الشيصباني، والمهدي عليه السلام

محمود الربيعي

مقدمة

اشرنا في مجموعة كتاباتنا وبحوثنا الاخيرة الى رأس المجموعة السيئة ذات الموقف السلبي من الامام المهدي(ع) بالحديث عن ابليس ودوره في اغواء الجن والانس وهو دور اساسي في عرقلة جهود الرسل والانبياء والاوصياء لينتهي بظهوره الحسي الميداني فيكون عيسى عليه السلام المنتظر له بالمرصاد لينفذ فيه ارادة الله ولتنتهي قصة ابليس الى الابد.

وسنتحث في حلقاتنا القادمة عن شخصيات سيئة اخرى كالشيصباني والسفياني والدجال كنماذج قيادة لاعداء المهدي عليه السلام، وفي حلقتنا هذه بالذات سيكون حديثنا عن الشيصباني فمن هو الشيصباني ومن أي بلد يخرج وماهو دوره، وماطبيعته السياسية والحركية، وهل له علاقة بالسفياني!

وفي الحقيقة سنحاول في كتباتنا ان نبتعد عن اسقاط الشخصية الرمزية او الحقيقية المعبرة عن كل من هذه الرموز والشخصيات على اشخاص نعيش معهم او يعيشون حولنا وسواء كانوا اشخاص عاديين او رؤساء دول وماشابه ذلك لان في ذلك ابتعاد عن البحث الموضوعي والقيمة الموضوعية للثقافة التي نريد بها ان نوجه الجماهير بدون ان نخدعها او نوهمها او نسقطها في عالم التيه الفكري فان في ذلك احباط لمعنويات الناس وبخاصة العموم، ونحن في ذلك نؤيد طريق التثقيف الجماهيري على الاسس التي تتوافق مع التخطيط الالهي من ضرورة ارسال الانبياء والرسل والاولياء بين حين واخر حسب حاجة البشرية والضرورة التي تقتضيها المرحلة التاريخية من اصلاح جذري بعد مرحلة فساد متراكم وانحراف عقائدي واجتماعي كبيرين.

شر الشيصباني يسبق شر السفياني

قد تكون التسميات هي تعبير عن رمزية هذه الشخصيات فيكون لها على هذا الاساس اسماء اخرى ولكن الحقيقة التي لاشك فيها خروجهم واداء ادوارهم بحسب الظروف والاحوال السياسية والنفسية والتركيبة العقائدية الظرفية في الزمان والمكان معا، وباعتقادنا ان الناس على اختلاف فهمهم للامور لابد ان يتميزوا وفق ذلك الفهم فيكون بعضهم مع الحق والاخر مع الباطل وذلك يعتمد على درجة النقاء والاستقاء من المصادر الطبيعية الفاضلة في المجتمع والثقافة التي يتلقونها والمناهج التي يدرسونها وتربيتهم السلوكية ومدى فهمهم للمعروف والمنكر وفهمهم للقران وادبه الرفيع وطبيعة استقائهم للمعلومات الحديثية تبعا للمصادر والمنابع التي امر الله بها من تمسك ومن سؤال اهل الذكر.

وقت خروج الشيصباني

نحن لانهتم بتحديد شخصية الشيصابي بعينه بقدر مانهتم بخطوطه العريضة التي يتحرك ضمنها وهذا الفهم يعد ابسط من تحديد الشخصية نفسها كون ان هذه الشخصية تمثل نموذجا للشر، ولكن المهم في الامر انه وفق روايات اهل البيت فان هناك ارتباطا زمنيا يكون اكثر ضابطا في تحديد الخروج كان يرتبط بظهور شخصية اخرى وبمواصفات محددة، وهكذا ارتباط بقية الشخصيات ببعضها كارتباط اليماني والحسني والخراساني بالمهدي عليه السلام وارتباط نزول عيسى وخروج الدجال وحضور الخضر لتجتمع العلامات فتكون اكثر قربا ووضوحا من دون تقمص لهذه الشخصيات وادعاء شخصيات زائفة تحت غطاء سياسي او مذهبي غير مشروع.

يخرج الشيصباني قبل السفياني

وطبقا للروايات المروية بطرق اهل البيت عليهم السلام فان خروج الشيصباني يكون سابقا لخروج السفياني وكل منهما له خطورته ودوره السئ والسلبي تجاه عملية الاصلاح.

خطر الشيصباني في الكوفة من ارض العراق

سبق لنا ان تحدثنا عن اهمية العراق كبعد جغرافي وسياسي وعسكري وعقائدي وفكري وتعددي والقينا الضوء على اهمية كل من النجف والكوفة لما لها من دور تاريخي قديم بدا من عهد ادم ونوح وهود وصالح، وعهد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وبقية الصالحين، وكانت الكوفة احد ابرز المدن الاسلامية في العصور المختلفة من حكم الامويين والعباسيين، وكانت مركزا علميا للدراسة والبحث ومعلما حضاريا كبيرا للتراث والعلم والادب، ولازالت قبلة للسائحين والزوار، وحضرة للحوزات العلمية الدينية، والجامعات العلمية وتخرج منها كبار العلماء والاساتذة والشعراء واهل السياسة.

لذلك فليس غريبا ان يهتم الحكام عبر العصور بالتفكير في حكم هذه المدينة بالطريقة التي يحافظون فيها على حكمهم ومراقبة دور هذه المدينة وتاثيرها على مستقبل الحكم والسلطة بما تمثله من ثقل نوعي.

كيفية ظهور الشيصباني

يبدو ان ان طبيعة ظهور الشيصباني اقرب الى الطبيعة التي يخرج على اساسها الماء، فالصحراء مثلا والوادي والسهل الذي ليس فيه ماء لابد ان يكون لنبع الماء فيه اثارا عظيمة على سكان تلك المناطق فهو ظهور مفاجئ لهم ولكن الماء كما تعلمون على نوعين ماء نقي صافي خالي من الجراثيم او ماء ملوث لايصلح للشرب، وكذا الشيصباني فهو يخرج سريعا ويتحرك سريعا كالماء ليؤدي دوره في ميدان الحركة السياسية والامنية بالاتجاه الذي يضر ببعض قادة الحركة الميدانية للجماهير التي تتعاطف مع الحق وتعمل على خدمته.قال الباقر(ع): انى لكم بالسفياني، حتى يخرج قبله الشيصباني. يخرج بأرض كوفان، ينبع كما ينبع الماء، فيقتل وفدكم. فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج المهدي. يوم الخلاص ص 686 و 687 الغيبة للنعماني ص 162 والكافي م1 ص 370.يخرج في العراق وهو ارض كوفان.. يكون خروجه او حكمه فجاة بنحو غير متوقع "ينبع كما ينبع الماء" بحار الانوار ج 52 .

الشيصباني يخرج في العراق "يخرج بارض كوفان" بحار الانوار ج 52 . الشيصباني يقتل وفد المؤمنين

ان الشيصباني يمثل حركة تاريخية متكررة وهو نسخة من الحركة الابليسية والفرعونية والقارونية والهامانية وكل حركة جبروتية وطاغوتية متمثلة بالرجال امثال الشيصباني الذي يظهر مرة على اساس انه ابليس ومرة بمظهر فرعون ومرة كطاغوت وجبار متكبر يخرج في زمن يتوافق مع خروج كل من عيسى والخضر والمهدي وبقية الصالحين وبقية شخوص مسرح النهاية من الفريقين العدوين.

من هو وفد المؤمنين؟ ولماذا يقتلهم؟

ايهمنا من هو وفد المؤمنين؟.. المهم ان الوفد هو من المؤمنين وهو يمثل قمة من قمم المؤمنين الذين يمثلون الكتلة السياسية والعقائدية وهم طبقة الرواد القادة وهم الذين يشكلون خطرا وتهديدا لمصالح الشيصباني ويقفون عائقا في طريقه.. والمسالة المهمة هنا ان الشيصباني بعينه لايكون الا في حالة اقتراب ظهور السفيني ومرتبط بالحالة المكانية والزمانية من حيث الزمان والمكان وهذا القرب نسبي ومهم في اجتماع العلامات والظروف الميدانية التي تشكل نهاية المطاف القرب من ظهور الامام المهدي عليه السلام وتحديد مستقبل الامة بما تمثله من قيم عالمية بشرية انسانية تعكس جوهر العدالة المطلقة حيث تنتهي اخرمرحلة من مراحل حكام الظالمين.

الشيصباني

عندما نعيش النص فاننا نقترب من الخصائص المميزة فكل عبارة من عبارات النص تحمل في طياتها عددا ضخما من الاعداد الرقمية التي تضيف معلومات اضافية تقترن بتلك الصفة، فصفة الطاغي تعني عنف القوة واستخدام تلك الصفة بشكل غير طبيعي يفوق الحالة العادية، فنحن نعيش هذه الصفة مثلا من خلال الممارسات اليومية للطغاة في العالم.

وكذلك فصفة الشيطنة صفة تحمل كثيرا من المعلومات الرقمية التي تشتمل على الحيلة والمكر الذي يستعمل في الباطل على مستوى الافراد والجماعات الذي نشهده يوميا ايضا في وسائل الاعلام وفي السياسة والحكم.

وصفة الساحر اليوم اصبحت طاغية بعد التطور العلمي والتكنولوجي الواسع التطبيق الذي يعتمد على علوم الفيزياء والكيمياء وعالم الالكترونيات وغير ذلك من العلوم التطبيقية والتي تسخر اليوم لصالح الطاغية الشيطان في المنظومة الدولية.

ويظهر ان لرجال الدين اليوم نصيب من تلك الادوار التي ترافق الشيطان هنا وهناك في غالبية الدول في الكنيسة والجامع و بقية دور العبادة تحت ظل ادعياء الدين وليس ذلك غريبا فقد ابتلي الناس بهؤلاء الرجال واشار ت اليهم الكتب السماوية وتحدث عنهم الانبياء والرسل وهؤلاء عموما يسخرون آليات الدين ووسائله لخدمة الطاغية الشيطان.

" طاغية، شرير، شيطان، كاهن، ساحر.، له 5 الاف كاهن، لايكون بينه وبين السفياني مدة طويلة، يكون السفياني بعده مباشرة، لايكون بين الشيصباني والسفياني مدة طويلة وان السفياني يكون بعده مباشرة".

وانه يكون طاغية سفاكا ويقتل المؤمنين"يقتل وفدكم" بحار الانوار ج 52.. أي وجهاء المؤمنين.

المدة بين السفياني والشيصباني

يخرج قبل السفياني.. ويظهر من حديث الامام(ع) انه لايكون بينه وبين السفياني مدة طويلة، عن الباقر(ع) قال:" وانى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج بارض كوفان. ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم عليه السلام" البحار 52 ص 250. عن غيبة النعماني.

المصادر

يوم الخلاص - والكافي م1 – البحار 52 .

7/15/2008

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha