بقلم : سامي جواد كاظم
كركوك هذا اللغز وهل يستحق ان يقال عنه لغز؟ كثر الحديث عنها وهذا يقول بعروبتها والاخر بتركمانيتها وثالث بكرديتها وهذه الادعاءات تنطوي على ابعاد يروم الحصول عليها مدعيها ولكن لو نظرنا نظرة انصاف وليست اجحاف هل سنصل الى تبرير هذه الادعاءات على انها في صالح المواطن كل وقوميته ؟ولست بصدد البحث عن الجذور والتاريخ لمدينة كركوك ولكن المهم انها اكتسبت اهميتها من بابا كركر (1950 م )وهذا امر معلوم حتى انه عندما اكتشفت هذه العين النفطية اغتم الملك فيصل حال سماعه هذا النبأ لعلمه بعاقبة الامور وها هي احدى مساوئها .تعالوا نتحاور ونتساءل ونستعلم ، فالدستور بؤكد على التوزيع العادل للثروات الطبيعية بما فيها النفط على كل العراقيين اذن لماذا هذا الخلاف على كركوك ؟ مسالة من الاقدم في سكناه هذه المدينة اجده امر لا يستحق الدراسة بالرغم من تعويل الكل عليه فقد اثبت احد المؤرخين ان الاكراد لا قدم لهم في هذه المدينة بدليل لا مقبرة كردية في كركوك ، ومن جانب اخر هنالك من ادعى ان الاكراد جاءوا كعمال في موقع بابا كركر ، حتى وان كان ذلك فهذا يعني انهم استوطنوا هذا المكان والمهم من يخدم المكان وليس المهم صاحب قومية هذا المكان .اما في العهد السابق المعلوم للجميع ما اقدم عليه صدام حسين بحق الاكراد من تهجير وقتل وتعريب للمنطقة هنا لا بد من الالتفات الى امرين مهمين وهو هذا التوطين ان كان على حساب اغتصاب املاك كردية او تركمانية وتمليكها للعرب فيعد هذا اغتصاب وعلى الدولة العراقية معالجة هذا الامر بالتوافق مع اصحاب العلاقة ، اما اذا مُلك العرب اراضي هي اصلا تابعة للدولة العراقية في حينها فهذا يبقى على حاله ويعتبر كل من تملك هذه الارض بهذه الطريقة هو تمليك صحيح بحكم الحكومة التي كانت تعمل في وقتها .وبين هذا وذلك فالتركمان هم ايضا اصحاب حق ولكن ربط هذا الحق مع المصالح التركية هذا الباطل بعينه .واليوم كثرت التجاذبات بين هذه الاطراف واراها بين الحق والباطل ولكن لو اعتبر القاسم المشترك الوحيد والصحيح هو احترام الانسان لما استوجبت هذه التجاذبات ،اما اذا كانت هنالك ابعاد اخرى لمن يطالب بها فهذا يعد خرق للمواطنة والدستور .هذا الخلاف ترجم الى خلاف ميداني على ارض الواقع والاصح خلاف ارهابي ، والكثير من الاعمال الارهابية التي حدثت في كركوك كان لها علاقة بهذه القوميات فقد تعرض العرب والتركمان والاكراد الى اكثر من عملية ارهابية اودت بحياة الكثيرين من الابرياء ممن ليس لهم لا ناقة ولا جمل في هذا الصراع .كما ومورست عملية التهجير القسري على قدم وساق بين هذه القوميات واغلاق بعض المناطق حسب جنس قوميته ، بل ان هنالك ممن يسجل مواليده في كركوك وهو ساكن خارج كركوك حتى يثبت انهم الاكثرية اذا ما اجري احصاء للمدينة .هذه المتاهات في الدهاليز المظلمة سحبت معها عملية انتخاب مجالس المحافظات والتي بانت عورتها من كثرة الخلافات في هذا الشان حتى ان مبعوث الامم المتحدة في العراق قدم حلا لهذه المشكلة والكل ينظر بريبة لهذه الحلول بين عدم الثقة بالنفس وبين الخوف من قلة الغنيمة .واخر هذه المساعي هي التي تبذلها قائمة الائتلاف لكي تتوصل الى حل حتى ولو بشكل مؤقت لحين اجراء الانتخابات فعملية تقسيم المحافظة الى اربع مناطق لم ينل القبول من بعض المؤثرين في كركوك .وكل ما يجري في كركوك مواطنيها هم اولا واخرا دفعوا ويدفعون الثمن وفي اخر المطاف لو قارنوا ماخسروا بما سيكسبون لوجدوا انفسهم خاسرين حتى النخاع .فلو اعاروا اهتمامهم للانسان بغض النظر عن قوميته ودينه لالغي مصطلح الاقلية ولخجلوا من نفوسهم من يدعون هم الاكثرية والاولى بهم ان يسالوا انفسهم هل الدماء التي تجري اليوم بسبب الارهاب ارخص من قطرات نفط ستجف غدا ؟اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha