الكاتب والباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي
قبل ان ابدأ بكتابةِ هذه المقالة أودُ أن أنوه الى مساءلة مهمة جداً والذين يعرفونني يعلمون جيداً وعلى طول مسيرتي السياسة التي تمتد الى ما يقارب ال40 عاما ،بأنني لستُ من النوع الذي يتملق او يستجدي منصباً او أمتيازاً بل انا رجل أكاديمي وباحث علمي لا أكتب الا الحقيقة والوقائع ، ولا اكتب بُغضاً لشخص أو جهة او حبا لشخص أو جهة اخرى ، فقلمي لا يعرف المجاملة والمحاباة والمحسوبيات والمنسوبيات وكذلك لا يعرف البغض والكره بل ما يكتبه ويسطره هو واقعاً علمياً موجوداً لا تحكمه العداوات والاحقاد والمحاباة والمزاجيات لذا اقتضى التنويه …..
جميعنا يعلم بان العلاقة بين أقليم كردستان على مدى الحكومات المتعاقبة والحكومة المركزية واقصد ما بعد السقوط 2003 يشبه المد والجزر ولم يكن هنالك توافق وأتفاق طويل الامد بل كان هنالك شد وتشنجات وتصعيد الى ان وصل في عهد العبادي الى النزاع والاشتباكات المسلحة،
نعم باقليم كردستان والتي تدار من قبل عائلتين لكن بالحقيقة هي عائلة واحده تديرها واليوم بعد تولي السيد مسرور بارزاني رئاسة الاقليم أصبح الحاكم المطلق وهو من يدير كل شيء في ألاقليم وحتى داخل العائلة وداخل حزبه وداخل حكومة الاقليم وداخل كردستان ككل ، نعم قد لا يكون لديه سُلطة مُطلقة في منطقة نفوذ الاتحاد الوطني لكن لديه تاثيراً أو اذا أراد ان يخلق أزمة أو مشكلة فانه يستطيع بسهولة فعل هذا الشيء ،
لا بل انه تغلغل في كثير من مفاصل الاتحاد الوطني فشخصية سيد مسرور هو شخصيه صدامية عنيفة يميل الى فرض ارائه وتوجهاته على كل من يحاول ان يتصل به وهذا ما يفعله مع الحكومة المركزية، حيث نجد بان المئات من الوفود تذهب للتفاوض الى بغداد لكن هذه الوفود لا تمتلك اية صلاحية بنطق حرف واحد بل يجب عليها الرجوع الى سيد مسرور بارزاني حيث بيده كلمة الفصل والقرار النهائي ،
ولكن مع الاسف الشديد شخصيته تميل الى خلق وصناعة الازمات حيث انه يتفنن بأسلوب الاداره بالازمات Management By Crises حيث يحاول ان يحصل على اكثر ما يمكن للحصول عليه من الامتيازات من خلال هذه الازمات وتوريط جهات خارج أقليم كردستان قد تكون ناطقة ومدافعة على قراراته وهم بطبيعة الحال من عرب السنة و قله قليلة من عرب الشيعه .
اِن أسلوب السيد مسرورالبارزاني منذ تسلمه لمنصب رئاسة الوزراء لحد هذا اليوم وهذا على لسان الاحزاب المعارضة في الاقليم يعتبرونهم من أفشل رؤساء حكومه الاقليم وان كابينته الحكومية هي من افشل الكابينات واكثرها فساداً فلا حلول لنقص الخدمات والتعيينات ولا شفافية في العقود بل هنالك المليارات بل وصلت الى التريليونات من الدنانير والدولارات تختفي بلمح البصر دون ان يعلمون الى أين ذهبت.
لكن المعلوم انها ذهبت الى المصارف السويسرية والى جيوب أفراد العائلة الحاكمة او بالاحرى العائلتين الحاكمتين لكن بنسب متفاوته وحصه الاسد لعائلة مسرور بارزاني والحصة الاقل لعائلة الطالباني ،
وحيث أن أعلام المعارضة يفضحون كل شيء ويكشفون حقائق بالارقام وبالصور لكن لا حياة لمن تنادي ، واليوم الازمة الكبيرة التي حصلت بعد توقيع عقود الغاز مع الشركتين امريكيتين تكاد تكون وهمية او شبه وهميه والتي هي حسب ادعاء اعلام المعارضة من انها تابعة لعائله البارزاني قد زاد من الطين بله حيث نجد بان المواطن الكردي وعلى مدى عشرات السنين يجب يدفع ثمن هذه التصرفات الغير مسؤولة للحكومات المتعاقيه بتوقيع هذه العقود،
ايضا المواطن الكردي سوف يدفع الثمن وبغداد نقلت بانها سوف لن تدفع رواتب الاقليم لهذا الشهر والاشهر الباقيه من عام 2025 لان اقليم كردستان قد استنفذه ميزانيته من موازنة 2025 وكالعادة سوف يدفع المواطن الكردي البسيط ثمن هذه التصرفات اللامسؤول للعوائل الحاكمة والتي اصبحت تملك المليارات والفلل والجزر والطائرات الخاصة.
لا بل اصبحت من اغنى عوائل على مستوى العالم والشعب الكردي يعيش بمستوى يكاد يقترب من الفقر حيث يتم معاقبة هذا الشعب من خلال الاسعار المبالغ بها لفاتورة الكهرباء وعدم توفر الخدمات في المستشفيات الحكومية وعدم توفر الماء وبقيه الخدمات وهذا كله يدفع ثمنه المواطن البسيط والعوائل الحاكمة تضحك وهي جالسة على كرسيها ولكن هذه الامور يجب ان تصحح ويجب ان يلتفت هؤلاء الحكام الى الشعب والى ما يعانيه لان هذا الشعب الابي قد قدم الكثير لهذا الارض وهذا الوطن وهم سبب النعيم الذي يعيشه وتعيشه هذه العوائل التي كانت تفترش الارض وتلتحف السماء واليوم تفترش الدولار وتلتحف الباون. فهل من مجيب .
https://telegram.me/buratha
