المقالات

هل عوائل الفقهاء لا يستحقون بحبوحة العيش ؟!!!

1586 16:47:00 2008-07-23

بقلم : سامي جواد كاظم

السعي لكسب المال من المستحبات بل الواجبات التي يجب على الإنسان ممارستها بل حتى المرأة التي لا تجد من يعيلها ولها القدرة على العمل فان الإسلام حث على ذلك والعمل هو الكسب المادي الذي من خلاله يستطيع المرء تحقيق مستلزمات الحياة الضرورية واذا ما كان لديه المزيد فلا ضير ان يعيش في بحبوحة من العيش .هذه الميزات ليست حكرا على شخص دون الأخر او على صنف دون الصنف الأخر فان الحياة تسع لكل مستويات البشرية وتعطي الحياة لمن يعطيها مع المشيئة الإلهية فإذا تطابقت الحكمة الإلهية مع كد الإنسان فان النتائج تكون متطابقة مع طريقة كد الإنسان في الحلال او الحرام فكم من تاجر يتاجر بالحلال فيخسر وأخر بالحرام فيكسب الكثير وهذا ما تطرق إليه الإمام الحسين عليه السلام في احد أحاديثه عندما ذكر من ليس له خلق وله خلاق أي الذي لا خلق ديني له وله نصيب دنيوي وليس أخروي وهناك من له خلق ولا خلاق له أي له خلق ديني ولا نصيب دنيوي ولكن له نصيب أخروي وهناك من له خلق وله خلاق في الدنيا والآخرة وهذا الأفضل من بين الأصناف .اذا بحبوحة العيش ليست حكرا على طبقة معينة دون الأخرى ، هنا يأتي السؤال لماذا نتعجب وننكر ونستهجن ونرفض اذا ما رأينا فقيه في هذه البحبوحة المعيشية ؟ لماذا يساور البعض الفكر السلبي اتجاه هذه الحالة ؟ وهل الفقيه لا يتمتع بمشاعر وطموحات أسوة بغيره ؟ هذه الأسئلة لا تعني بالضرورة تبرير لمن قد تسول له نفسه من البعض الذين يدعون الفقه والعلم فيتصرفون بحقوق الله عبثا ولعل المؤتمن على بيت المال للإمام الصادق عليه السلام والذي كان بدرجة عالية من الثقة خان الأمانة عندما طالبه بالحقوق الإمام الكاظم عليه السلام بعد استشهاد أبيه الصادق عليه السلام فهل تاريخه مع الصادق دليل ثقته ؟ فالحال يجيب بالنفي .اليوم اذا ما رأينا عالم او مجتهد او فقيه يقود سيارة نستغرب ويأتي السؤال على البديهة من أين له هذا ؟ ونجيب بسرعة انها حقوق شرعية استخدمها لنفسه ، عجبا اين الدليل ولماذا إساءة الظن ؟ فلو أراد شخص غني او احد أبناء الأغنياء دراسة العلوم الفقهية وتحقق له ذلك وقدم الرسالة التي يستحق عليها الاجتهاد فهل سيرفض منحه الاجتهاد لأنه غني او ابن أغنياء وعليه ترك المال او التصدق به حتى يمنح لقب مجتهد ؟ فهل هذا شرط من شروط الاجتهاد (المستحدثة) ؟نعم طبيعة العالم الزهد في الدنيا ومعايشة مجتمعه طبقا للمستوى الذين هم فيه ولعل المقارنة بين الإمام علي والإمام الصادق عليهما السلام بما كانا عليه من الحال معروفة فكان رد الإمام الصادق عليه السلام ان زمن الإمام علي عليه السلام يختلف عن زمانه كما وان الإمام الصادق يلبس الناعم حتى يساير زمانه الا ان الخشن تحت الناعم الذي يلامس جسمه .أنا أريد أن أصل إلى نقطة مهمة لماذا يساء الظن بالفقيه اذا ما شوهد في بحبوحة من العيش ؟ واذا كانت هذه النظرة السيئة اتجاه الفقيه فكل من يدفع الحقوق الشرعية لهذا الفقيه او ذاك يستطيع ان يمتنع عن الدفع له ولم يلزمه هذا الفقيه او غيره بضرورة الدفع لهم . الكل يتحدث عن رواتب المسؤولين في الدولة ابتداءً من رئيس الجمهورية الذي خصصت له جلسات في البرلمان لكي يقرر مقدار راتبه فكانت الأرقام مغولة وانتهاءً بأدنى مسئول ، فلو قارنا بين رواتبهم ورواتب الفقهاء اعتقد لا نسبة بينهما كما وان إن تبجحوا بالمسؤوليات التي يضطلع بها الرئيس وغيره من المسؤولين فان هنالك مراجع مسؤولياتهم اشد وأحنك من مسؤوليات حتى رئيس الجمهورية لان رئيس الجمهورية يستطيع ان يتخذ أي قرار او يتراجع عن أي قرار ولا ثوابت تحكمه اللهم بعض الثوابت الدنيوية ( السياسية ) على عكس المرجع الذي يجب ان يتأنى في أي قرار يتخذه وكذلك ان يتطابق مع الرضا الإلهي أولا والبشري ثانيا وغير مسموح له الاعتذار او التراجع عن ما صدر منه واذا حصل فهذا يؤثر على مكانته.الحال المعكوس هنالك فقهاء لهم ابناء لا رغبة لهم في ولوج مسلك الاباء بل الاشتغال في التجارة ونجدهم بمستوى معيشي جيد فهل يمكن لنا ان نقول انهم جاءوا بالاموال من ابائهم ؟!!وحال اخرى هنالك عائلة ملبسها العام هو الزي الديني بالرغم من عدم حصولهم على درجة تسمح لهم على اقل تقدير اجتهاد جزئي الا اننا نراهم يرتدون العمامة و( الصاية والعباية ) فلو اصبح ذو مركز مالي مرموق هل بالضرورة الشك واساءة الظن فيه؟هل المطلوب من كل فقير يصبح غني ان يظهر على الملآ ويشرح لهم كيف استغنى و والله حتى لو فعل ذلك فصاحب الظن السيء لا يقتنع باي مبرر لهذه الاموال .نعم هنالك طفرة عريضة تحصل بين ليلة وضحاها ومن غير مقدمات فالذي يبيت من غير عشاء ينهض باكرا واذا سيارة اخر طراز وخدم وحشم حوله فهذا يثير التساؤل وبالرغم من ذلك على هذا الشخص ان يفسر بشكل مباشر او غير مباشر هذا التغيير من غير ان يلزم به على اقل تقدير حتى يدفع الشبهات عن نفسه وان كانت غالبية هذه الحالات تاتي من طرق غير مشروعة .هنالك كاتب شغله الشاغل ابناء المراجع اسمه عادل رؤوف وكل كتاباته كأنها حواديت مقاهي فليس لديه سوى قال ابن الاصفهاني وعمل ابن الخوئي وتصرف كذا ابن السبزواري وتحدث ابن الحكيم وهلم وجرى ، ولاتستحق ان يطلق عليها مادة كتابية ثقافية فان الرد عليها يكون اتفه منها .الاسلام يقول احمل اخاك على سبعين محمل صدق ونحن نحمل اخانا وبالذات ابناء مراجعنا على سبعين فرية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الذي لا يعرف
2008-07-25
ولانك يامن لا اعرف لا تعرف سوى التهم لكل من لا يتفق مع ما تريد انت ان تعرفه فهل يوجد في هذا المقال ما يشير الى الحكيم ؟ واذكرك فقط بايام وليالي مرت على ال الحكيم وتحديدا في بداية حكم العفالقة فان الليل الذي ينامون فيه لا يعلمون هل سيصبحون ام لا ؟ وال الحكيم وما عانواه من تشريد وقتل وسجون كنت انت يامن لا اعرف ترقد بحضن امك ان كنت صغيرا او لم تلد اصلا او تاوى الى فراش زوجتك . اليوم ان كانت لديك بينة ان ال الحكيم سرقت منك شيئا فانك تكون بمنتهى الجبن ان لم تطالب بحقك منهم والا فاسكت .
لا اعرف
2008-07-24
نعرب عن أسفنا لتطاول هذا البعثي والطائفي المقيت المكنى بأنه لا يعرف والجاهل لا يعتب عليه فهو لا يعرف، فلقد مر تعليقه على غفلة من الوكالة نكرر اعتذارنا للأخوة الكرام
عوده
2008-07-23
الاخ الكاتب لو كنت ذكرت المدعو عادل رؤوف في اول المقالة لما اكملت باقي المقالة لان عادل رؤوف ومن خلال بعض المقابلات الفضائية معه وفي الفضائيات المعادية للعراق علنا وسرا كان كل شيء فيه غير مؤدب مثل القنوات التي تلتقي فيه من وضعية جلسته وهو يشرب السكائر الى تقولاته الى كلماته البذيئة التي يطرحها ومسايرته مقدمي البرامج المعرفين بتوجهاتهم الوهابية الارهابة انه ليس بكاتب بقدر ماهو حاقد مغرور الى ابعد الحدود وحتى لو كان يمتلك علوم الدنيا مادام بلا اخلاق فبئسا له وتعس واين هو الان عند احد القومجية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك