المقالات

الإنسان وعلة خلقه في الأرض

693 2025-04-26

ضياء محسن الاسدي

(( أن الله تعالى خلق الإنسان لغاية محددة في علم الله وهي أعمار الأرض والتمتع بخيراتها وبناء علاقات ورابطة بين بني البشر بروابط متينة لبناء مجتمع مدني وحضاري وإنساني راقي في كل مفاصل الحياة وهداه معرفة سبل الوصول إلى هذا المجتمع المتكامل في الصلاح والإصلاح كما قال تعالى (أنا هديناه النجدين ) أي طريق الحق والباطل وكذلك ( أنا هديناه السبيل إما شاكرا أو كفورا ) وقد أكد الله تعالى في شرائعه وتعاليمه عن طريق رسالاته معرفة النوافذ التي توصل الإنسان إلى مقامات الإنسانية السامية و الراقية المنشودة لخدمة البشر بعضهم البعض لتوفير بنية وقاعدة قوية لبناء مجتمعات حضارية تكاملية وحضارات خلاقة لصنع إنسان راقي في أخلاقه وعقيدته وأسلوب عيشه فقد حدد الله تعالى حياة الإنسان بطرقتين أحدهما شخصي بحت وهو التعامل مع الله تعالى مباشرة لينال الجزاء الأوفى وتزكية النفس الأمارة بالسوء وتنقيتها من درن ومفاتن ومغانم الحياة الدنيا وهي العبادات والإيمان بالله الواحد الأحد كالصلاة التي فُرضت عليه ثلاثة أو خمسة مرات في اليوم تأخذ منه يوميا ساعة واحدة بالكثير وكذلك صوم رمضان في كل سنة شهرا واحدا أو حجة في العمر كله وكذلك زكاة على المستطيع لها وكلها فيها رخصة محددة من قبل الله تعالى رحمة ببني البشر لأنه يعرفه بخلقه أنه ضعيفا وأكثر جدلا فهذه العلاقة بين الإنسان وربه لكن العمل الجاد والمهم الذي فرضه الله تعالى وأوصاه به وحث عليه منذ نشأة آدم الناطق المفكر والمتعلم والمكلف هو العمل الصالح وهو المتفرد عن العبادات الرابط العملي بين الإنسان ومجتمعه ومحيطه وبني جنسه الذي أكدت عليه التعاليم والشرائع والسنن السابقة والأنبياء والنبيين والرسل والقرآن الكريم كونه المعيار الرئيسي لشخصية الإنسان وإنسانيته وبشريته ومكانته في المجتمع وعند خالقه الله تعالى والذي يصل بالإنسان السليم خُلقا ودينا إلى عالم الخلود في الجنة التي أعدها الله لعباده العاملين في خدمة البشرية والإنسانية وأعمار الأرض من خلال زرع الأخلاق والمبادئ والقيم والمُثل العليا الحميدة وإشاعة المحبة والسلام والتسامح والتكافل بين شرائح المجتمع الواحد وتطوير أنظمته المعيشية وهذا ما أكدت عليه الأديان جميعا عبر العصور القديمة كون الإنسان جزء لا يتجزأ منه أما الآن وفي هذا العصر الذي وصل بها الإنسان ما وصل من تكنولوجيا وأبواب معرفية كبيرا ونوافذ للعلم ومصادر للتفكر ووسائل للأخذ منها فقد زادت الحاجة إلى أعادة النظر في كيفية تقييم الإنسان وإعادته إلى ما بدأت به الرسالات والشرائع في الدعوة للإصلاح والتوعية الأخلاقية والإرشاد في النهوض به لممارسة العمل الصالح بعدما فقد هويته الإنسانية شيئا فشيء وأخذ بالرجوع إلى عصر الهمجية والفوضى والتخلف الفكري والمعرفي والحضاري والأخلاقي نتيجة المتغيرات التي طرأت على أسلوب حياته والنفوس البشرية ومنغصات الحياة والابتعاد عن مراد الله تعالى بممارسات خاطئة أودت بالمجتمعات إلى منحدرات خطيرة من الفوضى والفساد الأخلاقي والديني والعقائدي وفي هذا الزمان استدعت الحاجة لإعادة النظر ثانية في تقييم أنفسنا وأسرنا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض على هذه الأرض والرجوع إلى نبع النفس الصافي النقي والعقل السليم والمعرفة الجادة الحرة لما يجري من حولنا في هذا العالم المتسارع في الأحداث ))

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك