قيصر باقر 17.07.2008
ببالغ الغضب والألم والحزن تلقى العراقيين عامة والتركمان خاصة نبأ التفجيرات الأجرامية الجبانة التي طالت التركمان يوم أمس قضاء تلعفر أمام مدرسة سكينة بنت الحسين الابتدائية على أيدي أعداء العراق وأعداء الأنسانية والدين والأسلام وكل الأديان السماوية والعملية السياسية والديمقراطية ، وهو مسعى خبيث يستهدف أبادة هذه الشريحة المسالمة والبعيدة كل البعد عن العنف وزرع الفرقة ، وتعميق الشرخ في الوحدة الوطنية العراقية
إننا في الوقت الذي ندين فيه ونستنكر اشد الاستنكار هذه الجريمة البشعة، نطالب الجهات المختصة بتعقب الجناة، ومحاسبتهم على ما اقترفت أياديهم الآثمة، بحق التركمان والآخرين من أبناء هذا الوطن المنكوب.
إن قتل التركمان المسالمين والأبرياء هو أحد أخطر الجرائم بمقتضى القانون الدولي . فهو جريمة حرب، وجزء من هجوم متعمد ومنهجي على السكان المدنيين، كما يشكل جريمة ضد الإنسانية ينبغي على القادة السياسيين وقيادات المجتمع في العراق فوراً ممارسة نفوذها لضمان وضع حد لقتل التركمان وإبادتهم وتفخيخ مناطقهم في المناطق التي يقطنونها في الوطن العراقي وعليه نطالب من دولة رئيس الوزراء نوري المالكي والحكومتين الأمريكية والبريطانية ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الأنسانية بحماية التركمان وحقوقهم والمحافظة على حياتهم ضمن العراق الجديد
ونؤكد بأن الألاف من المدنيين من التركمان قد قتلوا بصورة متعمدة على أيدي جماعات مسلحة وجهات مجهولة منذ سقوط النظام البائد وقائده المنهار
الكوكبة التركمانية الشهيدة في تلعفر التي أخترقت حاجز الروح لم تكن تفكر بأن تمد يدها لتعطي ما لا لذة للحياة بدونه وأن تستغني عن سبب الوجود في هذا العالم الذي يستحوذ عليه ألأوغاد الذين يستهدفون سبب الوجود هذا , يستهدفون الهوية العراقية التي حفرت لها كوكبة التركمان الزاهية مخبأ في طيات القلب وبين تلافيف الفكر، كواكب كهذه نورها أبدي يشع من وجودها ألأزلي الذي يكبت أنفاس الطغاة والأرهابيين العتاة ويهد مضاجع القتلة وأعداء العراق أينما كانوا وبأي أرض حلّوا ، إنه النور الذي لا تقف دونه الحواجز ولا تعاكسه إجراءات التسلط, إنه النور ألألاهي الذي ظل وطننا العراق , قديمه وحديثه , يحتضنه دومآ بحنو وحب ووفاء . وطن حضارات سادت رافقتها أقوام تعددت مذاهبها وتباينت لغاتها وتشابكت تطلعاتها وتناثرت مرابعها واختلفت أصولها إلا أنها لم تختلف في إنتماءها لهذه ألأرض ، هذه ألأرض كانت هويتها التي لم تتنازل عنها مهما إختلفت مسمياتها وتباعدت أزمانها . فلا عجب إذن أن تنجب هذه الأرض هؤلاء الشهداء التركمان الذين لم يسلكوا غير السلوك الذي أوحت به لهم هذه الأرض الأم , كما أوحت به لأجيالها القدامى وكما توحي به إلينا ألآن وكما ستوحي به لمن يواصل السير على طريق التركمان المظلومين
إنا لله وإنا أليه راجعون اللهم أرحم شهدائنا الأبرار وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان في فقد فلذة كبدهم وعافي جرحانا اللهم ألعن الأرهابيين ومن هاودهم وناصرهم اللهم أخزهم وأذلهم الى يوم القيامة.
https://telegram.me/buratha