حسن حاتم المذكـور
بتـاريخ 23 / 07 / 2008 وعلى اثـر زيارة السيد رئيس الوزراء نـوري المالكـي الى المانيـا وبطلب منـه ’ وجهت السفارة العراقيـة في برلين دعـوة للقـاءه والوفـد المرافق لـه ’ فكان حقـاً لقـاءً وديـاً بكـل ما للكلمـة مـن معنـى بينـه وبين جمـع كبيـر مـن الكتاب والأعلاميين والأكاديميين ورمـوز يمثلون منظمات المجتمـع المدنـي مـن بنـات وابنـاء الجاليـة العراقيـة فـي المانيا ’ افتتـح اللقـاء السيد سفير جمهوريـة العراق في برلين علاء الهاشمـي بكلمـة ترحيبية بعـدهـا تحدث السيد رئيس الوزراء ’ واستطيع القول ولأول مـرة تسود الموضوعيـة والرغبـة والأصغـاء وتبادل الأراء ووجهات النظر دون تحفظ فكانت تظاهـرة وطنية فتحت الأبواب بين الجمهوروالمسؤولين الحكوميين’ حيث كانوا اعضاء الوفـد مـن وزراء ومستشارين واعلاميين لا يقـل انسجامهـم عـن انسجام المتواجدين’ تحدث رئيس الوزراء صريحـاً وبمنتهـى الشفافيـة عـن اغلب الأشكالات العراقيـة ومصادر وخلفيات المأزق الراهـن سياسيـاً واجتماعيـاً وتاريخيـاً ’ مشيراً الى بقايـا النظام البعثـي البغيض كونهـا مثلمـا كانت لاتوال مشكلـة العراق الرئيسيـة ’ وتقف تلك الفلول المهزومة وراء كـل الخراب والدمار والمجازرالبشعـة ’ حيث لا تـوجد هـويـة محـددة لمجرمي البعث فهـم يمثلون ويستقطبون جـل الحثالات السـاقطـة المستهترة فاقـدة القيم والأخلاق والنوازع الأنسانيـة محترفي الجريمـة وزراعـة الفتنة تنكيلاً بالمجتـمع العراقي بكـل مكوناته ’ ويمثـل رفضهـم وتعريتهـم ونبذهم وتطهيرالعراق مـن شرورهـم موقفـاً وطنياً وانسانياً ’ وعلى جميـع المخلصات المخلصين ان يتحلوا بـه .واكـد سيادتـه على اهميـة تطهيـر مؤسسـات الدولـة العسكريـة والأمنيـة وكذلك مـوسسات المجتمـع المدنـي مـن الأختراقات الحزبيـة تنظيمـاً وايديولوجيـاً لأن تلك المؤسسات ستفقـد هويتهـا وتتخلى عـن واجباتهـا اذا مـا اخترقت مـن قبـل الواجهات القوميـة والطائفيـة والمذهبيـة ’ لأن الأمـر سيكون سببـاً لأختراقات خارجيـة مـدمـرة للأمـن والأستقرار والأعمـار ’ واشار كذلك : على ان المأزق العراقي هـو نتيجـة للأرث البغيض الذي تركـه لنـا النظام البعثي المقبور مظافاً اليه نزعات التعصب القومي والتطرف المذهبـي وضيـق الأفق الفئوي والعشائري ’ ونستطيع فقـط بالصبـر والجـد والكفاءة العاليـة والأيمان بالناس والوطـن ان نتجاوز مضاعفات المرحلـة واخطارهـا وفـي جميـع الحالات يبقـى الأمـر مهمـة الوطنيين المخلصين مـن بنات وابنـاء العراق . اشار سيادة رئيس الوزراء الى الصعوبات التي رافقت مشروع المصالحـة الوطنيـة وكذلك الأنجازات التي حققتهـا والتي لا يمكـن فصلهـا عـن وعـي وقناعـة جميـع مكونات المجتمـع العراقي ’ على ان العراق بحاجـة الى وحدتهـم وانسجامهـم وتسامحهـم مـع بعضهـم مثلمـا هـم بحاجـة الى وطـن امـناً مستقـراً ’ كذلك اكـد على ان المصالحـة يجب ان تشمـل الملايين مـن المهجرين والمهاجرين وجميـع ضحايـا النظام البعثـي المقبور والذي كان ايضـاً سببـاً لنزوح الكوادر المهمـة الى خارج العراق ونـزيف الكفاءآت ’ اننـا بحاجـة الـى معالجـة ذلك الجرح العراقـي بكـل شجاعـة ’ انهـا مسؤوليـة وطنيـة وانسانيـة ’ وعبـر سيادتـه ايضـاً عـن وجهـة نظـر فـي غايـة الأهميـة وهـي : ان العراق هـو ملكاً لأهله بجميـع مكوناتهـم القومية العرقيـة والدينيـة والمذهبيـة ’ ومـن غيـر المسموح بـه ان يستحوذ على مصيـره مـن قبـل تلك القوميـة او ذلك المذهب ’ ان العراق وطنـاً للجميـع وهـو فـوق نـزعات التطرف والتعصب ’ ان مـن يضـع القوميـة والطائفـة والمذهب او الحزب والعشيرة بينـه وبيـن الوطـن ’ لا يمكـن لـه ان يكون منتجـاً مثمراً وحتـى صالحـاً عراقيـاً وانسانيـاً ’ انـه سيكون في نهـايـة الأمـر سببـاً اضافيـاً للمـأزق العراقـي الراهـن ’ وعبـر كذلك وبمنهـى الثقـة والأيمـان ’ علـى ان العراق وطنـاً وشعبـاً قـد سحـق المراحـل الأصعب وهـو يتقدم فـي اعادة بنـاء ذاتـه وترميم كيانـه وتجاوز عثراتـه .. انـه سائراً فـي طريقـه تاركـاً خلفـه شـلل التعصب والتطرف فـي مستنقعات الجفاف التاريخـي ’ حيث ان التعصب القومـي والتطرف الطائفي والمذهبـي وضيق الأفق الفئـوي والعشائري يعمـل على خلـط الأوراق سياسيـاً ويزرع المصائـد ويضـع العضى فـي عجلـة التطور السليم وطنيـاً وانسانيـاً ويلحـق الضرر بوحـدة المكونات الأجتماعيـة ويـدمـر الثقافـة الوطنيـة فـي التسامـح والمحبـة والتفاهـم والبنـاء المشترك .كان سيادتـه موضوعيـاً صريحـاً متفهمـاً لمـا تفكـر وتشعر بـه الجاليـة العراقيـة وقلقهـا واسئلتهـا الملحـة حـول الحالـة العراقيـة ’ حيث استنتـج اغلب الحاضرون ’ على ان السيـد المالكـي والمخلصين مـن حولـة يشكلون بـدايـة لظـاهـرة وطنية يجب الوقوف الى جانبهـا ودعـم الأيجابي فـي مسيرتهـا ضمـن الضوابـط الوطنيـة ’ وفـي الوقت الذي يجب ان نتجنب فيه المواقف الألية مـن مواقـع الترقب السلبي’ علينا ان نحرص على الموضوعية والأنصاف فـي كـل مـا هـو خيـر للعـراق ’ فالسيد المالكي كان واضحـاً فـي تأكيـده على دور المثقفين في العمليـة السياسيـة والتحولات الديموقراطيـة ومجمـل التطورات اللاحقـة .كان تأكيـد رئيس الوزراء صريحـاً في اجابتـه على الأسئلـة التي تتعلق في المفاوضات مـع الجانب الأمريكي ومستقبل العقود النفطيـة ’ على ان العراق يتعامـل مـع الأخرين كدولـة لهـا كامـل السيادة التي يحترمهـا ويعتز بهـا ولا يفـرط بمضمونهـا الشعب العراقي ’ وهـكذا يجب على الآخرين ان يفهمونـا والا فهـم على خطـاء .كذلك ساهم كـل مـن وزراء الخارجية والداخليـة والدفاع بالرد على بعض الأسئلـة التي طرحهـا الحاضرون ’ وكان مستوى الموضوعيـة والصراحـة والأقناع فـي الأجابات عاليـة جـداً ’ واستطيع القول على ان هناك انسجامـاً مميزاً بين اعضـاء الوفـد والجاليـة العراقيـة عبـر اللقـاءات الجانبيـة وتبادل وجهـات النظـر والحوارات .خرجنـا وفـي طريق العودة شعرنـا بأن جميع مكونات العراق تقريبـاً يحمـل قـدراً عاليـاً مـن الأجابات والأقناع والتفائـل فيمـا يتعلق بهمومهـم وان العراق بألف خيــر متقدمـاً مصالحـاً لأهلـــه . 25 / 07 / 2008 smathcor@web.de
https://telegram.me/buratha