المقالات

علاقة صلح الحديبية بالوهابية

1773 16:44:00 2008-07-23

بقلم : سامي جواد كاظم

 اغلب الافكار المتطرفة والشاذة نجدها تهدم نفسها بنفسها ويختلف اسلوب الهدم بين الالهي والبشري ، فكما يقول المثل المشهور ( حبل الكذب قصير ) .هنالك احزاب وافكار يامل البشر ان ينظروا الى كيفية زوالها وبعض هذه الافكار تكون ازالتها دموية والبعض الاخر سلمية.فالفكر الشيوعي الخاوي والذي تسيد العالم بافكاره انهدم وبشكل زلزالي اثر تضعضع افكاره الذي كثيرا ما طبل لها ويحاول ركامه اليوم تحسين صورته ونبذ المنبوذ فيه وبالرغم من ذلك يستحيل ان يعود الى سابق عهده .واليوم الدماء التي تسيل بسبب نبذ البعث الفاشي والذي مهما حاول من اراقة دماء فانه اصبح في عداد المنسيين ولا ذكرى له الا البطش الدموي .هذه الاحداث لها مثيل في التاريخ الاسلامي ففي الوقت الذي تسيد المشركون مكة وضيقوا على الاسلام بغية دحره وهجّروه من مكة على امل ان يتحقق لهم مبتغاهم فنهاية المشركين كيف كانت ؟ واليوم بدلا من المشركين لدينا الوهابيين الذين يتسيدون ارض نجد والحجاز فكيف ستكون نهايتهم ؟المشركون الذين حاربوا النبوة الالهية والتعاليم الاسلامية لم يصمدوا بوجهها وذلك للفراغ الفكري الثقافي السماوي والاغلب الاعم الارضي .صلح الحديبية هذا الصلح الذي بين ثناياه موسوعات ومجلدات قبل الانعقاد واثناء الانعقاد وبعد الانعقاد ، حيث لم يدر في خلد المشركين ان توقيع وثيقة الصلح هو ايذانا ببدء نهايتهم بالرغم من الملابسات التي رافق الصلح من خلال امتعاض بعض الصحابة منه كما وحتى تالم الامام علي (ع) عندما قيل له اكتب محمد بن عبد الله وليس رسول الله وكان جواب رسول الله (ص) للامام علي (ع) ستكون لك مثلها ، ولو تمعنا بشروط الصلح الاجحافية بحق الطرف المحمدي فاننا لا يمكن لنا ان نصدق ما كان يصبو اليه نبينا محمد (ص) من مؤثرات مستقبلية لهذا الصلح .المهم بعد مرور سنة وجاء موعد الحج الاسلامي لرسول الله (ص) وبليل دامس سحبت اذيالها بنو قريش وتحديدا المشركين منهم وتركوا مكة لمحمد (ص) وجماعته وذكر التاريخ ان هذه العملية هي فتح مكة .تاملوا هذا التعبير فتح مكة فالفتوحات تكون بالسلم ونشر الفكر من غير السلاح على عكس بقية حروبه الدفاعية التي يطلق عليها معارك رسول الله ( ص) وهذا يقارن بالمعارك التي خاضها المسلمون تحت ذريعة الفتوحات الاسلامية .اليوم نجد هنالك فكر متشدد في مكة هو الفكر الوهابي وهذا الفكر احادي وليس توحيدي فالتوحيد ذريعة لنشر الفكر الاحادي وخلافهم كافر .لعل الكثير يامل ان يرى كيف ينتهي الفكر الوهابي كما كنا نامل كيف تنتهي الحرب العراقية الايرانية والحصار وحكم صدام وتحقق لنا ذلك اليوم نامل كيف ينتهي الحكم الوهابي ؟اعتقد انه سينتهي بطريقة مشابهة لانتهاء دور المشركين في مكة ، حيث الان يعاني هذا الفكر من انتشار فكر التشيع في اغلب بقاع العالم ففي مصر تعقد الندوات لمواجهة المد الشيعي وفي المغرب تعالت صيحات المتشددين للوقوف امام التشيع الجارف في شمال المغرب ودعوا الى حلول جذرية لهذه المسالة والا فان السلفية باتت في حكم الزوال ، وفي سوريا عقدت دراسات عن تزايد الفكر الشيعي في بلدهم وما هي النتائج المترتبة على ذلك ؟ ، وحتى الدراسات الامريكية انتهت الى نتيجة مفادها التقبل العالمي للفكر الشيعي وبات هو المستحسن من الاسلام وتوجه اغلب المفكرين الى التشيع ، هذه كلها اولويات للقادم .العجيب في الامر ان المد الشيعي لم ياتي لا بغزوات عسكرية ولا باغراءات مالية ولا بمنح مناصب عليا اذا ما حكمت الشيعة بل انه فكر انتشر من خلال قراءة موضوعية للتاريخ وكل الذين استبصروا للتشيع نجدهم كانت نقطة انطلاقهم قراءة التاريخ بحيادية تامة وكانت النتيجة الاستبصار .كلنا سمع عن انعقاد ندوات ومؤتمرات التقارب بين الاديان والمذاهب وان الملتقى الذي عقد في مكة قبل انعقاد المؤتمر في مدريد رافقه البيان الذي اصدره مشايخ الوهابية بحق الشيعة حيث ان هذا البيان جاء بشكل مدروس وضعوا نصب اعينهم صلح الحديبية واذا ما سارت الامور باتجاه التقارب يعني زوال الفكر الوهابي ، والشيعة لها عبرة من بنود صلح الحديبية بان التنازل الوقتي عن بعض مطالبهم سياتي بالنصر الدائمي مستقبلا اسوة بفتح مكة .فالتقارب يحتم على الوهابية احترام الفكر الاخر والفكر الاخر اقصد به التشيع له تاريخ عميق ممتد بين شِعب ومسالك مكة ، فما من بقعة ارض في مكة الا ولها حدث تاريخي شيعي وطالما ان الشيعة يعتزون بتاريخهم ويمنحونه العناية الخاصة من شعائر وزيارات وعبادات فهذا يعني الطامة الكبرى للوهابية لهذا لا يمكن لهذا التقارب ان ينجح الان على اقل تقدير .هذه الامور هي التي تجعل الجانب السعودي يتشنج من مد الجسور مع ايران سابقا والعراق حاليا حيث انهم يصفون حكومة المالكي بانها حكومة شيعية ، وهذا التخوف والتشنج هو لما ستؤول اليه الامور اذا اصبحت هنالك معاهدات صداقة والتزامات قد تجدها مرة الحكومة السعودية اذا التزمت بها . ولكن المد الشيعي قادم لا محالة منه ابدا فالتاريخ سيبقى مكشوف للذي يريد ان يعرف طياته .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو ذياب الموصلي
2008-07-24
اشكرك اخي العزيز سامي على هذه المقالة الرائعة والربط العجيب بين الماضي والحاضر وهذا ديدن مفكرينا الذين يدافعون عن مظلومية اهل البيت مزيدا من هذه المقالات تنورنا ولك الأجر والثواب قال رسول الله(ص) من نصرنا بيده ولسانه وقلبه فهو معنا بدرجتنا بالجنة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك