جمال ملاقرة
بعد تمکن قوات الصحوات من دحر الإرهارب والإرهابيين في محافظة الأنبار( لواء الدليم)، وعودة الإستقرار إلى ربوع تلك المحافظة، طالبت هذه القوات، برحيل الفوري للحزب الإسلامي العربي السني من مدن محافظتهم، لأن هذا الحزب في نظرهم لايمثل سوى الجناح السياسي للقوة الإرهابية ، التي عاثت فسادآ في مدن وقرى محافظتهم، طوال السنون الخمس الماضية. للوقوف بوجه هکذا طلب، قام الحزب الإسلامي العربي السني بشن حملة عنيفة على الأطراف الشيعية المشارکة في الحکومة والبرلمان، متهمة إياهم بالوقوف وراء الصحوات في الأنبار. إلا إن الأمريکان تدارکوا الأمر قبل فوات الأوان هذه المرة، و وعدوا قادة الصحوات بإرغام الحکومة العراقية على إجراء إنتخابات مجالس المحافظات خلال السنة الحالية .إلا إن السيد طارق الهاشمي رئیس الحزب المذکور،من أجل نسف الوعد الأمريکى وتحقيق حلم الصحوات في إجراء الإنتخابات، قام بزرع عبوة ناسفة ومن عيار الثقيل في بغداد وذهب إلى إنقرة ليحصد ثمارها. بکل تأکيد عبوة السيد الهاشمي، شأنها شأن بقية العبوات الناسفة لاتميز بين مکونات الشعب العراقي، المهم هو أن تنسف الحجر وتسفك دماء البشر.حرکة السيد الهاشمي ذکية جدآ بکل مقايس الحرب الخبيثة، إلا إنها بعيدة کل البعد عن الوطنية والشعارات التي ترفعها حزب السيد الهاشمي والجبهة التي يرأسها. الأهداف العلانية من عبوة السيد الهاشمي کانت: 1- عرقلة إجراء إنتخابات مجالس المحافظات، لأنهم خائفون من نتائجها (خصوصآ في الأنبار) ومن ثم أرادوا إحراج الأمريکان أمام قادة الصحوات في الأنبار. 2- کسب ود المتطرفين من عرب السنة 3- التقارب من الأتراك على حساب الوطن والوطنية 4- دق أسفين بين الکورد وحلفائهم الشيعة.لحد الآن لم ينجح السيد الهاشمي سوى في تحقيق هدف واحد من أهدافه الأربعه، حيث تمکن من دق أسفين بين الکورد وقوى شيعية فاعلة ( مثل التيار الصدري، الفضيلة والدعوة /جناح الجعفري) . لکن هذا النجاح أيضآ لم تکن من دون ثمن. أي لم يکلف حزب السيد الهاشمي فقدان حليف من عيار ثقيل/ التحالف الکوردستاني فقط ، بلکلفه فقدان ثقة الشعب الکوردي بالتمام والکمال، بالإضافة إلى ذلک جعل من التحالف القائم بين مجلس الإسلامى الأعلى ،حزب الدعوة / جناح السيد المالکي والتحالف الکوردستاني،تحالفآ إستراتيجيآ، يصعب القفز عليه من اليوم فصاعدآ.جبهة التوافق العربي السني السائرة نحو الإنحلال ( من 44 نائب إلى 38 نائب والحبل على الجرار) تعيش ساعاتها العصيبة، لذا نجدهم متخبطين بين الإستعانة بالدول الجوار تارة وزرع العبوات السياسية في الداخل.بعد الرفض الذي کان متوقعآ من رئاسة الجمهورية للمؤامرة السيد الهاشمي ومن وقعوا في فخه، بدأ أعضاء قيادة الجبهة التوافق العربية السنية، بالصفحة الثانية من المؤامرة والسيد الهاشمي (حتى يکون قريبآ من مصدر التخطيط) ذهب إلى أنقرة وجلس بقرب من جانکايا ، وبدأ من هناك يقود جماعته بالريموت کونترول، لذا نجد السادة أعضاء جبهة التوافق العربي السني ومنذ الأمس دشنوا الصفحة الثانية من مؤامرتهم بالهجوم على رئيس الجمهورية ومتهمينه بالکوردية والإنحياز للکورد ، حيث يدعون بأن التوافقات السياسية هي التي تمس الدستوروليس بدعة ممثلهم في البرلمان السيد المشهداني! بالضبط کالذي يفتري على الله جل جلاله ويقول قال العلي العظيم في محکم کتابه، لاتقربوا الصلاة من دون إتمام الآية الکريمة وأنتم سکارى. إن کنتم تعتبرون التوافقات السياسية هي خرق للدستور، فلماذا لم تقبلوا بأن تشکل الحکومة من قبل الإئتلاف العراقي الموحد لوحده ومن دون التوافقات والقفز على الإستحقاقات الدستورية؟ ألم تنال الإتلاف غالبية أصوات الشعب العراقي؟ ألم يحق للرئيس مام جلال ونائب الرئيس الدکتور عادل عبدالمهدي إستخدام حقهم الدستوري ولو مرة واحدة ؟ عجيب أمر هؤلاء القوم ناسين أو متناسين بأن إسم النائب الآخر للرئيس الجمهورية/ السيد الهاشمي قد دخل سجل الغينز العالمي، لکثرة إستخداماته للڤيتو؟ خلال سنتين فقط إستخدم هذا الرجل22 مرة ڤيتو (حق النقض) ضد تشريعات البرلمان!!! عبقريکم هذا قادر على تصيد کل المخالفات الدستورية ولکن البقية لايميزون بين تمرير المؤمرات التي تحاك خيوطها من وراء الحدود ومواد الدستور !! هذا ما يدور في مخيلة من يريدون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. الإخوة العرب من جبهة توافق عرب السنة والبعثيون، بعد کشف خيوط مؤامرتهم فقدوا صوابهم ،لذا يحاولون تغطيتها بخلط الأرواق والإعلام کأن غوبلز وأحمد سعيد لازالوا أحيآ و قوات محمد سعيد الصحاف مستمر في ذبح العلوج والأوغاد في صحراء الناصرية!.لربما الذين إدعوا بسقوط الصنم يحلمون لأن الصنم لم يسقط بل أنزل من محله لغرض الصيانة ،لربما قريبآ کل من السيد الهاشمي والشيخ العليان وصالح مطلگ سيقومون بإعادتها إلى محله في ساحة الفردوس.أنا لا أتفق مع الإخوة في جبهة التوافق العربية السنية، لیس حول سقوط الصنم فقط ،بل حتى حول سقوط النظام نفسه، لکن أتففق معهم بأن الفکر البعث لازال يحکم الکثيرون وما تمرير قرار من قرارات مجلس قيادة الثورة ( المادة 124) إلا مثال على ذلک.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha