بقلم: علي جاسم
من بعض ما أبتلينا به في عراق الابتلاءات هو إننا لا نتمكن من الشعور ببرودة الماء في فصل الصيف إذا ما أردنا إطفاء شيئا من لهيب حرارة الطقس في هذا الموسم الساخن هروبا منه ومن الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي المضطهد من كثرة ما أصبحنا لا نتحسس وجوده ولا نستلطفه بسبب غيابه المتواصل .الأمر يكاد يكون متماثلا ومتشابها عند الحديث عن الماء لأنه يقع بين حالتين أحداهما أمّر من الأخرى وتبعا لذلك فقد قسم المواطنين الى قسمين وحسب الاستخدام ، الحالة الأولى هي انه بدأ يتضايق من كثرة الاعتماد عليه صيفا فقرر _ مستغلا الحالة الديمقراطية في العراق الجديد _ ان ينأى بنفسه بعيدا عن الأيادي لتتكرر بذلك انقطاعاته حاله حال ذبذبات كهرباء أديسون ، فان رقّ حال المواطن عليه فسيشمله الجريان في أنابيبنا المتهرئة والصدئة ولكن بطين وميكروبات وجراثيم متنوعة جعلت مجلس الوزراء يشكل لجنة من وزارتي الصحة والبيئة وأمانة بغداد للوقوف على أسباب تلوث المياه بعد ان أكدت الفحوصات المختبرية تلوثها وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري.اما الحالة الاخرى التي يقع فيها بطل الرواية (الماء) فهي استخدام المواطنين لعبوات مياه الشرب (المعقمة) القادمة من بلاد الإنتاج والتقدم الصناعي في كل شيء حتى في صناعة المياه التي يفترض ان تكون طبيعية في معظم بقاع الأرض ، أو على الأقل بعضها وهذا ما قد تعلمناه في دراساتنا السابقة التي يبدو انها انتابها الغش هي الأخرى ، ولكن هذه العبوات البلاستيكية التي دأب أبناء العراق على اقتنائها بسبب نقاوتها وماركاتها العالمية أحيانا ، أو بسبب الغيرة أحيانا أخرى لم ينجُ المواطنون عند استخدامها لاسيما المنتجة محليا من البكتريا المنتشرة في أوصالها.هذه اللجنة المشكلة قد يطول عملها وقد تبقى نتائجها غير معلنة كما هو الحال دائما عند تشكيل لجان تحقيقية لأغراض مماثلة ، وحتى اكتشاف أسباب تلوث المياه ستبقى جراثيمها ضيفا ثقيلا في دمائنا.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha