المقالات

عند الخلافات الائتلاف ينجح والعليان يفضح

1486 00:42:00 2008-07-21

بقلم سامي جواد كاظم

سمتان اتسمت بها كل الكتل البرلمانية السمة الاولى الخلافات التي تحدث داخل الكتلة الواحدة ومعظم هذه الخلافات نجد ان اسبابها شخصية او مصلحية تعود لاطراف الخلاف وبغض النظر عن الكتلة التي يحدث فيها الخلاف ، والسمة الثانية انها كلها اعلنت عن قيامها بتحالف او تشكيل جديد والكل باءت بالفشل .افضل كتلة عالجت خلافاتها هي الائتلاف بالرغم من انسحاب كيانين ليس لهما ثقل سياسي على العملية السياسية الا ان احدهما له ثقل جماهيري من غير قيادة حكيمة تستطيع ان تسير بهذا الحشد نحو بر الامان السياسي ،وكل الكتل تستحق الانتقاد ولكن بشكل متباين وفي نفس الوقت ليس كل الكتل تستحق الثناء .لكل كتلة هدف رئيسي متفق عليه واهداف ثانوية مختلف عليها فاذا ما تحقق الهدف الرئيسي طفحت خلافات الاهداف الثانوية والتي بالتالي تهدم ما تحقق من خطوات اتجاه الهدف الرئيسي .تعالوا لنقارن بين خلافين حصلا داخل كتلتين لهما ثقلهما في البرلمان الائتلاف والتوافق .منذ الوهلة الاولى لاعلان فوز الائتلاف بالاغلبية المطلقة في البرلمان وبدأت اجتماعاتها لترشيح الشخص الذي يتسلم منصب رئيس الوزراء وكان هنالك تجاذبات داخل الائتلاف الا انهم لجأوا الى التصويت وكان الجعفري هو صاحب الحظ في ذلك بالرغم من ان فارق الصوت الواحد لا يعني الافضلية له ولكن بحكمة من يقود الائتلاف تم التصويت على الجعفري وهنا نقطة ينتقد عليها الائتلاف فانه لم يدرس الوضع بشكل جيد عن الفترة التي كان يحكم فيها الجعفري حيث النظر الى الانجازات في الداخل دون النظر الى العلاقات مع الاطراف المخالفة اولا وذلك لاهميتها قبل الصديقة فان الجعفري لم يكن موفق بالتعامل مع الجانب الامريكي على اقل تقدير .المهم تدارك الخلاف ورشح الجعفري وليبدأ خلاف ثاني كان اداة التحريك الامريكي البريطاني هو الطالباني الذي هنأ الجعفري على الترشيح ابتداءا ثم انقلب على تهنئته ثانية وكما المح الجلبي الى سبب ذلك بانها الزيارة التي قاما بها وزيرا خارجية امريكا وبريطانيا معا الى بغداد ( رايز وكاسترو).وبعد اربع شهور من العنف تدارك الائتلاف هذا الخلاف وتم ترشيح المالكي من غير حدوث تصدع في النسيج الائتلافي .اما الانسحابات التي حدثت في الائتلاف ليس سببها منصب ولكن سببها تصرفات رفضها اغلب الائتلاف من هذين الطرفين اللذين انسحبا وها هي بانت رائحتها في البصرة لكان الحال اسوء لو كانا ضمن الائتلاف عندما انطلقت عملية صولة الفرسان .كثيرا ما يتحمل ويتنازل الائتلاف فيما بينهم عندما يكون هنالك خلاف على امر معين من غير ان تكون له نتائج سلبية بين الاطراف المتألفين حيث الكل على ثقة بانه لابد من مخرج لهذا الخلاف حول امر معين ، وهنا لايفوتني ان اذكر انه بالرغم من انسحاب كيانين من الائتلاف الا انهم لازالوا على اتصال مع بعضهم البعض بل حتى تطابق ارائهم حول بعض المسائل الى تعرض على البرلمان .وعلى الجانب الاخر ما يحدث في التوافق من تصدعات والتي تجلت للعيان عندما تضاربت الاهداف الثانوية لمجاميع التوافق وبدأ الافتراق في العمل والتصريح .قد لا نرى انسحاب حزب من التوافق الا اننا عندما نرى انسحاب وزير من التوافق يكون له اثر اكثر من انسحاب الكتلة .واليوم وبعد ما استقر الراي في التوافق على العودة بعد سنة من الانسحاب دون مبرر عادوا من نقطة الصفر حول تقسيم المناصب وظهر من خلال التصريحات الغير متوافقة من اعضاء الكتلة الى ما كانت تطمح اليه كيانات التوافق ، والاكثر اعتراضا على الهاشمي والدليمي هو العليان والذي صرح تصريحات نارية عن قيادات التوافق حال اعلان موافقة البرلمان على ترشيحات الوزراء الجدد .وتحمل تصريحات العليان بين طياتها ابعاد خطيرة بالنسبة للتوافق ولا اعلم هل تداركها العليان حال الاختلاف ام انها معلومة لديه سابقا ولم يحن الوقت للبوح بها ، فقد قال العليان في تصريح له للوكالة الايطالية ما هذا نصه ( انا قلت للدليمي بوضوح ووجها لوجه، انك لست سببا لنكبة التوافق، وانما سببا لنكبة العراق بأكمله، لانك ضعيف ولست قادر على اتخاذ أي قرار، فضلا عن كونك منتميا للحزب الاسلامي تحت مسمى مؤتمر أهل العراق) .وتطرق كذلك العليان الى الاساليب الالتوائية والاستباقية نحو الغنيمة بين الهاشمي والدليمي فجاء الفضح من خلال قول العليان (اتفقنا نحن قادة التوافق على ان تعرض أسماء الوزراء المرشحين علينا لمداولتها والتوقيع عليها، لكن ماحدث ان الهاشمي ذهب بها الى رئيس الوزراء، دون الاتفاق على تسمية نائب لرئيس الوزراء ) .واخيرا رؤية العليان لمن يشغل المناصب الحكومية ليست على اساس الكفاءة بل على اساس المحاصصة التي ينتقدها هو وغيره الكثير من القادة السياسيين الذين يمارسون هذه المحاصصة داخل كتلهم وبقوة الا انها عندما تصل الى الحكومة يصبح المالكي هو من يمارس المحاصصة ، فقد صرح العليان بخصوص توزيع المناصب والقسمة الظالمة له فاوضح قائلا (من غير المعقول ان يعمد رئيس الحزب الاسلامي الى ترشيح أحد أعضائه لمنصب نائب رئيس الوزراء وتنظيمه لايزال يحتفظ بمناصب نيابة رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان فضلا عن رئاسة ديوان الرئاسة هذه قسمة غير عادلة وتجاوز على حقوق باقي مكونات جبهة التوافق، وعليه فان على الهاشمي التخلي عن أي من المناصب المذكورة اذا قرر الاحتفاظ بمنصب نائب رئيس الحكومة أو على الاقل يترك المجال لشخصية أخرى خارج كيانه السياسي لشغل هذا المنصب ) من هذا التصريح يظهر لا علاقة للكفاءة والخبرة في شغل المناصب بل على اساس المحاصصة .من خلال هذه الخلافات هل نستطيع ان نعرف الى أي مدى ثقة من حجز له مقعد في هذا البرلمان بانه سيحظى بنفس المقعد اذا ما اجريت الانتخابات القادمة ؟ وكيف سيكون عليه وضع الكتل بتشكيلاتها الجديدة خصوصا اذا ما كانت الانتخابات ستكون وفق القائمة المفتوحة ؟، فما هي التركة والانجازات التي يستطيع ان يتسلح بها اي عضو صاحب هذه التركة والانجازات يروم الفوز بمقعد في البرلمان ؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك