المقالات

الدرس القاسي الإيراني: صواريخ الحسم وركوع نتنياهو وترامب تحت أقدام الجمهورية..!


منذ بداية المعركة، أراد نتنياهو أن يرسم شرقًا أوسطًا جديدًا بقصفه إيران، مستندًا إلى دعم أمريكي مطلق وخنوع عربي مفضوح بعد سقوط سوريا وخنوع الحكومة اللبنانية بعد استشهاد سيد الجنوب ، لكنه لم يدرك أن ما كان ينتظره ليس شرقًا أوسطًا جديدًا بل بداية النهاية لحكومة الكيان الصهيوني نفسها.

إيران لقّنت الجميع درسًا قاسيًا لن يُنسى لعشرين عامًا على الأقل. فمن كان يصرّح قبل أيام بأن “نظام ولاية الفقيه” على وشك السقوط، أصبح اليوم يتوسّل طهران لوقف الحرب. هذا التحول الكارثي لم يكن بسبب ضربة إعلامية أو مفاوض سياسي بارع، بل بسبب عاصفة من الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة التي أطلقتها إيران على العمق الإسرائيلي وجعلت الداخل الإسرائيلي ينزف ويرتجف.

إسرائيل حاولت تكرار خدعتها القديمة. تمامًا كما فعلت في حرب الجنوب، عندما أعلنت موافقتها على هدنة 21 يوما لوقف إطلاق النار، ثم قصفت مقر قيادة حـــ الله ــــزب بثلاثة وثمانين طناً من المتفجرات وغدرت سيد الجنوب اثناء دخوله المقر منتهكة شروط الهدنة،اليوم أعادت الكرّة مع إيران بمساعدة ترامب الذي بدوره كرر تكتيكه السابق، ذلك الذي استخدمه في ولايته الأولى حين استهدف قادة النصر في المطار بخداع حكومة عادل عبدالمهدي اثناء عورة تشرين، وأعاد استخدامه مجددًا بإعلان اتفاق نووي، بينما الحقيقة كانت خطة خبيثة لمباغتة إيران بضربة إسرائيلية شاملة تهدف لتدمير قدراتها النووية والعسكرية.

لكنّ الرياح لم تأتِ كما يشتهي ترامب ونتنياهو، لم تدمر قدرات ايران وكان لصواريخ إيران الفرط صوتية والموجات الصاروخية الانتشارية القدرة على هزم الدفاعات الإسرائيلية، بالاضافة الى تفجير الداخل الإسرائيلي سياسيًا وشعبيا، وأدخلته في فوضى مدنية وعسكرية، وصلت إلى حدّ انهيار تام للسيطرة على الجبهة الداخلية ، وخروج شعبهم للهرب إلى قبرص وأوروبا.

اراد ترامب ان يُغسّل وجه إسرائيل بالتراب في محاولة فاشلة لإنقاذ سمعة الكيان، أعلن ترامب عن قصف المنشآت النووية الإيرانية، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا؛ فلا طائرات B2 ولا قنابل خارقة، بل مجرد ضربة رمزية نفذتها طائرات F15 بقنابل أقل من عادية. لعبة إعلامية رخيصة لغسل وجه إسرائيل من عار الهزيمة التي ورّطت نفسها فيها.

لكن الرد الإيراني لم يتأخر. فجاءت صواريخ الجمهورية تُدكّ قواعد أمريكا في قطر وقاعدة الحرير، فكانت القشة التي قصمت ظهر ترامب، وأسقطت آخر أوراق التوت عن “هيبة” أمريكا خوفا على طريق التجارة العالمي والشركات الأمريكية في الخليج ومصالحها وقواعدها هناك لتاتي الموجات الخماسية الصاروخية الايرانية فجرًا وتُغرق بير السبع وأهدافًا أخرى في النار، تمامًا في اللحظة التي أعلنت فيها إيران قبول وقف إطلاق النار التي توسل بها ترامب ونتنياهو عن طريق امير قطر.

فعلتها إيران، وقلبت الطاولة بنفس الطريقة التي طالما استخدمها الغرب ضدها. الساعة الرابعة فجرًا، أعلن المفاوض الإيراني عرقجي قبوله الهدنة بدءًا من السابعة صباحًا بتغريدة اعلامية، بينما كانت منصات الإطلاق تستعد لوابل ناري بدأ في السادسة صباحًا واستمر حتى السابعة توقيت وقف المعركة، تاركًا “إسرائيل” في مأزق أخلاقي وسياسي وإعلامي، بين الرد أو الالتزام بوقف النار.

ولإرضاء “الرأي العام الإسرائيلي”، سمح ترامب للكيان بتنفيذ ضربة رمزية لموقع مهجور في إيران، مجرد كومة تراب، على أمل تهدئة المستوطنين ودفعهم للبقاء. وقبلها سمح لهم بقصف رادار عراقي في التاجي، ظنًا منه أنه يقدّم معلومات لإيران حول الطلعات الجوية الإسرائيلية.

إيران تنتصر، أمريكا تخفي عارها اعلاميا بوجه الوسيط الطيب، وحكومة نتنياهو إلى زوال عن قريب

لقد انتهت الجولة بخسارة مدوية لأمريكا وإسرائيل، وانتصار واضح وصريح للجمهورية الإسلامية. أمّا نتنياهو، فبدأ العدّ التنازلي لزواله، وستسجل هذه المعركة في تاريخ الصراع أنها لحظة كسر الغطرسة الأمريكية والصهيونية معًا، على يد شعب وقف مع حكومته التي تعرف كيف تردّ، وكيف تنتصر ولم يساعد العدو في ارباكها او محاوله اسقاطها كما كان يتمنى ترامب والنتنياهو ومن خلفهم الاعراب وبعض المحسوبين خطأ على العراق.

ولا عزاء للكلاب التي تغطت بشعارات الوطنية العراقية، وباركت قصف إيران فرحًا بسقوط نظام الولي الفقيه، ظنًا أن سقوطه سيمهّد لسقوط نظام العراق وتقاسم الكعكة بينهم. باعوا أنفسهم لإسرائيل وأمريكا، وأعلنوا بيانات الموازرة لعدو صهيوني. لكن الحلم تبخر مع انكسار إسرائيل، وذل أمريكا، وسقوط رهانات دول الخنوع العربي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك