بقلم: علاء الموسوي
امريكا وحظوظ الكلابعلاء الموسوي في إحدى أسابيع الموضة التي أقيمت في نيويورك للحيوانات الأليفة، عرض على الجمهور طوقًا لتزيين عنق الكلاب، مصنوعا من جلد التمساح يبلغ سعره 10 آلاف دولار أمريكي، كما عرض عطرا للكلاب بـ 3 آلاف دولار، وسترة مرصعة بالكريستال مخصصة أيضا للكلاب بمبلغ 8 آلاف دولار. وتوفرت عمليات تجميل لهذا الحيوان المدلل عن طريق حقنه بالبوتكس منعا لزحف التجاعيد على بشرته، أما بالنسبة للتخفيف من الضغوط الحياتية عليه، فقد نظمت احدى الجمعيات في امريكا الشمالية دروسا لتدريب مربي الكلاب على تنظيم تنفسهم والاعتناء اللطيف بكلابهم حين يحملونها بين الأحضان، حتى يمكنهم الاستماع إلى دقات قلوب كلابهم فتشعر تلك الأخيرة بالطمأنينة. كما تم اختراع جهاز للكشف عن نفسية الكلاب وسبب نباحها، إن كان ذلك بدافع الخوف أو الجوع أو الفرح. وفي البرنامج الذي تقدمه أوبرا، تم تخصيص حلقة كاملة للتحدث عن سوء معاملة الكلاب الضريرة والمسنة والتي أصيبت بعاهة جراء حادث سيارة، وحذرت مقدمة البرنامج في بداية الحلقة من المشاهد المؤذية التي قد تؤثر في نفسية محبي الكلاب، والتي كانت عبارة عن لقطات لمجموعة من الكلاب المسجونة والمحشورة في أقفاص محكمة الإغلاق، وقد أحاطت بها القاذورات ورائحة البول والغائط . وركزت كاميرا البرنامج على الآثار التي تركتها السلاسل الحديدية الضيقة على رقاب الكلاب، وكان بسبب الدموع التي ذرفتها أوبرا على تلك الكلاب المظلومة أن تدفع المئات من المواطنين المتأثرين بتلك القضية إلى تبني الكلاب المشردة والمسكينة والمغلوبة على أمرها. جميلة هي تلك الحقوق التي ينادون بها للحيوان في امريكا، وعظيمة تلك الجمعيات التي تسعى للتخفيف عن نفسيات البهائم، ولكن الأجمل أن تنظر الادارة الامريكية، ولاسيما العسكرية، بشيء من الرحمة والشفقة إلى العراقيين الذين ينامون يوميا من على سطوح منازلهم على (موسيقى) الطائرات الامريكية (الصديقة)، وهي ترفرف في سماء وطننا الغالي، ناهيك عن (هدير) سرف الدبابات وهي تتجول بين الطرقات في ساعات الليالي (الحمراء) بحثا عن المطلوبين من الشيوخ والاطفال، فضلا عن الصغار الذين ينامون على أصوات القنابل ويستيقظون على جثث الشهداء، وأصوات النساء النادبات المفجوعات بموت الولد والقريب والحبيب والعائل، حين تتدخل القوات الامريكية في مداهماتها للبيوت الآمنة، اتمنى على القوات (الصديقة) ان تدخل قواتها وافرادها العسكريين في دورات تتخصص بتأهيلها للتعامل البشري مع الاخرين (فاحترام الجندي الامريكي لادمية الناس اعترافا واذعانا بادميته، والا فالعكس....)، ولا بأس ان يستعينوا بخبرائهم في رفق الحيوان!. او ليحزموا امتعتهم الثقيلة (علينا) ويكونوا متفضلين لجعل تلك الامتعة خارج المدن...، الى حين اتمام الاتفاقية العراقية ـ الامريكية القاضية برحيل اخر جندي امريكي من ارضنا الحبيبة ـ اذا صدقت النوايا ـ وحينها لكل حال مقال.Alaa_almosaowy@yahoo.comاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha