بقلم: السيد صباح البهبهاني
..وأحياء ذكرى الشهيد البطل الفيلسوف آية الله (أبا جعفر) السيد محمد باقر الصدر...
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) الشعراء /277 .(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ).النساء من97 ـ 100 .عجب أن الناس نسوا زمن الرسول صلى الله عليه وآله .. وكيف جاهد هو والصحابة رضوان الله عليهم ..إلى أن تمت كلمة الحق وجمع الشمل وتكونت وحدة المسلمين في زمن قصير .. وهذه من معجزات الرسالة عكس الأرقام الحسابية التي تقول الشخص بمفرده لا يقاوم الجيوش ..الخ . ونسوا دور الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين .. ونسوا قول الله تعالى : (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) سورة التوبة 122 – 123.ونسوا السنة النبوية ..ومدرسة علي عليه السلام الذي عمل جاهدا ومهتم بما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يتمم ..وأيضا ابتعدوا عن مدرسة الإمامين الصادقين محمد بن على الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ونسوا المدرسة التي أنجزوها وتتلمذ على يدهم كبار الأئمة الأربع ..أبو حنيفة والشافعي والمالكي والحنبلي ...لقول التلميذ الأول لو لا السنتان لهلك النعمان . وللأسف الشديد دسوا وغيروا بل ابتعدوا عن التاريخ الإسلامي .وخصوصا بعد أن أصيب ببعض الهزات والمشاكل التي عزلة المجتمع عن دور الدين والأمة ووضعوا الأمة على شفى حفرة من النار بعد ما أنقذهم منها.. وخصوصا بعد الحربين العالميتين ..الأولى والثانية ..وأصبحت ظروف الانتماء للدين صعب في ظل الأحزاب الدنيوية المخربة لوحدة الإسلام مثل " حزب البعث العفلقي" ومؤسسه النصراني عفلق ..ويقول الجوهري وابن سيده.. معنى عفلق ، الفرج الواسع الرخو وأنشد : كل مشان ما تنشد المنطقا .. ولا تزال تخرج العفلقا.وشعاراته البراقة كالذي يرفعها " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " و دقة الساعة وأنشق القمر وإذا بالبعث اليوم ظهر " و تحية مني لمحمد سمية أبني أحمد " فمن هن المسلمين لا يغتر بهذه الشعارات المزيفة الممزقة لوحدة المسلمين .. وأن الذين عرفوا نوايا وخفايا حزب البعث الماسوني .. لا يوافقوهم لأن رسالة النبي صلى الله عليه وآله هي جمع الكلمة لله وتوحيد الصف وترسيخ العقيدة الإسلامية التي هي أمة إسلامية واحدة شعاره الحق والعدل والحب والسلام والتآخي الذي لا يفرق بين عجميا وعربيا و...الخ إلا بتقوى الله . ولك الله يا أبو الحسن علي إن حكمتك بقيت وستبقى مدوية على مسمع الدهر فكم من كلمة حق يراد بها الباطل ..! هكذا مدرسة العقيدة الإسلامية التي تربت عليه مدرسة آهل البيت الحقيقية من خلال القرآن والسنة .. لا يريدون شيعة ولا سنية وإنما أراد بها إسلاما فقط - كلمة حق يراد بها باطل ـ فأي إسلام يريده هذا العالم اليوم ...؟ و كانوا في النصف الأول من القرن الأول الإسلام متعدد فهناك إسلام الحق علي عليه السلام وشيعته .. وإسلام معاوية وشيعته .. وكلاهما له أتباع ومؤيدون حتى وصل الأمر إلى القتال الفت نظرك ...حق وباطل .. وإسلام الحسين الذي قال أن كان دين محمدا لا يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذني ..وكان يودع أصحابه وعياله وهم يقتلوا ويهنئهم برضى الرحمن لنيل الشهادة... وإسلام يزيد الذي كان يترنم بالخمر وحتى في شهر رمضان لمقولته رمضان ولاى هاتهاه... يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق ..والذي قتل أهل البيت باسم الإسلام وادعى أن الحسين عليه السلام خرج من الإسلام بخروجه عليه ..تفضل وخذ ...! وهناك إسلام أئمة أهل البيت وشيعتهم .. وإسلام الحكام وشعوبهم ..وعلى مر التاريخ نجد اختلافا بين المسلمين ..! وهناك إسلام متسامح كما يسميه عفلق و"البعث" وصدام .. وزمرته لأنهم من الذين القوا المودة لطواغيتهم وأصنامهم وسادتهم واخذوا يركعون الناس جهرا لهم ... والعياذ بالله .. وهناك إسلام متشدد يسميه عالمنا "البعث وأعوانه" .. مثل الحوزة ..التي هي محور العمل الثقافي والسياسي وكما هي في نفس الوقت محور العمل الثقافي التربوي وضمن هي مؤسسة الإسلامية تمثل القوة الصلبة الأصيلة في المنهج ..والأسلوب في فكرها .. وثقافتها ..ونقائها ..ونزاهتها ..ولهذا السبب كان الإمام الحكيم والإمام الخميني والإمام الخوئي والإمام الشهيد الصدر كانوا ينوهون على الحوزة العلمية أن لا تنعزل وتنزوي في مجالس البحث والدرس والعبادة ..دون تطوير الأداء .. في التبليغ وإرشاد الأمة ..دون الاهتمام بمشاكل الناس والقضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها الأمة ..ولهذا السبب عانا الإمام الحكيم والحوزة في زمن "حزب البعث العفلقي الصدامي" وخصوصا في سنة 1971م عندما كان سماحة الإمام الحكيم في الكاظمية في بيت المرحوم الحاج عباس الفيلي عندما رأى "حزب البعث" أن للحكيم أنصار وخافوا من انقلاب الحكم وبين ليلة وضحها لفقوا لسماحة الشهيد السيد مهدي الحكيم بالجاسوسية لكسر التحالف الإسلامي الذي زرعه الإمام الحكيم ..2وزع الفتة بين عامة الناس .. ولهذا السبب فارق السيد الحكيم وهو محتسبا لله وباثا حزنه لله من أعمال " البعث المدمر" وبهدها تمكن هذا الحزب لضرب علماء الأخوة السنة وبدأ بهم واحد تلوا الآخر أبتدأ من الشهيد الشيخ عبد العزيز البدري وكثيرون آخرين ..لأن الحوزة العلمية والمدارس الإسلامية تهتم بإلغاء حالة الشعور للامتياز أو التعصب للانتماءات القومية والإقليمية في وسط الحوزة والمدارس الدينة والتي تنشأ أحيانا بسبب قوة الأوضاع الاقتصادية وغير ما شابه ذلك . والحوزة تبذل جهودا استثنائية لتحطيم الحواجز النفسية والأطر الاجتماعية فيها وتتجاوز في التعامل مع أبنائها ..وتقديم تضحيات كبيرة في هذه المجالات من أجل حصول إلى الهدف لوحدة المسلمين في جميع مشارق الأرض ومغاربها .. عكس " حزب البعث وأفكاره الشيطانية |" المدمرة وزرع روح القومية لكسر وهدم وحدة المسلمين وزرع المشاكل بين المسلم والمسيحي واليهودي والكردي والتركماني والفارسي والعربي والبربري وغيرهم من الاثوريين والتكيف و الخ .. لأن شعاره المزور هو "حزب البعث العربي الاشتراكي " من المحيط إلى الخليج .. وهو صحيح فعلا المعنى في قلب الشاعر هو ضرب المسلمين في جميع أقطار العالم وتمزق وحدة الدول المتعايش مع بعضها ..وخصوصا عندما كثرة أبحاث الشهيد الصدر ورأى "حزب البعث" أن الشهيد الصدر هو الشخصية المثالية وله اليد في إنشاء دولة إسلامية في العراق ولهذا السبب لقمع ما كان يهي له الشهيد الصدر ..وراجع دروس الشهيد في علم الأصول وغيرها .. وركز الشهيد وحدة المسلمين مثل المرحوم الإمام الخميني ..في عدالة الصحابة والعادلين الصادقين الذين أمر الله أن نكون معهم في الحديث والصف الواحد الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله .. لأن نوايا هذه الأحزاب الشيطانية التي تعيد أمجادها في النفاق لتمزيق وحدة الصف الإسلامي .ويا أبا جعفر نحن لا ننساك ونسى تلك الليلة ..ليلة الأربعاء من رجب 1399هجر كان آخر يوم لقائك مع الأحبة المؤمنين في حرم جدك الحسين عليه السلام عندما أمر طاغية العراق بسجنك لأن أسياده عرفوا أن الإمام الشهيد الصدر هو الشخصية الوحيدة لتحطيم عروش الطواغيت ..لذا عدموك ظلما وعدوانا مع الأخت الفاضلة بنت الهدى وظنوا أن يخمدوا بذلك لهيب الثورة ...! لكن خابت أمال البعث وصدام الطاغية وطاشت سهامهم .... فأن دمك ودماء الشهداء سيبقى شعلة وضأه تنير الطريق للمجاهدين والعاملين في سبيل الله وإعلاء كلمته .. كنت يا شهيد عالما ربانيا ومجتهدا ورعا وعبقريا فذا ..وقد أغنية الفكر الإسلامي المعاصر بكتبك وأعطية الحيوية للجامعة في الاستمرار للتضحية في سبيله .. وأن مثل هذا النهوض في وجه الطغاة لم ينهضه مثله إلا الشريف بالشهادة في سبيل الله وفي سبيل إعلاء كلمة الإسلام ومنهج الكتاب .. وعلى العلماء اليوم إنقاذ الموقف لأنها شروط أساسية لحق الدم ..فإن الشهيد كان ينبه إلى ضرورة التأملات ب( أن تستمد هذه التأملات كيانها النظري من عالم الناس المنظور ، لا من عالم تبتدعه العواطف والمرتكزات) . هو على العلماء أن يكونوا متحمسين بمنطق الحق ومتمسكين به . ونعم ما قيل : وإن كانت الدنيا تعد نفيسة * فدار ثواب الله أعلى وأنبل وإن كانت الأبدان للموت أنشئت * فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل وإن كانت الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به المرء يبخل.المحب والمربي سيد صباح بهبهانيbehbahani@t-online.de
https://telegram.me/buratha