عبد الرزاق النصراوي
لا يخفى على أحد أن محافظة بابل هي إحدى المحافظات المنتجة للطاقة الكهربائية وذلك من خلال المحطة الحرارية الرئيسية في قضاء المسيب والمحطات الغازية الأخرى في مركز الحلة ومحطة المسيب , وبالرغم من ذلك إلا أن المحافظة لم تستفد من الكهرباء فلا الكمية المجهزة تساوي الحصة المخصصة كما أن ساعة التجهيز تتخللها إنقطاعات متكررة , وربما هذا الموضوع يحدث في محافظات أخرى . ومحافظة بابل بإعتبارها مركز الفرات الأوسط تتواجد فيها ثلاث مديريات عامة للكهرباء وهي المديرية العامة للإنتاج والتوزيع ونقل الطاقة الكهربائية وهذه المديريات مسؤولة عن عدة محافظات . وقد جرت إجتماعات كثيرة بين المسؤولين على قطاع الكهرباء في مجلس المحافظة وبين المدراء العامين والمسؤولين في وزارة الكهرباء ولم تتمخض تلك الإجتماعات إلا عن وعود وتطمينات لم ينفذ منها شئ واحد وبقيت أزمة محافظة بابل والكوت وكربلاء المقدسة بدون حل اما المحافظات الأخرى فقد حلت الأزمة الخانقة عن طريق التجاوز على حصصهم المقررة .إن الأزمة بين محافظة بابل ووزارة الكهرباء ربما إبتدأت بصورة جدية – ويبدو بعد إستعانة وزارة الكهرباء بقوات وزارة الدفاع والله العالم – عندما إتصل سعادة وزير الدفاع بمحافظ بابل مستفسراً عن سبب الأزمة وتم توضيح الأمور بأن المحافظة مستمرة بحوارها مع الوزارة على أمل أن تقوم وزارة الكهرباء بتجهيز المحافظة بحصتها المقررة ، وبقيت الإتصالات مستمرة بين مجلس محافظة بابل والكهرباء إلا أن ما حصل يوم الأثنين 21 / 7 / 2008 قد إستفز مواطني المحافظة كثيراً – فقد لوحظ توجه عدد من الهمرات التابعة للواء المشاة 31 فق 8 ترابط على أبواب محطة ( أبي غرق ) بحجة حفظ أمن المحطة ومنع دخول غير المخولين إليها ولوضع النقاط على الحروف نود أن نبين :-1. إن أمن المحطة محفوظ لأنها في منطقة آمنة أصلاً ورغم الأحداث الأمنية التي جرت في المحافظة في الأشهر القليلة الماضية فإن المحطة لم تتعرض إلى ما يستوجب حمايتها بالهمرات , فما جرى اليوم حتى يستنجد السيد وزير الكهرباء بالهمرات ؟ 2. ان الواجب الرقابي لمجلس المحافظة يخوله الدخول إلى أية دائرة وهذا ما معمول به حالياً مع سائر الدوائر وأن المخول من قبل المجلس بمتابعة شؤون الكهرباء هو شخص واحد فقط ومعروف لدى جميع المسؤولين في المديريات العامة لوزارة الكهرباء في المحافظة وهو الأستاذ حسن الطائي .3. إن إستخدام قوات الجيش للهمرات الأميركية لمواجهة المطالبين بحق شرعي بسيط وهو الحصة المخصصة من الكهرباء للمحافظة كان صدمةً كبيرة لأهالي بابل لأنه كان عملاً تفوح منه رائحة الديكتاتورية العفنة ولأنه ذكر الناس بما حصل في إنتفاضة 1991 المباركة عندما قام الطاغية صدام بتوجيه المدافع والقذائف على المواطنين فضلاً عن كون هذا الإجراء المشين قد أسقط هيبة الجيش الجديد من أنظار الناس لأنه لم يكن في تصرفه هذا جيشاً للشعب بل كان جيشاً لقمع المطالبين بحقوقهم .نعم أقولها وبكل مرارة إن الذي أثار إستياء الناس بالدرجة الأساس هو ليس عدم تلبية وزارة الكهرباء لمطالب الناس لأننا في بابل والعراق أجمع قد تعودنا على عدم وجود الكهربـــــاء منذ ( 18 ) عاما ولا أعتقد أنه يوجد شعب في العالم يستطيع ان يتحدى العراقيين في صبرهم هذا وإنما الإستياء كان بسبب تكليف قطعات من الجيش لمواجهة الناس . 4. حسناً فعل مجلس محافظة بابل عندما عقد جلسته في 22 / 7 / 2008 وأصدر بياتا إستنكر فيه هذا الفعل المشين وكان على المسؤولين عن قيادة الجيش وحركاته أن يفكرواً ملياً قبل القيام في مثل هذا التصرف الذي أساء للجيش كثيراً كثيراً .5. كان من المفترض أن تخرج تظاهرات سلمية كبيرة في يوم الخميس 24 / 7 / 2008 إستنكاراً لما قامت به وزارتا الدفاع والكهرباء ولكنها تأجلت بسبب تدخل بعض كبار المسؤولين المحترمين في الإئتلاف العراقي الموحد في الوقت المناسب وحصول المحافظة على وعود بسحب الهمرات والنظر في تجهيز المحافظة بحصتها المخصصة لها وبدون تجاوز . نأمل أن لا يتكرر هذا التصرف مرة أخرى كما نأمل أن يكون هذا الحدث دافعاً إلى السيد وزير الكهرباء للتفكير بصورة جدية بالحلول الآنية السريعة للكهرباء لحين الإنتهاء من المعالجة الإستراتيجية التي قد تستغرق سنوات كثيرة .....25 / 7 / 2008
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha