كتب معن بن علي الدويش الجربا
في عالم مليء بالتحديات والصراعات، تبرز اليوم قضايا النضال والمقاومة والأخلاق كمواضيع محورية في الساحة السياسية والاجتماعية في منطقتنا العربية والإسلامية.
واحدة من أهم هذه القضايا هي موقف دول الممانعة (دول الشرف) في مواجهتها للضغوط والعقوبات وفي تقديمها مزيدًا من التضحيات.
ففي كل يوم نرى تقديم الشهداء ومعاناة الحصار المستمر منذ عقود، وفي كل يوم نشهد صمود هذه الدول في مواجهة القوى العالمية الكبرى، وآخرها العدوان الأخير الذي شنّه الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية.. وهنا يجب أن تتبادر إلى الأذهان أسئلة عديدة حول أسباب تحمّل هذه الدول وهذه الشعوب لكل ذلك العناء.
علينا جميعًا أن نتذكر بأن ما تتحمّله هذه الدول من شدائد وصعوبات ينبع من دعمها الثابت لقضية فلسطين والقدس الشريف، وليس لأي سبب آخر.
إن دول محور الممانعة، المتمثل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، العراق، لبنان، اليمن، وسوريا (النظام السابق)، تحمّلت كل هذه الضغوط الهائلة من أمريكا والغرب والعالم الأنجلوساكسوني بسبب ما قدّمته للقضية الفلسطينية من دعم وحماية.
وعلينا جميعًا أن نعلم أن هذه الدول الممانعة لو تنازلت عن دعمها لقضية فلسطين، لفتحت لها أبواب الجِنان من رخاء وتنمية واقتصاد مزدهر من قِبل قوى العالم الكبرى، مدعومة من إسرائيل وأمريكا.
حقًا، ما أشبه هذا الحصار بحصار قوى الطاغوت والظلم والجبروت ضد بني هاشم في شعاب مكة المكرمة قبل ألف وأربعمائة سنة، بسبب حمايتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه اليوم بحصار (شعب بني هاشم).
إنه لمن المؤسف أن نشاهد بعض الأقلام المأجورة والوسائل الإعلامية الموجّهة تشمت بما تتعرض له هذه الدول وهذه الشعوب من عدوان، متجاهلة التضحيات الجسيمة التي قدّمتها تلك الدول وتلك الشعوب دفاعًا عن قضية عربية وإسلامية أصيلة (قضية فلسطين).
وهنا يتجلّى سؤال مشروع: هل هذه الأقلام وهؤلاء الأشخاص بالفعل يحملون جينات عربية أو مبادئ إسلامية أو حتى مجرد قواعد إنسانية محايدة؟!.. أم أنهم شياطين بأشكال بشرية، ومجرد أدوات لقوى خارجية تسعى لخذلان هذه الأمة وتمزيقها؟!
علينا طرح دعوة صادقة لكل مواطن في منطقتنا للوقوف مع الحق، والتكاتف في مواجهة المخططات التي لن تستثني أحدًا؛ فلا التخاذل سوف يحمي أحدًا، ولا حتى الحياد سينجي أحدًا، بل سيأتي الدور على الجميع تباعًا.
يجب أن نكون واعين لحقيقة المخاطر المحدقة بنا جميعًا، حتى لا ينطبق علينا المثل القائل: "أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض"، فالمخطط يشمل كل المنطقة ولكن على مراحل.
https://telegram.me/buratha
