بقلم: علاء الموسوي
بعد انهيار النظام البعثي البائد الذي جثم على صدور العراقيين لاكثر من ثلاث حقب مظلمة، وبعد ان بدا واضحاً ان الشكل الجديد والمستقبل القادم للعراق، هو نظام قائم على العدالة والمساواة بين جميع مكوناته القومية والطائفية، اصمّ الضجيج الاعلامي العربي آذان الدنيا، معلناً انها (اي الحكومة العراقية) حكومة العملاء والصفويين والاحتلال، محاولة من بعض الانظمة العربية التي تشرف بشكل مباشر على ذلك الاعلام المخيب للآمال والتطلعات العربية الحقيقية. اذ اعلنت رفضها بشكل او بآخر عن الاعتراف بشرعية الحكومة العراقية، والذي مازال ذلك الرفض مستمراً ومتمثلاً برفض فكرة اعادة فتح السفارات واطفاء الديون العراقية. وبدلا من ان يتجه ذلك الاعلام الى كشف الحقائق الواضحة في العراق من دعم شعبي واسع، وانجاز امني واقتصادي ملموس على الساحة المحلية، اخذ ذلك الاعلام يحيك اوهام جديدة ليجد ذرائع اخرى لبلورة فكرة القطيعة العربية وترسيخ ذلك المفهوم الطائفي بعنوان لايقل خطورة عنه باسم العروبة المفقودة في ارض السواد. متغافلا في الوقت ذاته الهوية العربية الاصيلة لوادي الرافدين، والتي لايمكن لاي دولة عربية ان تزايد على تلك الهوية الحقيقية بالصبغة دون الاسم الذي يزايد عليه البعض، وهذا ما نجده في دستور الكثير من الحكومات العربية كالمغرب والسودان الذي لايتحوي الدستور فيها على تأكيد هوية الحكومة بالهوية العربية، ولم تتجه يوما من الايام تلك الاقلام البهلوانية الى التشكيك بعروبة تلك البلدان، التي عملت القبائل العربية المهاجرة من ارض بلاد الرافدين الى تأسيس الهوية العربية فيها. لسنا من الشكاكين، ولسنا من أولئك الذين سقطوا رهينة الهواجس، ولكن نريد أن نطرح سؤالاً واحداً لا غير.. لمصلحة من عندما تقوم جهة رسمية أو غير رسمية بنشر شائعة لا صلة لها بالواقع؟.. أليست هذه رواية من الروايات البوليسية الفجة تسير بخط متواز مع فنتازيا الروايات والتصرفات الهوجائية التي يقوم بها عصابات السطو وتجار الموت في العالم.. فلا نجد أي مسوغ أو مبرر بأن تكرس جهة من الجهات كل طاقاتها وقدراتها الجهنمية من أجل قراءة واقع في بلاد ما وتنتهك حقها في بلورة النظام السياسي الذي ترتأيه في بلادها . ولا أشك أبداً في أن الذين يجندون أنفسهم في إشاعة الأخبار الكاذبة والسيناريوهات الملفقة.. هؤلاء لا يختلفون أبداً عن أولئك الذين سكنوا كهوف المجهول وراحوا يسومون بلاد العباد بشر الأعمال، لأن من يزرع الخوف كصانعه، ولا فرق بين الاثنين سوى المسميات الذين ينشرون الشائعات في بلد انتصر وتواءم وتصالح مع نفسه وهزم الشك بيقين الاستقرار، ولم يقطع حبل المودة مع الآخر، بل سور وطوق أعناق الناس أجمعين بفضائله وخصاله. من هنا يتوقف اصلاح الموقف العربي تجاه القضية العراقية، من خلال الدعم المباشر والصادق تجاه العملية السياسية والحكومة العراقية، وذلك عبر تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تتصرف وفقها الدبلوماسية العربية في التعاطي مع الازمات والمشاكل السياسية في العراق، ولعلها (الحكومات العربية) هي المؤثر الوحيد على بلورة خطاب وطني موحد لدعم القضية العراقية التي ما زالت تعاني من ترسبات الماضي والآم الحاضر بسب غياب الوعي العربي لمطالب الشعب وارادته الحقيقية. ولعل التفاتة ابناء العمومة من الدول الشقيقة ـ غض النظر عن تأخرها ـ في السعي الى فتح افاق جديد مع الحكومة العراقية، جاءت لتثبت ان العراق لايمكن فصله عن محيطه الذي كان ولا يزال يشكل عصب العزة والشموخ للامة العربية والاسلامية.Alaa_almosaowy@yahoo.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha