رغم كل ما مرّ به العراق من صراعات داخلية وتدخلات خارجية بدأت تظهر ملامح دور جديد لبغداد على الساحة الإقليمية دور لا يعتمد على القوة أو الانحياز بل على الوساطة والاعتدال .
في السنوات الأخيرة استضاف العراق لقاءات مهمة بين أطراف متنازعة أبرزها مفاوضات بين السعودية وإيران في وقت كانت فيه لغة الحرب تُخيّم على المنطقة.
لعبت بغداد دور “الأرض الحيادية” وهذا بحد ذاته خطوة غير مسبوقة لبلد كان يُعتبر سابقاً ساحة للصراع لا منصة للحوار .
وقد عزز مؤتمر القمة الذي انعقد في بغداد هذا التوجّه حيث جمعت العاصمة بين زعماء من دولٍ كانت على طرفي نقيض .
ورغم أن النتائج العملية للقمة لم تكن ضخمة إلا أن رمزيتها كانت أكبر من أي بيان ختامي فهي أعادت العراق إلى خارطة التأثير الإقليمي بشكل جديد .
ما يجعل العراق مؤهلاً لهذا الدور هو موقعه الجغرافي بين القوى الكبرى في المنطقة وتنوعه الداخلي الذي يعكس إلى حدّ بعيد صورة الشرق الأوسط نفسه .
ومع نضوج خطاب الدولة في بغداد وتراجع حدة الاستقطاب السياسي يبرز أملٌ بأن العراق قد يتحول من نقطة توتر مزمنة إلى جسر دبلوماسي يعبر من خلاله الآخرون نحو التهدئة والتفاهم .
ربما لا تزال الطريق طويلة والتحديات معقدة لكن في عالم تتآكل فيه فرص الحوار يكفي أن يبقى العراق واقفاً في المنتصف يفتح بابه لمن يريد أن يتحدث ويستمع بصبر إلى من لا يسمع أحداً .
تلك وحدها بداية السلام
ان الله مع الصابرين
https://telegram.me/buratha
