بقلم: فارس حامد عبد الكريم
كان ثمن الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الاعلى الاسلامي بشكل خاص وغيرهما من أحزاب المعارضة عموماً في زمن البعث المنحل هو الاعدام أو الاذابة في أحواض التيزاب والانتقام بقسوة من الأقرباء حد الدرجة الرابعة.اما ثمن الانتماء السابق لحزب البعث في عهد حكم حزب الدعوة وائتلافه هو الاحالة على التقاعد في اشد الاحوال.كما كان مجرد الانتماء لاسرة شريفة كآل الحكيم و آل الحيدري وآل الصدر وآل بحر العلوم وآلبرزاني والطالباني... سبباً كافياً لوحده للاعدام دون محاكمة. كما انه لم يفرق وهو بصدد الانتقام بين عربي وكردي وسني وشيعي...وهكذا انتقم بشدة من اسر معينة في الموصل وسامراء والانبار وديالى وتكريت... بسبب تصدي ثلة من ابنائها الابطال لطغيانه وجبروته.
ولم تعد مجرد القرابة من صدام ورموزه سبباً للأذى او الانتقام ، واذا حدثت خروقات هنا وهناك بدوافع شخصية فانها مرفوضة من قادة العراق الجديد ، فالعدالة يجب ان تأخذ مسارها الطبيعي وفقاً للقانون ، كما ونرفض تماماً ونستهجن ،النيل من اسرة صدام وعشيرته باي وجهة من الوجوه ، كما فعلت بعض المواقع الالكترونية ، لان ذلك يتنافى تماماً مع الغيرة العراقية والمرؤة العربية ، فالطعن بشرف اي عراقي او عراقية ليس من شيم العراقيين مطلقاً ، ولن نفعلها واقولها بملأ فمي دون خوف او وجل لاني احيا واعيش في ظل حماية قيم العراق الجديد ودستوره الديمقراطي .ومن المؤكد ان هذه ليست الفروق الوحيدة التي نفتخر بها في العراق الجديد.الاهم من ذلك كله هو ان العراقي اليوم هو من يختار حاكمه وهو من يعزله.. بعد ان كتب دستوره وصوت عليه في ملحمة عراقية بطولية فريدة من نوعها ، وبعد ان زحف 12 مليون عراقي وهم يقودون اطفالهم وهم بملابس العيد متوجهين بشجاعة الى المراكز الانتخابية التي كانت تتطاير من بعضها اعمدة دخان التفجيرات الانتحارية ، وتحت تهديدات المتربصين في الازقة والزوايا المظلمة.. ملحمة شارك فيها العجوز والطفل والاعمى والمقعد ...كانت تلك اجابتي لشاب اردني يعمل مهندساً في احدى الشركات الاستثمارية ، حينما سألني عن طريق المحادثة الالكترونية عن الفرق بين النظام السابق والنظام الحالي ، بعد ان دعوته الى ان ينظر العرب الى العراق الجديد بحيادية وانصاف وان يساهموا في بناء العراق الجديد.اقول هذا بصفتي شاهد على العصر ، لا باية صفة حزبية لاني لا انتمي لاي حزب.وبصفة الشهادة الحرة اقول ... انتهت حكومتنا الوطنية المنتخبة من ملف الآمن او كادت ، ولا يرى ذلك إلا أعمى ، كما ان المصالحة الوطنية سائرة بخطى حثيثة نحو التحقق ، ولم يسمع بذلك إلا من كان به صمم ، والديمقراطية في العراق تنمو وتزدهر ولا ينكر ذلك الا حاقد مأفون ...... واخيراً فان العراق يسير نحو الاستقلال الكامل ولا ينكر ذلك إلا العرب او بعضهم. كل ذلك تحقق بعد ان ادرك الجميع ان الحل وطني وان مصلحة العراق وشعبه فوق اية اعتبارات حزبية او طائفية او اقليمية...نعم لقد ولى بغير رجعة الزمن الاسود ،زمن الموت والقتل والذبح ... ووجود حالة هنا وهناك لا يعني ان الزمن عاد للوراء ، فالزمن لا يعود للوراء في العراق الجديد بعد اليوم ابداً بسواعد العراقي الاسمر وهلاهل العراقية الحلوة.اليوم شعب العراق كله ثقة وامل وتطلعات مشروعة ، بعد ان ادركوا ان جوهر الخديعة هو ان يقتل العراقي اخيه العراقي. نعم العراق الحر اليوم وطن العرب والاكراد والتركمان وكل القوميات، بلد الاسلام والمسيح والصابئة، بلد الشيعة والسنة.بلد الاضرحة والمقامات المقدسة ، بلد مقام حيدر الكرار داحـي بـاب خيبـر ...وبلد مقام احفاد الرسول الحسين واخيه العباس وموسى الكاظم والاماميين العسكريين وبنات الحسن ... عليهم السلام ، بلد مقام الامام ابو حنيفة النعمان والامام عبد القادر الكيلاني ... رضي الله عنهم وارضاهم .بلد ابناء العشائر الاجاويد الكرام الاباة اهل الفضل والغيرة والناموس ، العامرة مضائفهم دوماً بالكرم والجود. بلد الحضارات الكبرى الاقدم في تاريخ البشرية.لقد خسر العراقيون في الزمن الذي ولى ، اشياء عزيزة كثيرة ، منها النفس والولد والمال والحياة المطمئنة السعيدة ، ولكنهم لم يخسروا شجاعتهم ، فالاسد العراقي بقى اسداً رغم هول الكارثة ، ورغم البطش والقسوة البالغة ، رغم الجوع والمرض والفقر ، وما انتصارات جيشنا وشرطتنا الوطنيين ، رغم حداثة تشكيلهما وقلة تجربتهما ،على تنظيمات مجربة تقودها مخابرات دول اجنبية وتوجهها وتمولها برصيد مفتوح ، الا دلالة على بقاء الاسد اسداً. وانه حين يكسر قيوده الطائفية فانه سيبتلع كل اعدائه.نعم الطائفية قيد على حرية العراقي تغل ارادته وقدرته، وهذا ما ادركه اعداءه الذين ما برحوا يتبعون معه سياسة فرق تسد القديمة.. الا انه تمكن من كسرها وردها خائبة بوحدته الوطنية الواعية.الوليمة العراقيةكل ذلك اغمض عنه بعض اخوتنا العرب ، وحين يدعوهم العراق الى وليمته الكبرى ، بعد كل ما فعلوه وما برحوا يفعلوه ، فانهم يضعون الشروط ويفتحون من جديد الاجندات التي احرقها العراقيون بدماء ابنائهم الزكية وهزموا القاعدة واللا قاعدة شر هزيمة بمحض شجاعتهم وغيرتهم على وطنهم وامكانياتهم الوليدة ، ولم يكن لاولئك البعض من العرب أي فضل او معونة في ذلك ولو بالكلمة وهي من اضعف الايمان .وهم تعلمون جيداً ان الشركات العالمية العملاقة قد بدأت تتسابق للحصول على فرص استثمارية في العراق ، فلماذا اذاً ندعو الشركات العربية للعمل في العراق وهي لا تملك قطعاً ما تملكه كبرى الشركات العالمية، من حيث الجودة والكفاءة في الانجاز وسرعته وضمان الاداء ؟؟الجواب ، ان العراقي تحكمه قيم الفروسية وشيمها ومرؤتها ، ، وحين يدعو اشقائه للعودة الى احضان وطنهم الثاني لا يعني ذلك مطلقاً انه يستجدي العطف والاحسان من احد ،لا ابداً .انما تعني ان الشعب العراقي متسامح ، والمسامح كريم.. وهو يرد الفضل باحسن منه ... انها اخلاق الفارس العراقي ليس الا . العراقي الذي لا يليق به الا العز والكرم والمرؤة والتسامح والشرف والفروسية .............................................................................فارس حامد عبد الكريم العجرش Faris Hamid Abdul Kareem AL Ajrish ماجستير في القانون Master In Law باحث في فلسفة القانون والثقافة القانونية العامةبغداد ـ العراق http://farisalajrish.maktoobblog.com/farisalajrish@yahoo.comبغـداد في 17/7/2008
https://telegram.me/buratha