرفتي لأسباب لا تمت الى نظام البعث الجائر بل أن ممارسات البعض في السنين الماضية أدت إلى عدم الثقة بين بعض هؤلاء الأطراف
ويذكر _ المتباكين على كركوك وهم الملكيون أكثر من الملك _ هنا أذكر الأخ الكاتب بأن الحظ لم يحالفه بالمرة في آرائه لأن الملك المذكور هنا هو قيد الإقامة الجبرية ولا أحد يسمع صوته , وكنا نظن بأن الإخوة الشيعة وهم منا وإلينا سوف يدافعون عنا دفاع المستميت ولكن رأينا التخاذل واضحا للعيان في مسألة كركوك بل يريدون التضحية بنا وإعطائنا على طبق من ذهب إلى الأكراد للإفتراض المتبنى على أن إنضمام كركوك إلى الأكراد أهون شرا من إنضمامها إلى إقليم لو شكل من الأنبار والموصل وصلاح الدين , هنا يا كاتب المقال بدأت الطامة الكبرى , لأن الشيعة هم الذين أعطوا مجالا للخطوط الأخرى بأن يرفعوا أصواتهم ويستغلوا الموقف ويتظاهرون أنهم أكثر حرصا على كركوك من الجهات المخلصة الأخرى , فأطماع الأكراد في كركوك واضحة للعيان لا تحتاج إلى ثقافة بعثية , هل سألت نفسك يوما ما لماذا هذا الحرص من الأكراد لضم كركوك إلى كردستان ماذا يضير مسعود البرزاني لو بقيت كركوك إقليما بحد ذاتها إذ أن الأخير أطلق تهديدات عديدة بشأن الإنفصال عن العراق وإنهاء التحالفات مع الإئتلاف العراقي لو لم تنضم كركوك إلى كردستان ياترى لم هذا التعامي عن تصرفات مسعود البرزاني . والكل يعلم بأن كركوك مدينة تركمانية عراقية فهل بالإمكان القول بأن بصرة أو الناصرية كردية إو السليمانية تركمانية , فلماذا عندما يأتي الأمر إلى كركوك تبدأ المغالطة بأن كركوك مدينة التآخي ومدينة عراقية إرضاءا للأكراد , أما إفتراضك بأن كركوك لو إنضمت إلى إقليم غير إقليم الأكراد فرضا , هنا يا أخي الكريم لا بد لي أن أقول بأن النظام البعثي من خلال ممارساته القمعية طوال السنين الماضية قد أثرت فيك فليس كل شخص من أهل الرمادي سيء والشاهد زيارة عمار الحكيم والصحوات وليس كل أهل الموصل كانوا راضون عن النظام الجائر بل فيهم المجاهدون والوطنيون , وتلعفر مدينة تركمانية في الموصل وهم من الشيعة في غالبهم . والعكس هو الصحيح والأدلة واضحة بأن الأكراد من خلال إصرارهم على إنضمام كركوك إلى كردستان يبيتون شيئا للإنفصال أو التأسد وعدم الإنصياع لقرارات الحكومة المركزية من خلال ورقة كركوك لو أصبحت بيدهم
إذن فلماذا لا يتبنى المجلس الأعلى سياسة جعل كركوك إقليما بحد ذاته وتنقسم السلطات بالتساوي بين مكوناتها الثلاثة وإعطاء نسبة أقل للمسيحين
ولم يخف على أحد على أن الأكراد استجلبوا الآلاف إلى كركوك وارتفعت النسبة السكانية في كركوك بشكل مثير
من هنا يتضح بأن المسألة في التعامل مع الأكراد ليست في الثقافة البعثية بل في تصرفات الأحزاب الكردية وهل كان أحد من الشعب العراقي سوف يعترض على الأكراد لو جلسوا في أماكنهم ومنهم رئيس جمهورية العراق ونائب لرئيس الوزراء ووزراء ونواب ونسبة 17% من واردات العراق هل إعترض التركمان على الأكراد , ولكن عندما تمادى الأكراد في غيهم بمطالبة كركوك خرجوا عن المظلومية التي لحقت بهم من قبل النظام الجائر وأصبحوا يرهبون الناس ويتبعون سياسة عنصرية ظالمة ضد التركمان , وكل من سيؤيدهم سيكون معهم في هذا الظلم الذي سيلحق بالشعب التركماني , من هنا نصل الى نتيجة بأن الكره الحاصل ضد الأكراد اليوم ليس من جراء ثقافة الكره التي أشاعها النظام البعثي الظالم بل أن هذا الكره منشأه تصرفات الأحزاب الكردية ومطامعهم في الإنفصال عن العراق أو الحصول على أكبر كمية من الغنائم , فليجلسوا في أماكنهم وليحتفظوا بإقليمهم الخاص , وليس هناك من يعترض على النظام الفيدرالي وهو نظام جيد ولكن ليس في النظام الفيدرالي إجبار مدينة معينة بالإنضمام قهرا إلى إقليم معين والإقليم ليس إقليم جغرافي حتى تنضم إليه كركوك , فما دام الأمر كذلك فمن المستحيل أن تنضم كركوك التركمانية إلى كردستان
الله الله في كركوك يا شيعة العراق
https://telegram.me/buratha