المقالات

بغداد في مرمى التطبيع… وزيدان في المقدمة

887 2025-05-20

إيليا السوداني

في خضمّ ما تواجهه أمتنا من مؤامرات تستهدف تفكيك هويتنا والنيل من ثوابتنا، لا يأتي الخطر فقط من الخارج، بل يتسلّل من الداخل، متنكرًا بأقنعة الثقافة والتنوير. اليوم، لم يعد العدو بحاجة إلى جيوش تغزو الأرض، بل إلى مثقفين يروّجون لشرعيته، وينشرون سمومه تحت رايات الفكر والحرية. ويأتي يوسف زيدان، الكاتب المصري، في طليعة هؤلاء، حاملاً مشروعًا تطبيعيًا مغلّفًا بالكلمات المنمّقة والمقولات التاريخية المشوّهة.

زيدان لم يكتفِ بالطعن في المقدسات الإسلامية والتشكيك في حق الفلسطينيين، بل تجاوز ذلك إلى محاولة تبييض صورة الاحتلال الإسرائيلي، والتقليل من خطورته، وإقناع الشعوب بأن العدو يمكن أن يكون "جارًا" أو "شريكًا حضاريًا". خطابه هذا لم يعد مجرد اجتهاد فكري، بل أداة واضحة في خدمة مشاريع تعمل على كيّ وعي الأمة، وسلبها بوصلة العداء المشروع تجاه الكيان الصهيوني.

الخطير أن هذا الخطاب لم يعد محصورًا في صالات النقاش المصري، بل بدأ يجد آذانًا صاغية في بعض الأوساط الرسمية في العراق. نعم، بغداد، التي طالما كانت حصنًا للمقاومة، تُستهدف اليوم من بوابة الثقافة، وتُفتح أبوابها لشخصيات مشبوهة، تحت غطاء الفعاليات الثقافية والفكرية.

دعوة يوسف زيدان إلى العراق من قبل جهات رسمية، رغم مواقفه المعروفة والمثيرة للريبة، تطرح سؤالًا كبيرًا: هل نحن أمام بداية تطبيع ناعم يتسلل إلى وعينا من بوابة المنابر الثقافية؟ هل أصبح قبول أمثال زيدان على أراضينا مجرّد حدث ثقافي، أم هو تمهيد مدروس لاختراق الذاكرة العراقية وزعزعة مواقفها الثابتة تجاه فلسطين؟ حين يُمنح المطبّعون منصة، ويُستقبلون بالصمت أو الترحيب، فهذه ليست مجرد استضافة، بل خطوة خطيرة نحو التفريط بالمبادئ.

اليوم، بغداد في مرمى نيران التطبيع، وزيدان في المقدمة. لكنه لن يكون الأخير ما لم نرفع الصوت عاليًا ونرفض هذا الزحف الثقافي المسموم. إن العراق، الذي لم تنحنِ رايته رغم الاحتلال والحصار والدم، لن يسمح بأن تُخترق هويته من بوابة الخداع الثقافي. الوعي هو سلاحنا، والموقف الصلب هو خط دفاعنا الأول، ولن نسمح لأحد  كائنًا من كان  أن يبيع قضايانا بحفنة كلمات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك