كريم مجبل الحمداني
عجائب وغرائب وفضائع مؤلمة مازالت تشهدها مدينة ام الربيعين، الموصل الحدباء، كنا نعتقد نحن ابناء تلك المدينة ان القاء القبض على مجرمين قتلة من على شاكلة الملازم شقير ورفاقه، سيطوي صفحة الارهاب والخوف والرعب في داخل نفوسنا، ولكن بعد حين من الزمن تبين ان اعتقادنا وافتراضنا كان في غير محله وبقيت الامور على حالها، بل انها سارت من سيء الى اسوأ، حيث تزايدت نسب جرائم الاختطاف والقتل على الهوية وعلى امور اخرى، والتسليب والنهب، وكل ما يتصوره الانسان من جرائم يندى لها جبين الانسانية، وترفضها كل الاديان السماوية، وليس ديننا الاسلامي الحنيف فقط.وكنا نتعجب نحن ابناء الموصل ونتساءل عن سر الاغتيالات التي تطال اناسا من كافة مكونات المجتمع، ونتساءل عن سر جرأة وسطوة وصلافة العصابات المسلحة، وعن سر تخاذل الاجهزة الامنية والعسكرية في المحافظة امام تلك العصابات ومهادنتها لها، ولكن لم يكن هناك ما يمكن ان نفعله لنتخلص من ذلك الكابوس الذي اصبح اكبر من كابوس نظام البعث البائد.وبعد ان دب اليأس في نفوسنا، حتى بدأنا ننتظر دورنا في مسلسل القتل والتصفيات الجسدية، لاحت لنا بوادر امل جديد، بأنطلاق عمليات زئير الاسد او ام الربيعين، واستبشرنا خيرا، لانها جاءت بعد عمليات صولة الفرسان في البصرة التي قضت على العصابات المسلحة هناك بصورة شبه نهائية، اذا لم نقل نهائية بالكامل.ولكن مرة اخرى كانت الصدمة كبيرة بالنسبة لنا، فما سمعناه وما سمعه العالم كله في وسائل الاعلام عن النتائج الباهرة لعمليات ام الربيعين لم يكن سوى فقاعات اعلامية، لان الواقع السيء بقي على حاله، والاشخاص السيئين في الاجهزة الامنية والعسكرية والادارية الذين كانوا يساندون افراد العصابات الارهابية المسلحة من تنظيمات ما يسمى بسرايا المجاهدين وجيش محمد، وحزب العودة، وحتى تنظيم القاعدة، بقوا في مواقعهم، وبقوا على نفس المنهج، وهم في الوقت الذي يتمتعون فيه بأمتيازات مالية وغير مالية كبيرة ومغرية، يعملون ضد الدولة وضد ابناء المحافظة، ويخدمون الارهابيين بالاستفادة من امكانيات الدولة ومواردها.انها المأساة بعينها، ولانعرف هل ان الحكومة في بغداد تعرف حقيقة ما يجري في الموصل، ولانسأل هل ان الحكومة المحلية المتمثلة بالمحافظ ومجلس المحافظة يعرفون ما يجري، لانهم بدون شك يعرفون كل ذلك، وبعضهم متعاونين وبعضهم الاخر صامتين.اسوق لكم واقعة تؤكد ادعاءاتي ومزاعمي هذه حتى لاتتهمونني بالكذب والافتراء وهذه الواقعة كان مسرحها الحرم الجامعي لجامعة الموصل منتصف حزيران الماضي.ففي تأريخ 16/6/2008 وبعد اصدار امر من قيادة عمليات نينوى بأعتقال طالبين بعد ورود معلومات تؤكد انتمائهما لما يسمى بسرايا المجاهدين، وارتكابهما جرائم قتل واختطاف بحق طلاب وطالبات واساتذة جامعيين واناس اخرين في الموصل، والطالبان هما محمد خليل ابراهيم، وضرار اسماعيل ، وتم اعداد خطة للقبض عليهما بالتنسيق مع حظيرة حماية الحرم الجامعي ، وحدثت مواجهات اثناء تنفيذ العملية ادت الى مقتل محمد خليل في الحال، ومقتل رفيقه ضرار، خلال نقله الى المستشفى.وبعد ذلك قامت مديرية شرطة نينوى بتشكيل لجنة تحقيقية لتقصي الحقائق ، من ضابط في استخبارات وزارة الداخلية يدعى العقيد يحيى وضابط اخر من مديرية امن الموصل يدعى الرائد عامر فيصل طرفة. وقد اعد الضابطان تقريرا ادعيا فيه ان المجرمين محمد خليل وضرار اسماعيل لم يكونا يحملان السلاح ولم تصدر بحقهما اية مذكرة اعتقال، علما ان هناك مذكرات اعتقال عديدة صدرت بحقهما، واعتقلا في وقت سابق من قبل قوات التحالف واطلق سراحهما بعد فترة وجيزة لاسباب غير واضحة.وقد بادر الضابطان الى اخفاء المسدسات العائدة للمجرمين، والظروف الفارغة للاطلاقات النارية التي كانت في موقع المواجهة.ومعروف عن العقيد يحيى والرائد عامر انهما كانا يعملان فيج هاز الاستخبارات العسكرية للنظام البائد، ولديهما سجلا حافلا بالممارسات الاخلاقية المشينة وبالتعاون مع التنظيمات الارهابية المسلحة في الموصل.وبعد حادثة الحرم الجامعي بفترة قصيرة تم اعتقال امرأة تبين انها كانت تعمل مع تنظيم دولة العراق الاسلامية وفي نفس الوقت لديها ارتباط مع محافظ الموصل، وقائد شرطتها اللواء الركن واثق الحمداني، اعترفت بأن العقيد يحيى له اتصالات مع الارهابيين وتعاون كبير، فهو زودهم بأسماء المنتمين للمذهب الشيعي من افراد الشرطة، وكشف للارهابيين اكثر من مرة عن الخطط الامنية التي تنوي القوات الامنية والعسكرية القيام بها، وامور اخرى.هذا غيض من فيض وما خفي اعظم وادهى وانكى وامر.
https://telegram.me/buratha