المقالات

العشيرة والحكومة .. والدولة

1148 01:23:00 2008-07-16

جــواد الســـــعيد j12alsaaidhotmail.com

سبق النظام القبلي ظهور الدولة في بداية تشكيل التجمعات البشرية ،وتمثل الدولة قمة ما توصل إليه الأنسان في التنظيم المدني والأداري بعد أن أخذت على عاتقها تحمل المسؤوليات الهامة منها توفير الخدمات والأمن والدفاع والقضاء وتخطيط المدن وتنظيم الأقتصاد، والذي أدى بالنتيجة الى انحسار دور القبيلة الى حد ما. وكما كانت القبيلة جزء من الشعب الذي هو أحد أركان الدولة اضافة الى ركنيها الأخريين الأرض والحكومة فلا شك أن الحكومة تنبثق من بين ابناء الشعب بكافة انتماءاتهم أما بالأنتخاب أو بطريقة أخرى.وتكون عودة الفرد الى القبيلة حتمية بعد انهيار الدولة ومؤسساتها لغرض اشباع حاجاته الأساسية خصوصا الحماية من أي طارئ أو خطر يهدد حياته وممتلكاته وهذا ما حدث في العراق بعد انهيار الدولة في عام 2003 وشاهدنا ذلك في كثير من الحالات التي تحملت العشائر العراقية مسؤولية فض النزاعات والتدخل لحماية الفرد وان كان تدخلها سلبيا أحيانا، وإن كان انهيار الدولة العراقية ليس غريبا لأنها كانت تحمل أسباب انهيارها منذ اليوم الأول لتأسيسها اضافة الى تحويل الدولة الى منظمة لخدمة عصابة تتحكم بمصير الشعب وثرواته.وظاهرة القبيلة ليست طارئة على الدولة العراقية بل هي متأصلة فيها كما أنها ليس عيبا في المجتمع العراقي بل هي امتداد لماض تليد اضافة الى امتدادها في الدول المجاورة التي حافظت عليها مثل السعودية وسوريا والأردن والكويت ولكن هذه العشائر لايشكل وجودها مساسا بسيادة الدول التي تتواجد فيها بل استفادت منها وتعتبرها أساسا رصينا في بناء الدولة.وعملت حكومة العراق الجديد على الأستفادة من القبائل العراقية بشكل جيد في توطيد الأمن في كثير من المناطق, ولكن التخوف لايزال قائما بسبب الأعتقاد الخاطئ ان هذه العشائر هي البديل الأمثل للدولة وسوف تتحول القبيلة الى عامل يعرقل أداء الحكومة وهذا يشكل مردودا سلبيا على الدولة وألغاء دورها في القيام بمهامها مثل الخدمات والأمن والدفاع والأقتصاد سيما وأن العراق بحاجة الى الكثير من العمل لعودة هيبة الدولة وسيادتها وبسط نفوذها على اقليمها لما يعود بالخير والفائدة على الشعب.العمل على توعية العشائر العراقية بشكل جيد والأستفادة منها يحتاج الى جهود كبيرة منها اختيار العناصر المخلصة والتي تمتلك القدرة على اقناع العشائر ان في دعمها للحكومة يصب في صالحها والبقاء على النظام العشائري القديم يزيد في معاناتهم ويشكل عقبة كؤود في بناء الدولة الحديثة ، كما أن تشخيص شيوخ العشائر المخلصين ودعمهم بشكل واسع وعزل رؤوساء العشائر الذين أعانوا النظام الصدامي البائد والحد من نشاط رؤوساء العشائر الذين يتلقون الدعم المالي من أنظمة خارجية تعمل على افشال العملية السياسية في العراق مع العلم أن بعض هؤلاء المشايخ منبوذين من قبل أبناء قبائلهم ولا يخضعون لآرائهم.ومن هنا يتوجب على كل الكيانات السياسية والأحزاب اذا أرادت ارساء دعائم الأصلاح وبناء دولة العراق الحديثة فلا بديل لها سوى الأرتقاء بالقبيلة الى مستوى المسؤولية والعمل على نبذ كل اساليب العنف العشائري واتباع سياسة اقتصادية تقضي على الفقر والبطالة التي يعاني منها أبناء العشائر واعداد برامج خاصة تهدف لتغير الواقع العشائري المرير.

جــواد الســــــــعيد2008-07-12 j12alsaaid@hotmail.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك